تلاعبات بشركات صورية لاحتكار طلبات العروض بأسماء شكلية كشفت مصادر متطابقة لـ "الصباح" أن تحقيقات قامت بها الفرقة الوطنية للدرك الملكي، بخصوص تلاعبات في كراء أسواق أسبوعية ومجازر ومواقف سيارات (باركينغات)، توصلت إلى حقيقة مفادها أن الشركات المتورطة في خروقات مرصودة بعدة أقاليم، ليست إلا واجهة يختفي خلفها حفنة من بارونات كراء المرافق الجماعية باستعمال شركات في أسماء أشخاص تابعين لهم. وأفادت المصادر ذاتها أن جل الأسواق والمجازر ومرافق الشواطئ والمواقف العمومية، تؤول صفقات كرائها إلى "لوبي" واحد يضم برلمانيين ومستشارين يفرضون أثمانهم ويقتسمون في ما بينهم أرباحا بالملايير، بتواطؤ مع منتخبين يسهلون منح طلبات العروض في عمليات فتح الأظرفة "مخدومة" بأسماء عدة شركات، بذريعة المنافسة، رغم أنها تكون في أغلب الأحيان تابعة لشخص واحد. ومنح منتخبون امتيازات لشركات مسيرة عن بعد من قبل الشخص نفسه بلغت حد عدم استخلاص واجبات كراء أسواق أسبوعية، كما هو الحال بالنسبة إلى سوق جماعة بإقليم الخميسات، الذي تورط تحقيقاته منتخبين وموظفين في تبديد المال العام وتفويت مبالغ مالية هامة على مالية الجماعة، والتقصير في المسؤولية لدى البعض الآخر، عبر انخراطها في سلوكات، موزعة بين التزوير والتستر عن عدم استخلاص واجبات مرفق عمومي من قبل المقاولة نائلة صفقة كراء السوق، والتي تجاوز مجموعها سقف مائتي مليون، ولم تعرف طريقها إلى صندوق الجماعة. ووجه أعضاء من جماعة في تراب إقليم مديونة أثناء الاستماع إليهم اتهامات للرئيس بتلاعبات في التدبير المالي وغدر وتزوير مقررات جماعية ووثائق إدارية، بغاية تمرير صفقات وهمية وإحداث تجزئات عقارية، كاشفين النقاب عن اختلالات في تدبير السوق الأسبوعي للجماعة وخروقات تشوب تسيير أهم مرفق تابع للجماعة المذكورة، من قبيل استغلال فضاء السوق الأسبوعي طيلة أيام الأسبوع دون سند قانوني، وفي خرق واضح لبنود دفتر التحملات التي تنص على استغلال الشركة المكترية للسوق ثلاثة أيام فقط (الاثنين والأربعاء والسبت). من جهته، كشف محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، أن بعض الشركات تستحوذ على مجازر ومرائب إنزكان وأكادير وأيت ملول، مسجلا أن شركات محكوم عليها بالحرمان المؤبد من صفقات المرافق المذكورة، بسبب النفوذ الذي تتمتع بها الشركات المحظوظة، والذي وصل حد تفصيل دفتر التحملات على مقاسها. ووصلت سطوة "بارونات" ريع كراء المرافق الجماعية إلى حد أصبح معه رؤساء مجالس ومنتخبون رهينة لهم، لأنهم يمولون الحملات الانتخابية ويتحكمون في تشكيل المجالس. ونقل الغلوسي عن ممثلي هذه الشركات المقصية أن تعدد الشركات المتقدمة لطلبات عروض الكراء ليس إلا صوريا، على اعتبار أن أسرة واحدة تتحكم في كل تلك الشركات. ياسين قُطيب