تسمم الدم… مخاطر التعفن

عدوى بكتيرية تنتقل عبر مجرى الدم لتصيب أعضاء أخرى في الجسم يعتبر تسمم الدم، من التسممات التي يمكن أن تصيب الكثير من الأشخاص، سيما أنه يظهر نتيجة عدوى بكتيرية تنتقل عبر مجرى الدم، لتنتقل إلى بعض أعضاء الجسم، وتسبب مضاعفات خطيرة تصل إلى فقدان الحياة. في هذه الورقة، نكشف تفاصيل كثيرة عن تسمم أو تعفن أو إنتان الدم، والمشاكل التي يمكن أن تترتب عنه. ومن المحاور سبل الوقاية والعلاج أيضا. في ما يلي التفاصيل: ثلاث مراحل للإصابة أعراض كل واحدة مختلفة والتعافي يعتمد على حدتها يعتبر الاختصاصيون أن هناك ثلاث مراحل مختلفة للإصابة بتعفن أو إنتان الدم، ولكل مرحلة منها أعراض مميزة. وبالنسبة إلى أعراض المرحلة الأولى والتي تسمى "التعفن الطفيف"، فتضم حمى وارتفاعا في درجة الحرارة، وارتفاعا في عدد ضربات القلب لأكثر من 90 دقة قلب في الدقيقة. ومن أعراض هذه المرحلة، الإصابة بعدوى والتهابات عامة، وارتفاع في وتيرة التنفس بشكل يزيد عن 20 نفسا في الدقيقة. وتشمل لائحة أعراض المرحلة الثانية من تعفن أو تسمم الدم، والتي تعرف بـ"التعفن الحاد"، ظهور بقع شاحبة اللون على الجلد، وانخفاض في معدل مرات التبول، وتغيرات في القدرات العقلية، وانخفاض في عدد الصفائح الدموية التي تساعد على التخثر. وقد يعاني المريض أيضا، حسب ما يؤكده الاختصاصيون، مشاكل في التنفس، ومشاكل أخرى في وظائف القلب، بالإضافة إلى الرجفة والارتعاش بسبب انخفاض درجة حرارة الجسم، وفقدان الوعي والإغماء وتعب وضعف حادين. وبالنسبة إلى المرحلة الثالثة، والصدمة الإنتانية، يؤكد الاختصاصيون أنها تتشابه مع أعراض المرحلة الثانية، سيما أن المريض في هذه الحالة يصل إلى مرحلة صعبة، هي التعفن الحاد، لكن مع إضافة عرض جديد، وهو انخفاض ضغط الدم بشكل حاد. وفي سياق متصل، يعتبر الاختصاصيون أن التعافي من المرض، يعتمد على حدة الحالة والإصابة، مشيرين إلى أنه في أحيان كثيرة وعند الحصول على العلاج في الوقت المناسب، يتعافى المريض تماما من تسمم الدم. ولكن، في بعض الحالات، قد تكون لإنتان الدم آثار طويلة المدى قد تستمر مع المريض لفترة 18 شهرا بعد الإصابة، أو حتى لفترات أطول، علما أن الآثار قد تشمل فشلا تاما في بعض الأعضاء، وأرقا وكوابيس، وآلاما شديدة في المفاصل والعضلات تعيق الحركة، وإرهاقا وتعبا، إلى جانب ضعف في التركيز، وتدني في القدرات العقلية، وفي الثقة في النفس. ولكن ما يمكن أن يؤخر العلاج، أن التشخيص، قد يكون صعبا، وغالبا ما يتم بعد إجراء العديد من الفحوصات. ويستطيع الأطباء معرفة ما إذا كان الشخص يعاني المرض، استنادا إلى الأعراض وإجراء فحوصات دموية للتحري عن البكتيريا، كما يقوم الأطباء بإجراء فحوصات دموية لتحري عمل الأعضاء .