السكن الاجتماعي يكلف 11 مليونا

الكتاني قال إن كل سكن اقتصادي تجاوزت مدة قرضه 10 سنوات فهو استغلال أكد عمر الكتاني، خبير في المجال الاقتصادي، أن كل سكن اقتصادي تجاوز قرضه عشر سنوات يعد استغلالا، مؤكدا أنه يمكن بسعر لا يتجاوز 11 مليون سنتيم تشييد شقة بمواصفات مقبولة. عن قراءة الكتاني لبرنامج المساعدة في مجال السكن وتأثيرها على العرض ومحاور أخرى، يتحدث لـ"الصباح" في الحوار التالي: أجرت الحوار: أمينة كندي ما هي قراءتك لبرنامج المساعدة في مجال السكن؟ > إن اختيار الدولة اعتماد برنامج مساعدة في مجال السكن يرجع إلى أن القطاع يشغل عددا كبيرا من اليد العاملة، وبالتالي كل انخفاض يؤثر سلبا سواء على العاملين أو مجال الخدمات المرتبطة بها منها (سوق الإسمنت، الحديد، مواد التجهيز، الآجر، الزليج...). ولهذا فقطاع السكن مجال حيوي بالنسبة إلى الأمن السكني، إذ كلما استطاع شخص تملك سكنى حتى لو دفع أقساط قروضه لأزيد من خمس عشر سنة فذلك يجعله يحس براحة نفسية لأنه سيتفادى دفع سومة كراء المنزل لمالكه كل شهر. ما هو جديد الصيغة الحالية من دعم السكن؟ > إن الصيغة القديمة لبرنامج دعم السكن كانت تتجلى في دعم المنعشين العقاريين من خلال عدة تدابير، منها الإعفاء الضريبي، إلى غير ذلك. بينما الصيغة الحالية للدعم موجهة بشكل مباشر للأشخاص لاقتناء منازلهم، وبالتالي لها تأثير نفسي مباشر. استفاد كثير من الأشخاص بطرق ملتوية من دعم السكن رغم أنهم لا يستحقونه، فما تعليقك؟ > صحيح، سجلت عدة خروقات بهذا الشأن، إذ لجأ البعض بطرق غير قانونية إلى الاستفادة ليس فقط من شقة واحدة في السكن الاقتصادي، بل من شقتين ليصبح لديهم ما يعرف سكن فاخر «لوكس» بعد تحويلهما إلى شقة بمساحة كبيرة جدا. لهذا ينبغي أن تكون الاستفادة من دعم السكن الاقتصادي وفق شروط محددة وصارمة، كما ينبغي أن تكون قراءة حقيقية له وتحديد الفئة التي تستحقه أولا. ولتفادي المضاربات في السكن، يمكن للدولة الاطلاع على المعلومات الخاصة بكل من تقدم بملف للاستفادة من سكن اقتصادي، حتى يتم وضع حد لمنح امتيازات لمن لا يستحقونها. كيف تنظر إلى تأثير البرنامج الجديد على العرض؟ > أعتقد أن العرض لن يكون بناء وإيجابيا إلا إذا خلقت منافسة بين العارضين والمنعشين. وفي المغرب هناك احتكار لأنه فقط ثلاث أو أربع شركات تتولى عملية تشييد السكن الاقتصادي ولم يتم فتح الباب للمنافسين الجدد. ولهذا فإن الاحتكار ليس في صالح المستهلك، كما أن العرض لا يمكن تقييمه إلا إذا أخذنا بعين الاعتبار ما هو مبني على منافسة حقيقية. ماذا عن دور البنوك لإنجاح هذا الورش؟ > إن البنوك تعطي 40 في المائة من أرباحها للدولة، وبالتالي فهي تساهم في غلاء الخدمات البنكية. وأتساءل لماذا تأخذ الدولة هذه النسبة كلها ولا تكتفي فقط ب10 أو 15 في المائة حتى تساهم في كلفة أقل للخدمات البنكية بالنسبة إلى المستهلك، ما سيمكن من تحقيقها أرباحا في العملية الاقتصادية، رغم أن البنوك منذ الاستقلال مولت بعض المشاريع الكبرى، لكن تحولت عقليتها إلى عقلية تجارية، بينما الوظيفة الاجتماعية لها غير واضحة ولو أنها واجهت بعض الضغوط خلال أزمة كورونا والجفاف بعد مطالبة الدولة لها بتخصيص مجهود استثماري لقطاع السكن. ولهذا «اللي غلب يعف» فقد آن الأوان بعد أزمات (كورونا، حرب أوكرانيا، الجفاف) أن جزءا مما ينبغي أن تقوم به البنوك لابد أن يكون ذا بعد اجتماعي. هل يمكن إنتاج سكن بالمواصفات المطلوبة بسعر 250 ألف درهم؟ > يمكن أن يتم إنتاج سكن اجتماعي بمواصفات مقبولة بأقل من هذا السعر، لأن عددا من المقاولين أكدوا أن كلفة السكن في الصيغة السابقة للدعم تتراوح بين 10 ملايين أو 11 مليون سنتيم ويتم بيعه ب 25 مليون سنتيم، ما يجعل هامش الأرباح كبيرا جدا. وما يتحكم في السكن هو قيمة الأرض، لهذا فيمكن للدولة أن تبني بنفسها سكنا اقتصاديا حتى لاتكون فيه أرباحا أو تجارة. ولماذا الدولة التي تمتلك أراضي عمومية لا تشيده بنفسها بـ 8 ملايين أو 10 ملايين سنتيم وتبيعه بـ 12 أو 13 مليون سنتيم ويكون اجتماعيا بمفهوم الكلفة والذي سيمكن كذلك من تشغيل العديد من الأشخاص، كما أنها ستستفيد من الضرائب لأنه كلما بيعت مواد التجهيز كلما استفادت ميزانية الدولة. وتتوفر الدولة على أراض عمومية ولديها مهندسون في كل العمالات والأقاليم، وبالتالي كلفة بناء سكن اقتصادي ستكون أقل، كما أن المستفيدين سيتمكنون من دفع الأقساط في مدة أقل. وكل سكن تجاوز قرضه عشر سنوات ليصل إلى عشرين سنة فهو ليس سكنا اقتصاديا، بل استغلال، وبالتالي آن الأوان لـ»راحة ريعية». في سطور - أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط. - خريج جامعة السوربون ومعهد إدارة المقاولات بباريس - له أزيد من مائة مقال في مجال الاقتصاد - خبير لدى البنك الإسلامي للتنمية

السكن الاجتماعي يكلف 11 مليونا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

توقفوا‭ ‬عن‭ ‬طلب‭ ‬الاهتمام‭ ‬من‭ ‬الغير‭ ‬

طلبة الطب يقاطعون الدراسة والتداريب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات