مسرحية لفرقة «هيب آرت» تلامس موضوع التطفل على الفن تقدم جمعية "هيب آرت" للثقافة والفنون بفاس، عروضا لمسرحيتها الجديدة "ça tourne" من تأليف حسن بوعشراوي ودراماتورجيا وإخراج الفنانة هند ضافر، في جولة تشمل القنيطرة ومكناس وبنسليمان والرباط، وهي ثالث عمل مسرحي للفرقة، أولها مسرحية خاصة للشارع من تأليف عزيز عبدوني وإخراج الفنانة نفسها. وتتداخل مواضيع المسرحية وتتضاد في قالب من الفكاهة السوداء خيوطها 3 ممثلين جمعتهم الأقدار بمكان واحد داخل استوديو فضاء للتصوير سيكون "حلبة صراع بين الشخصيات الثلاث ولكل دوافعه وأسبابه النفسية والسيكولوجية والسوسيولوجية والثقافية بمختلف التباينات والاختلافات" يقول عثمان لبيض المنتج ومدير الفرقة. ويتسلح كل واحد من شخوص هذه المسرحية ويديرها فنيا توفيق محمد لمعلم، بحلم فرض الذات محاولة منهم لتفريغ كل مكبوتاتهم الاجتماعية والنفسية في صورة أشبه بسفينة تلاطمتها أمواج الصدف وإكراهات الحياة لينشب الصراع بين الثلاثة، في إطار احتدام التنافس الشرس والصراع الكفيل بالسيطرة على بلاطو التصوير. ويؤكد مدير الفرقة أن التنافس يكشف أن لكل واحد منهم موهبة وفنا يحاول من خلاله إيجاد موطئ قدم لإثبات براعته ومدى أهليته ليكون نجما تتهافت عليه كل الصحف والملتقيات والمهرجانات، لكن الجميع يجد نفسه في مواجهة واقع مر مليء بالانتهازية والمحسوبية وعدم الكفاءة من قبل وصوليين ومتطفلين. ويحلم عامر الفنان التشكيلي الطموح، في خضم هذا التدافع، بملء المعارض بلوحاته الفنية، كما حميد الملقب ب"النزق" الذي يرى أن له أحقية ليكون نجم الشباك بدون منازع، فيما ترى أحلام الجميلة في نفسها، إحدى نجمات الزمن الجميل، لكن كل أحلامهم تتكسر فوق صخرة المتطفلين على المجال الفني بكل تلاوينه وفروعه. ويؤكد عثمان لبيض أن المسرحية تكشف كيف أن الوصوليين يرتقون ويصلون أعلى الرتب دون كفاءة، ما يحبط الشخوص الثلاث مبدعين حقيقيين ضحايا الإقصاء والحيف، الباحثين عن لقمة العيش في بلاطو تصوير يسترجعون فيه جزءا من الكرامة الإنسانية المفقودة، محاولين تحين الفرص لإبراز مواهبهم وإثبات وجودهم. وفي خضم هذا التدافع تطرح المسرحية وكتب لها السينوغرافيا محمد الشاح، سؤالا من الأحق بالريادة فنانون واعدون وموهوبون أو أشباه فنانين أضروا بالميدان وبالجادين من غيرهم، في محاولة من مبدعيها بعث رسالة لمن يهمهم الأمر لتنقية المجال الفني من المتطفلين وإعطاء الفرصة لمن يستحقون الاهتمام من الفنانين. ويشخص هذا العمل المسرحي الثالث لهذه الفرقة، الفنانون عبد الله المستحي وعزيز مشكور ونسرين أسموني، فيما يدير الخشبة الفنان حسن إسماعيلي علوي، بينما أوكلت المحافظة العامة لآية البزراتي، فيما يتكفل بالإدارة التقنية كل من إلياس المربوح وأمين المريني وهديل طبيب وسفيان المزايني ومهدي المنور. حميد الأبيض (فاس)