إذا لم يكن واضحا مصدر العدوى، فقد يجري الأطباء أيضا اختبارات تصوير، مثل التصوير بالأشعة السينية، و بالأمواج فوق الصوتية وبالرنين المغناطيسي. إيمان رضيف لمعلوماتك < تسمم الدم هو عدوى في مجرى الدم تنتج عن انتقال عدوى بكتيرية من مكان آخر في الجسم، مثل الرئتين أو الجلد إلى مجرى الدم. وغالبا ما يكون تسمم الدم حالة طبية مهددة للحياة، إذا لم يتم علاجها بشكل سريع. < ينتج تعفن الدم أو الإنتان عن مجموعة من ردود الفعل التي يصدرها الجسم عند التقاط الجراثيم، إذ يصدر الجهاز المناعي مواد كيماوية تسبب الالتهاب أثناء محاولته القضاء الجرثومة ما قد يؤدي في النهاية إلى تلف العضو المصاب، كما قد يحدث تخثر في الدم ما يعيق وصول الغذاء والأوكسجين اللازمين إلى الأطراف. < في الحالات الحادة قد يتفاقم الإنتان ويتطور إلى صدمة إنتانية، فيعاني المريض انخفاضا في ضغط الدم وضررا في تزويد أعضاء الهدف المختلفة بالدم، علما أن العلاج المبكر بالمضادات الحيوية والمحاليل الوريدية يعزز من فرص البقاء على قيد الحياة. < يمكن لأي نوع من أنواع العدوى البكتيرية أو الفيروسية أو الفطرية أن يؤدي إلى الإنتان، ولذا تشمل أنواع العدوى التي تؤدي إلى المرض بشكل أكثر شيوعا، عدوى الرئتين، مثل التهاب الرئة، وعدوى الكلى والمثانة وأجزاء أخرى من الجهاز البولي، والجهاز الهضمي. 6 عوامل للخطر يمكن أن يصاب أي شخص بعدوى بكتيرية، وأي عدوى قد تؤدي إلى تسمم الدم، ولكن هناك بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة بتسمم الدم، منها الأشخاص الذين يرقدون في المستشفى بسبب العلاج أو إجراء عملية جراحية، إذ قد تصيبهم عدوى ثانوية أثناء وجودهم في المستشفى، وغالبا ما تكون العدوى الثانوية أكثر خطورة لأن البكتيريا تكون في الأغلب مقاومة للمضادات الحيوية. وتضم اللائحة الأشخاص المصابين بجروح أو حروق شديدة، وأيضا صغار السن أو كبار السن. ومن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، الذين يعانون ضعف المناعة، مثل مرضى فيروس نقص المناعة البشرية، والمرضى الذين يتلقون العلاج الكيماوي. وتشمل اللائحة أيضا الأشخاص الذين تقام لهم قسطرة بولية أو وريدية، بالإضافة إلى الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة، مثل مرض السكري، وأمراض الرئة، وأمراض الكلى. أ.ك الوقاية من تعفن الدم يمكن الوقاية من إنتان الدم عن طريق اتباع مجموعة من النصائح، منها الحرص على غسل اليدين جيدا بالماء والصابون مدة لا تقل عن 20 ثانية في المرة الواحدة، والالتزام بأخذ جميع التطعيمات اللازمة في مواعيدها، مثل تطعيمات الأنفلونزا، والحصبة. وينصح أيضا بالحرص على التحكم بجميع الأمراض المزمنة، من خلال أخذ جميع الأدوية في مواعيدها، إلى جانب الحرص على تنظيف الجرح في حال الإصابة وتغطيته بضمادة بعد تنظيفه جيدا، ومراقبة شفائه، وتحري أي علامة لوجود عدوى جرثومية. ومن الضروري أيضا الحرص على علاج كافة الأمراض الالتهابية التي يكون مصدرها الجراثيم بطريقة صحيحة، والالتزام بجميع قواعد النظافة العامة والحرص على الابتعاد عن مصادر التقاط العدوى. ويؤكد الاختصاصيون أن الوعي المبكر بأعراض تسمم الدم، وطلب العناية الطبية فور ملاحظتها، من أهم الخطوات التي ينصح بها للوقاية من تسمم الدم، مع أهمية العلاج المبكر لأي من أنواع العدوى عند ظهور الأعراض، وذلك للوقاية من انتقال العدوى البكتيرية للدم. أمينة كندي نظافة يد الطبيب أساسية الدكتور حمضي