ثلاث اتفاقيات تحول أشهر كنيسة بالبيضاء من مكان جامد إلى فضاء للحوار الإنساني أعطى محمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والاتصال، ونبيلة ارميلي، رئيسة جماعة البيضاء، بحضور وازن لشخصيات من عالم الثقافة والفن والإبداع والسياسة، إشارة افتتاح كاتدرائية القلب المقدس (ساكري كور)، بعد ثماني سنوات من التأهيل والترميم، لتهيء هذا الصرح التراثي والتاريخي فضاء للحوار والتبادل الإنساني. وتزامن افتتاح كنيسة القلب المقدس مع احتفالات المغرب بعيد الاستقلال 18 نونبر، إذ أكد عبد اللطيف الناصري، نائب العمدة المفوض له في الرياضة والثقافة، على أهمية هذا المناسبة ورمزيتها في إعطاء دفعة جديدة لقطاعات الثقافة والفنون والإبداع الإنساني بحاضرة البيضاء، من خلال إعادة تشغيل هذا الفضاء المتميز، الذي يعود تدشينه إلى 1930. وأثنت نبيلة ارميلي، العمدة، في تصريح صحافي على هذا المرفق العمومي الواقع في قلب البيضاء وحمولته التاريخية والإضافة النوعية المنتظرة منه، لتحسين جاذبية المدينة على المستوى الثقافي من خلال برنامج متنوع، سيجري تنفيذه في الأيام المقبلة. وفي حفل نظم للمناسبة، تم التوقيع على ثلاث اتفاقيات، تتعلق بالنهوض بالأنشطة الثقافية والفنية، تتمحور حول كاتدرائية القلب المقدس. وتتعلق الاتفاقية الأولى، التي وقعتها وزارة الشباب والثقافة والاتصال وجماعة البيضاء، بتنظيم تظاهرات ثقافية وتأهيل البنيات التحتية الثقافية والتراث المعماري التاريخي للمدينة. أما الاتفاقية الثانية، المبرمة، أيضا، بين الوزارة والجماعة، وشركة "البيضاء للتنشيط والتظاهرات"، فتهم الإشراف والتنسيق وتنظيم الفعاليات الثقافية والرياضية لتعزيز إشعاع وجاذبية المدينة. أما الاتفاقية الثالثة، التي جمعت بين هذه الأطراف الثلاثة، فتمنح الشركة نفسها مهمة تنشيط وصيانة الكاتدرائية ومختلف بنياتها التحتية. وأكد وزير الشباب والثقافة والاتصال، في كلمة، أن الاتفاقيات الموقعة تروم أساسا "وضع البيضاء في قلب الصناعة الثقافية، باعتبارها حاضنة لفرص التنمية الحقيقية وتوفير مزيد من مناصب الشغل لفائدة الشباب". وقال إن الأمر يتعلق بإرساء أسس صناعة ثقافية وطنية قوية، وقد "تم تنفيذ مشاريع ثقافية واسعة النطاق وهناك مشاريع أخرى قيد التنفيذ، إذ تقع البيضاء في صلب هذه الديناميكية "، لافتا الانتباه إلى أن هذه الاتفاقيات تروم تعزيز التأثير والإشعاع الثقافي للمدينة. وتميزت أمسية تدشين كاتدرائية القلب المقدس بإحياء حفلات موسيقية وفنية قدمها فنانون مغاربة وأجانب، في أجواء روحانية مستوحاة من قيم العيش المشترك والتسامح والتلاحم، بين مختلف الثقافات وتقاسم القيم. يوسف الساكت