استغلال نفوذ بفزاعة العشوائي
لم يجد نافذون، يمتلكون قصورا في ضواحي طنجة بمنطقة الرميلات، حرجا في منع جيرانهم من البناء فوق أراضيهم باستعمال فزاعة البناء العشوائي والترويج لمزاعم بأن الأراضي المذكورة تابعة للمياه والغابات.
وفجر حكم صادر عن المحكمة الإدارية بطنجة فضيحة استغلال للنفوذ واختلاق معطيات غير صحيحة لمنع المواطنين من حقهم في البناء على أراضيهم، عبر الترويج لادعاءات ومعطيات غير صحيحة، مفادها أن تلك الأبنية تهدد الغطاء الغابوي وتتسبب في اجتثاث الأشجار، رغم أن المنطقة التي يتم فيها البناء تقع فيها مساكن أخرى، من بينها فيلا يقطن فيها شخص نافذ يتحدى القانون بمنع البناء في محيط قصره.
وكشفت مصادر مطلعة على تفاصيل الملف أن آخر تطوراته هي المشاكل التي يواجهها مواطنون باشروا أشغال بناء مسكنهم في المنطقة ذاتها، ليجدوا أنفسهم محاصرين بضغوطات من شخص يدعي قربه من رجل سلطة لتوقيف كل أشغال البناء ولو كانت مرخصة، تحت ذرائع واهية وهي حماية الغابة ومنع اجتثاث الأشجار، رغم أن الشخص نفسه يسكن في المنطقة التي تعد حسب تصميم التهيئة معدة للسكن، ويمتلك فيها فيلا، ويريد أن يجعل من بقع جيرانه المغلوبين على أمرهم حديقة خلفية لمقر إقامته الصيفية.
وأوضحت المصادر المذكورة أن المعني بالأمر تعمد إثارة الجدل حول عمليات بناء عادية في منطقة بنيت فيها عدة فيلات، وروج معلومات غير صحيحة عن الأشغال، ما دفع الجماعة إلى السقوط في الفخ وسحب رخصة البناء.
ولمواجهة جبروت الشطط لجأ المتضررون إلى القضاء الإداري الذي أنصفهم ابتدائيا واستئنافيا، وأمر باستئناف الأشغال تحت طائلة غرامة تهديدية عن أي تأخر، ورغم ذلك مازالت المنطقة تحت حظر، يمنع البناء في محيط قصر غير مسكون أصلا، الأمر الذي أثار تساؤلات عمن يحمي صاحب القصر الذي تمكن بفضل علاقات مشبوهة من حرمان مواطنين من حقهم المشروع في السكن، باستعمال كل الأساليب.
ولم تتمكن الجماعة من صد هذا الشطط الذي تسبب في إهدار مال عام، على اعتبار أن المنع من البناء يرغم الجماعة على أداء غرامة تهديدية من ميزانيتها عن كل يوم تأخير، كما نص على ذلك حكم قضائي صدر لصالح أحد الجيران الذين شملهم الحظر.
وتعددت حالات المنع غير تلك التي لجأ المتضررون منها للقضاء، إذ أكدت مصادر “الصباح” أن لهذا الشخص سوابق في منع مواطنين آخرين من تشييد مبانيهم في المنطقة، وذلك بتسريب معطيات مغلوطة تؤلب الرأي العام على أصحاب الأشغال، تحت يافطة حماية منطقة امتداد غابوي، كان هو أول من بني فيها، ولا يسمح بتشييد مساكن بجواره إلا لمن يريد.
ياسين قُطيب