سباق أمني نحو تسجيل الهدف

لا يكاد يمر تدخل أمني خارج النفوذ الترابي للجهاز المعني، دون أن يخلف ذلك تجاذبات وردود أفعال، سيما عندما يكون غير خاضع للتنسيق والتعاون المفترض في جهازين، لهما الأهداف نفسها ، لكن تختلف خططهما وكذا إمكانياتهما البشرية واللوجستيكية. بآسفي، عكست العديد من التدخلات الأمنية سواء للدرك الملكي بالمدار الحضري، أو لعناصر الأمن الوطني بالمدار القروي، حالات شد وجذب، ومحاولات لرد الصاع صاعين، سيما عندما يتعلق الأمر باعتقال أفراد عصابات إجرامية أو تجار مخدرات معروفين وصدرت في حقهم مذكرات بحث.طرحت التدخلات الأمنية التي نفذتها عناصر الشرطة القضائية المحلية لأمن اليوسفية، قبل سنوات، بالمدار القروي سيما جماعات الكنثور والشماعية، وبعض الجماعات الأخرى الخاضعة لنفوذ الدرك الملكي، مشكل التنسيق بين الجهازين الأمنيين، سيما أن تدخلات عناصر الشرطة استهدفت في غالب الأحيان، تجار مخدرات معروفين لدى المصالح الأمنية وكانوا موضوع مذكرات بحث صادرة في حقهم من قبل العديد من المصالح الأمنية.ويشير شرطي متقاعد إلى أن التدخلات الأمنية خارج المدار الحضري كانت تتم بتنسيق مع النيابة العامة من جهة، ومصالح الدرك الخاضعة لنفوذها منطقة التدخل من جهة ثانية، لكن تبين أن ذلك في الغالب الأعم، لا يؤدي إلى النتائج المرجوة، على اعتبار، أنه في بعض المرات تكون هناك علاقات بين العناصر الأمنية وبعض المتهمين سيما في مجال الاتجار في المخدرات، إذ يتم إشعار الشخص المطلوب إيقافه، ليختفي عن الأنظار، وهو ما يحبط عزيمة العناصر الأمنية.ويضيف المتحدث ذاته، إلى أنه أمام هذا الوضع، كان لزاما مطالبة النيابة العامة بالإذن بالانتقال إلى خارج النفوذ الترابي لتنفيذ عمليات إيقاف، لكن دون إشعار مصالح الدرك الملكي أو التنسيق معها، وهو ما كانت له نتائج إيجابية.وبآسفي، قبل أقل من سنتين، عمدت عناصر الشرطة القضائية، إلى الانتقال إلى جماعة قروية ضواحي آسفي، لإيقاف متهمين من أجل الاتجار في المخدرات، ممن يعتبرون مزودين للسوق المحلية والإقليمية بمخدر الشيرا وسنابل القنب الهندي، وذلك بدون التنسيق مع المصالح الأمنية، ولم يتم إشعار النيابة العامة إلا في اللحظات قبيل التدخل، غير ان هذا التدخل لم يؤد إلى أي نتيجة، بل على عكس من ذلك، فجر مواجهة بين المتهمين الذين كانوا موضوع مذكرات بحث فاقت 20 مذكرة من طرف مصالح الدرك الملكي، وكان من نتائح هذه المواجهة، إصابة ضابط شرطة يشتغل بفرقة مكافحة المخدرات بكسور بالغة في رجله، ليتم نقله إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي وإجراء عملية جراحية له، في حين فتحت مصالح ولاية أمن آسفي تحقيقا في الموضوع.وقبل شهور قليلة، وبتنسيق مع وكيل الملك، أوقفت مصلحة الشرطة القضائية متهما بالاتجار في المخدرات، والذي صدرت في حقه أزيد من 35 مذكرة بحث من طرف عناصر الدرك الملكي، وذلك بنفوذ خاضع لعناصر الدرك.ولم تنتظر عناصر الدرك طويلا، إذ عمدت أسابيع بعد ذلك إلى إيقاف متهم بالمدار الحضري مبحوث عنه.وهكذا يستمر الفعل ورد الفعل بين جهازين لهما الهدف نفسه، وهو تحقيق الأمن واستتبابه.غير أن طبيعة التدخلات الأمنية خارج نفوذ كل جهاز، غالبا ما تحتاج إلى مخبرين متمرسين، ويعرفون جيدا الأشخاص المبحوث عنهم، ويقدمون المعلومة بالسرعة المطلوبة، ويدلون المصالح الأمنية التي يشتغلون مخبرين لديها، على أماكن وجود "الهدف" بكل الدقة المطلوبة.إلا أن بعض المخبرين غالبا ما يجدون أنفسهم ضحية صراع أمني، إذ يتم الزج بهم في السجون، كحالة شخص بجزولة، كان يشتغل مخبرا لدى المصالح الأمنية، ليتم اعتقاله من أجل حيازة المخدرات.محمد العوال (آسفي)

سباق أمني نحو تسجيل الهدف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محاربة الجريمة بالناظور تختبر فعالية التدخلات

الأمن والدرك... تنسيق مختل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات