إعادة الإعمار تفضح التهافت الفرنسي

إصرار ماكرون مبعثه تخوف من إقصاء بلاده من مشاريع قادمة إلى منطقة استقطاب عالمي للسياحة لم يكن إصرار إيمانويل ماكرون على اختراق جهود الدولة المغربية في مواجهة زلزال الحوز، تحت ذريعة تقديم المساعدات، إلا بحثا عن الربح المادي، واحتكار صفقات انبعاث المنطقة المنكوبة. وفسر أبو وائل الريفي، في "بوح الأحد" على "شوف تيفي"، سعار عملاء فرنسا الماكرونية، بالتخوف من الحرمان من ملايير الاستثمار العمومي بعد الزلزال، "لأنهم يعرفون أن المنطقة جذابة للاستثمار، وأنها ستكون، بعد إعادة الإعمار، منطقة استقطاب سياحي عالمية ويتخوفون على نصيبهم من الكعكة"، و"يعرفون أن المغرب سينجح في مهمته، وقد جربوا أنه نجح في أزمات أخطر بدونهم، مثل كورونا، وأن هذا يزيد الشعوب تأكيدا أن لا حاجة لها لفرنسا، وأن فرنسا بدون إفريقيا لا مكان لها في عالم المستقبل، لذلك يريدون استغلال كل مناسبة لإظهار الحاجة إليهم". لم ييأس ماكرون في توسل اتصال من الملك، وطلب أكثر من مرة زيارة الرباط، ولكن بدون رد من المغرب وملكه، لأن الزيارة يجب أن تكون تتويجا لمبادرات حقيقية تبين فيها فرنسا فعليا أنها صديقة للمغرب وتقف إلى جانبه وفق ما يتطلبه كل ظرف، كما هو الحال بالنسبة إلى الأصدقاء الحقيقيين للمملكة، كما أن التواصل مع الملك ليس تزجية وقت أو لغو حديث أو فرصة يوظفها ماكرون في صراعاته داخل بلده للاستقواء بها على منافسيه. وسجل صاحب البوح أن مشاهد تلاحم الملك والشعب أزعجت بعض الجهات التي استفزها عدم ارتباك الدولة، وعدم سخط الشعب على مؤسساته، وكأنها كانت تراهن على أن الزلزال سيكون أنسب فرصة لإظهار أن الدولة المغربية ضعيفة أو عاجزة أو غائبة أو فاشلة، وأن طريقة تدبيرها ستكون خاطئة، وأن الحل الوحيد أمامها هو الالتجاء إلى خدمات فرنسا وتسول مساعداتها دون غيرها وكأنها وحدها القادرة على ذلك. واستغرب صاحب العمود الأسبوعي، كيف تجاهلت فرنسا الماكرونية إخفاقاتها في افريقيا وغضت الطرف عن مشاكلها الداخلية التي تقتضي أن تكون في أولويات جدول عملها وموضوع نقاش عمومي في فضاءاتها العمومية والخاصة، وبدلا من ذلك صدرت تعليمات الدولة العميقة للمنابر الدعائية لصرف النظر عن تلك المواضيع الحارقة وإلهاء الفرنسيين عنها وإقناعهم أنهم شعب مستهدف بدون مبرر وأنهم موضوع كراهية مجانية، لذلك خصصت الماكينة الدعائية ساعات البث لزلزال المغرب بطريقة ماكرة لا علاقة لها بالعمل الصحافي، فضحت الحقد الذي تكنه فرنسا الماكرونية للمغرب إلى درجة سمحت فيها بعض القنوات لأصوات متطرفة تطالب بإعادة الاستعمار للمنطقة. ولم تكن الخرجات المعادية للمغرب في عز الكارثة معزولة ولا صوتا نشازا أو زلة لسان، ولكنها رغبة دفينة تراود "الاستعماريين" الجدد بإعادة احتلال المغرب، إذ استغرب أبو وائل كل هذا السعار الذي أصاب فرنسا واللا مهنية التي خيمت على منابرها الإعلامية، معتبرا أن ذلك يجسد لامتدادا لحملات سابقة كما هو الحال مع "بيغاسوس"، ليخلص إلى حقيقة مفادها أن الدولة العميقة في فرنسا تظن أن نجاح المغرب في تجاوز الكارثة يعني نهاية حلم إخضاعه وانكشاف أكذوبة حاجة الدول الإفريقية إليها لذلك قررت حشر نفسها بالقوة في الميدان لتنسب إليها، النجاح وتتخذه مثالا للحاجة إليها. خ. ح

إعادة الإعمار تفضح التهافت الفرنسي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ورطة ماكرون

الطرق الوعرة تعطل الإغاثة والمساعدات

مقالات ذات صلة