شهدت دورة استثنائية بجماعة تيفرت نايت حمزة، بإقليم أزيلال، عراكا عنيفا بين مجموعة من المنتخبين، الذين تبادلوا العنف في حضور ممثل السلطات العمومية، الذي لم يتمكن من ضبط المنتخبين، بعدما تم التصويت على إقالة بعضهم من مناصبهم. وقال مصدر مطلع لـ "الصباح"، إن المنتخبين خربوا القاعة، بما فيها كراس وطاولات، وأثاروا فوضى عارمة بسبب عدم تقبلهم القرارات التي خرجت بها الدورة، ومنها حرمان بعض رؤساء اللجان وأعضائها من مناصبهم بسبب غيابهم المتكرر، حسب ما كشفه المصدر ذاته. وحصلت "الصباح" على عدد من مقاطع الفيديو، التي توثق عملية تبادل العنف بين المنتخبين، والتي تسيء إلى العمل السياسي بشكل خطير، إذ أن البعض قام ببعثرة الطاولات، وتراشق بالكراسي، دون أدنى احترام لحرمة مقر الجماعة، أو لباقي المنتخبين أو ممثلي السلطات المحلية. وأثار هذا الحادث غضبا كبيرا في صفوف السكان، الذين طالبوا النيابة العامة بفتح تحقيق في الموضوع، إسوة بما تقوم به مع المخربين في مباريات كرة القدم، خاصة أن الفاعلين معروفون، وكانت السلطات حاضرة وهناك شهود على تخريب ممتلكات الدولة. وطالب السكان عامل الإقليم أيضا، بعزل هؤلاء المنتخبين الذين لم يحترموا المسؤولية التي حملها إياهم الناخبون، وتصرفوا بطرق لا تمت للعمل السياسي بصلة، وتدخل في خانة "البلطجة". وإثر الحادث، قدم 8 أعضاء بالجماعة المذكورة استقالتهم لعامل الإقليم، بسبب ما وصفوه بالوضع الكارثي، الذي تدبر به أمور وشؤون جماعة تيفيرت نايت حمزة. وقال مصدر "الصباح" إن الممتلكات التي تم تخريبها، ستتم برمجتها في ميزانية التسيير مطلع العام الجاري، رغم أن ميزانية الجماعة ضعيفة، وهو ما يعني هدر المزيد من المال العام. يذكر أن عراكات الدورات العادية والاستثنائية داخل مجالس الجماعات الترابية، أصبحت "ظاهرة مغربية" بامتياز، إذ أن المنتخبين يلجؤون في حال عدم رضاهم بمخرجات الدورة، بإثارة البلبلة لنسف الاجتماع، والطعن في القرارات المتخذة، من أجل ربح الوقت ومحاولة التأثير على المصوتين، وتأليب بعضهم ضد بعض، باستعمال لعبة الكواليس، وهو ما يضر بصورة المنتخبين والسياسيين عموما. عصام الناصيري