قال إن السرعة مطلوبة عند اكتشاف الإصابة قال الدكتور الطيب حمضي، طبيب عام، وباحث في السياسات والنظم الصحية، إن النظافة مفتاح أساس للوقاية من الإصابة بالإنتان، سواء تعلق الأمر بغير المرضى أو المهنيين في قطاع الصحة، إذ وجب الاعتناء بالجروح وتنظيفها، كما وجب على الأطباء تنظيف أيديهم عند أي اتصال مع المريض وقبل أي تدخل طبي محتمل، مبرزا أن السرعة في اكتشاف المرض مهمة، لأن تأخر العلاج يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات أخطرها الوفاة. وفي ما يلي نص الحوار: < هو حالة تحدث عندما تدخل الجراثيم (البكتيريا) إلى مجرى الدم، ويمكن أن يترتب عنه توقف واحد أو أكثر من أعضاء الجسم عن العمل، من قبيل توقف الكلى عن إنتاج البول، أو الرئتين عن تزويد الجسم بالأكسجين. ويمكن أن يهدد الإنتان الحياة بسبب تعطيل وتدمير الجسم لأنسجته، عند محاولته الاستجابة للعدوى، ولكن بطريقة غير متناسبة، ما يمكن أن يؤدي إلى عدم قيام الأعضاء بوظائفها بصورة سليمة وطبيعية. ويمكن أن يتطور الإنتان إلى صدمة إنتانية، وينتج عن ذلك انخفاض كبير في ضغط الدم، ويمكن أن يسبب مشاكل شديدة في أعضاء الجسم، كما قد يؤدي إلى الوفاة. < تختلف الأعراض بين البالغين والأطفال والرضع، إذ تظهر عند البالغين في شكل تغير في الحالة الذهنية وضيق في التنفس، إضافة إلى ارتفاع معدل ضربات القلب والتعرق، ناهيك عن حمى وقشعريرة والألم وعدم الشعور بالراحة. وتختلف الأعراض بالنسبة إلى الأطفال، إذ تظهر في شكل نوم كثير وعدم المبالاة، كما يكون الجسد باردا بشكل غير طبيعي عند لمسه، ويتنفس المريض بسرعة كبيرة، كما أن عدم الرضاعة أو عدم التبول لمدة 24 ساعة، يمكن أن يكونا دلالة على الإصابة بالمرض. < الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالإنتان هم البالغون، الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، والأطفال أقل من سنة واحدة، والأشخاص الذين يعانون ضعفا في جهاز المناعة، والذين يعانون أمراضا مزمنة مثل السكري والسرطان وأمراض الرئة أو الكلى. < وجب تعزيز الوقاية بالنسبة إلى الأفراد والمهنيين في قطاع الصحة، إذ ينبغي تتبع الأمراض المزمنة، وأخذ التلقيح، والمواظبة على النظافة، خاصة نظافة اليدين وعلاج وحماية الجروح، ومعرفة العلامات الست التي سبق ذكرها في الأعراض، وتعتبر هذه الحالة طارئة، فإذا انتبه المصاب أو أفراد أسرته إلى علامات الإصابة وجب طلب المساعدة الطبية والتصرف بسرعة. وبالنسبة إلى مهنيي الصحة، وجب عليهم الحرص على نظافة اليدين قبل أي اتصال مع المريض، وقبل أي تدخل طبي ، وبعد التعرض لسوائل الجسم، وبعد أي اتصال مع المريض أو مع بيئته. أجرى الحوار: عصام الناصري في سطور - طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية - رئيس النقابة الوطنية للطب العام بالمغرب - نائب رئيس الفدرالية الوطنية للصحة

تسمم الدم… مخاطر التعفن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

3500 مليار للحماية الاجتماعية

المزراوي ينتصر على البايرن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات