بحث عن حلول لتراجع حقينة السدود وتعجيل بتحلية مياه البحر لسد الخصاص قام عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، بزيارة خاطفة، زوال أول أمس (الأربعاء)، إلى مجمع الفوسفاط بالجرف الأصفر، حيث اجتمع لمدة ساعة ونصف بمدير المجمع وبعض من مساعديه، بحضور الوالي صمصم والوالي الهبطي مدير الشبكات العمومية، ومحمد سمير خمليشي العامل بالنيابة على إقليم الجديدة. ودفع شح الماء الشروب والبحث عن حلول إجرائية للتصدي لمعضلة "الإجهاد المائي" الذي تعانيه البيضاء، وحاجتها إلى تعبئة موارد مائية بديلة للمياه القادمة من السدود، بوزير الداخلية إلى استعجال الانتقال من الرباط إلى الجرف الأصفر، للوقوف على إمكانية تعبئة جهود إضافية، من طرف المجمع في تحلية مياه البحر، لتزويد البيضاء بقسط من حاجتها لهذه المادة الحيوية التي انتقلت الوضعية فيها من درجة اليقظة إلى درجة الإنذار، بعد تأخر التساقطات وتراجع منسوب المياه الصالحة للشرب بحقينة السدود المغذية لحاجيات العاصمة الاقتصادية، خاصة من سدود سيدي محمد بن عبدالله والداورات وسيدي سعيد بن معاشو، حيث كانت تصلها منهم سنويا 216 مليون متر مكعب، لكن في الوقت الراهن يقف مخزون هذه السدود عند نسبة ملء لا تتعدى 5 في المائة، وهي نسبة مقلقة إلى حد كبير، ما جعل كبار المسؤولين ينزلون إلى الميدان، بحثا عن موارد مائية بديلة ومستدامة، لتمنيع البيضاء من العطش. ويظل الجرف الأصفر، وفي انتظار إنشاء محطة تحلية المياه بالمحارزة الساحل المتاخمة للبير الجديد، والمقرر أن تنتج 300 مليون متر مكعب لإرواء ظمأ سكان البيضاء ومحيطها، وتخصيص 50 مليون متر مكعب منها لسقي أراض فلاحية بإقليم الجديدة، "(يظل) هو الملاذ الحالي لتجاوز هذه المرحلة الصعبة. وذكرت مصادر "الصباح" أن عبد الوافي لفتيت زار محطة تحلية المياه بالجرف، واطلع على اشتغالها الحالي، الذي يزود الجديدة حاليا بنصف حاجياتها، أي ما يناهز 25 مليون متر مكعب، في انتظار أن يصل الإمداد 45 مليون متر مكعب مطلع 2024، كما أنها من المقرر أن تغذي حاجيات خريبكة عبر أنبوب طوله 200 كيلومتر بحوالي60 مليون متر مكعب سنويا. وأضاف مصدر "الصباح" أن زيارة وزير الداخلية كانت تروم الرفع من الطاقة الإنتاجية للمحطة، والتي من الممكن أن تصل 140مليون متر مكعب في السنة، في إمكانية لتخصيص حصة من الماء الشروب للبيضاء. وزار محمد مهيدية والي جهة البيضاء سطات ، الأسبوع الماضي الجرف الأصفر للغرض ذاته، سيما بعد تأخر بداية الأشغال في محطة المحارزة الساحل، التي كان من المقرر أن تبدأ في نونبر الماضي، كما قدمت له بمناسبة زيارته أرقام حول المتوفر من الماء بحقينة أهم السدود، التي كانت تتزود بها البيضاء، وأظهرت تلك الأرقام وضعا قاتما ترتب عن توالي أربع سنوات من الجفاف، أدت إلى تعرض كل المتوفر من الإمكانات المائية إلى إجهاد كبير، دفع في اتجاه اتخاذ تحلية مياه البحر الأفق الوحيد لتجاوز الصعوبات المطروحة في الماء الشروب. عبدالله غيتومي (الجديدة)