الأمن والدرك… تنسيق مختل

يطرح تقسيم المجال الترابي إلى قروي وحضري إشكاليات تتعلق بضبط الأمن ومحاربة الجريمة، وهي المهام التي يضطلع بها جهازان يختلفان من ناحية تكوينهما وأسلوب عملهما ومواردهما البشرية واللوجستيكية، هذه الاختلافات غالبا ما تنعكس على أرض الواقع، وتظهر الممارسة نوعا من التباعد بين الأمن والدرك وغياب التنسيق في العديد من المدن… بجهة البيضاء الكبرى، حيث الهوامش التي يعود نفوذها الترابي إلى الدرك الملكي، غالبا ما تقع تدخلات لرجال الأمن الوطني في دواوير الضواحي لإيقاف مروجين للخمور أو المخدرات، أو مبحوث عنهم في قضايا جنائية، ما يخلق ارتباكا لدى الجهاز المنوط به هذا المجال الترابي، والشيء نفسه يقع عندما تتدخل عناصر الدرك في مجال الأمن الوطني للغرض نفسه، ورغم أن أهداف الجهازين واحدة، فإن ما يزيد من اتساع هوة التنافس، عدم إبلاغ هذا الجهاز للآخر بالتدخل، وغياب التنسيق بينهما، ما قد يفسر تفسيرات بعيدة عن الواقع، رغم أن مجمل التدخلات تقع تحت إشراف النيابة العامة المختصة ترابيا وبعلمها.ولا تمر بعض التدخلات الأمنية دون أن تخلف تجاذبات تختبر نجاعة التنسيق والتعاون بين الجهازين، وهو ما يظهر أكثر لمناسبة إيقاف مبحوث عنهم أو تفكيك عصابة إجرامية خطيرة خارج الحدود المرسومة لنفوذ كل جهاز على حدة…وتستغل الشبكات الإجرامية صعوبة المسالك بالمدارات القروية واتساع رقعة بعض المناطق للإفلات من القبضة الأمنية، وهو ما ترجمته تدخلات لإيقاف مبحوث عنهم، من بينهم بارونات مخدرات في حالة تلبس بعدما ظلوا لفترة يتنقلون بحرية داخل مناطق الدرك. ولا تخفي بعض المصادر الأمنية قلقها من الضغط الكبير على مواردها البشرية واللوجستيكية التي لا تكفي لمواجهة الجريمة بالنجاعة الكافية حتى في مناطق نفوذها الترابي، إلا أن تشعب الشبكات الإجرامية بات يفرض تغييرا في منهجية العمل وأسلوب التواصل في ظل حركية الجريمة بين المدن والقرى.المصطفى صفر

الأمن والدرك… تنسيق مختل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سباق أمني نحو تسجيل الهدف

المؤبد لقاتل زوجته عمدا بمكناس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات