مسؤول المجموعة المالية الفرنسية أكد أن البلد يمثل أهمية كبيرة في إستراتيجية إعادة التموقع نفى "فرانسوا بنارويا"، مسؤول المجموعة المالية الفرنسية "باريبا"، أي نية للمجموعة بالانسحاب من المغرب، خلال استضافته بـ "نادي ليكونوميست" رفقة هشام سفا، رئيس المجلس المديري للبنك المغربي للتجارة والصناعة. وأكد أن المغرب يمثل أهمية كبيرة بالنسبة إلى المجموعة، التي تعتمد على فرعها في مواكبة المسار التنموي للبلد. وتأتي هذه التصريحات لتنفي بشكل قاطع الإشاعات التي يتم تداولها بالأوساط المالية بانسحاب المجموعة من رأس مال البنك المغربي للتجارة والصناعة، خاصة بعد انسحابها من بلدان جنوب الصحراء. وأوضح "فرانسوا بنارويا" أن الانسحاب من بعض البلدان الإفريقية يدخل في إطار توجهات إستراتيجية، ولا يمثل أي موقف سياسي تجاه هذه البلدان، إذ أن الأمر مرتبط بحجم فروع المجموعة بها، مشيرا إلى أن قرار الانسحاب أملته متطلبات إعادة تركيز أنشطة المجموعة بالقارة الإفريقية. وشدد على أن مجموعة "باريبا" توجد بالسوق المغربي منذ أزيد من 120 سنة، ما يعكس أهمية المغرب بالنسبة إلى المجموعة، خاصة مع المكانة التي بات يحتلها، حاليا، على مستوى القارة، ما سيجعل منه قاعدة لتدبير نشاطاته بمختلف البلدان الإفريقية. وأشار المسؤول الفرنسي إلى أن إفريقيا تظل في صلب إستراتيجية المجموعة لإعادة التموقع على المستوى الدولي، رغم انسحابها من سبع دول، مضيفا أن المغرب يمثل حلقة وصل بين أوربا وإفريقيا، ما يعكس أهميته بالنسبة إلى المجموعة المالية الفرنسية. وأفاد أن حجم البنك المغربي للتجارة والصناعة داخل السوق يتلاءم مع المخطط التنموي للمجموعة، عكس الفروع التي تقرر الانسحاب منها بالبلدان الإفريقية والممثلة في بوركينا فاسو ومالي وغينيا والسنغال وتونس وكوت ديفوار وجنوب إفريقيا. وأوضح هشام سفا، بدوره، أن البنك المغربي للتجارة والصناعة ليس كبيرا من ناحية الحجم، لكنه الأول في ما يتعلق بالتكنولوجيات الحديثة، وبعض المهن الخاصة، مثل تمويل الأفراد، وبنك الخواص والتمويلات الخصوصية، مضيفا أن البنك عازم على مواصلة استثماراته لتعزيز موقعه بالسوق، لدحض أي إشاعات حول انسحاب المجموعة الفرنسية من رأس مال البنك المغربي للتجارة والصناعة، إذ أن ارتفاع الاستثمار يعكس نية الاستمرار ومواكبة المسار التنموي للمغرب. واعتبر رئيس المجلس المديري للبنك المغربي للتجارة والصناعة أن قرار تعزيز الاستثمارات وتطوير المؤسسة البنكية التابعة للمجموعة الفرنسية يرجع إلى التطورات التي يعرفها المغرب، إذ أن كل المؤشرات تحفز على الاستثمار، مشيرا إلى الإطار الماكرو اقتصادي الذي يعرف تحسنا متواصلا، كما أن السياسة النقدية تتماهى مع ما يجري في مختلف البلدان المتقدمة، ما يمثل عوامل محفزة على تعزيز موقع البنك داخل السوق المغربي، لمواكبة المشاريع وتقديم حلول مبتكرة، ما من شأنه أن يقوي جاذبية البنك ويوسع دائرة زبنائه. وستواصل المؤسسة البنكية تطوير خدماتها وعروضها، سواء للمقاولات أو الأفراد، من خلال تقديم تمويلات تتطابق مع خصوصيات الزبناء، إضافة إلى خدمات متميزة. عبد الواحد كنفاوي