تعرض مسجد تينمل الأعظم مهد الحضارة والدولة الموحدية، الواقع على تراب جماعة ثلاث نيعقوب بإقليم الحوز، لأضرار كبيرة بسبب الهزة الأرضية التي سجلت ليلة الجمعة الماضي وحدد مركزها بجماعة إيغيل. وأظهرت الصور المتداولة انهيار اجزاء من المسجد التاريخي تينمل الموحدي، والذي كان يخضع لعملية الترميم للحفاظ على طابعه الأصيل التقليدي. ويعد المسجد بمثابة جوهرة معمارية حقيقية، يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثاني عشر، على عهد الخليفة الموحدي عبد المومن بن علي الكومي الذي بناه سنة 1156 ميلادية تخليداً لذكرى زعيمه الروحي المهدي ابن تومرت مؤسسة الحركة الموحدية. ويعد مسجد تينمل معلمة معمارية تمتد على مسافة أزيد من 700 متر، وبني بالحجر أو الطابية (تقنية محلية خليط التراب ومواد أخرى) أو منهما معا، وتتخلله أبواب وأبراج، أقدم نماذج العمارة الدينية الموحدية، التي تشكل تصاميمها وأشكالها طفرة في تطوّر الفن المعماري في الغرب الإسلامي. وخضعت المعلمة لعمليات ترميم في فترات مختلفة، أهمها التي انطلقت، تحت إشراف وزارة الثقافة والشباب والتواصل منذ شتنبر من السنة الماضي، على أن تستمر لمدة 18 شهرا. وأدى الزلزال العنيف والمدمر الذي ضرب المغرب إلى تضرر معالم ومبان أثرية مهمة، من أبرزها منارة أحد أشهر جوامع شمال إفريقيا في مراكش، حيث اهتزت صومعة جامع الكتيبة وتصاعد منها الغبار، وأظهرت صور سقوط مئذنة أثرية أخرى في المدينة القديمة. عزيز المجدوب