“لقراية غلات”

فرحة يجهضها الغلاء والتداعيات الكارثية على ميزانية الأسر انطلاقا من الأسبوع المقبل، يدشن التلاميذ موسما دراسيا جديد، بعد انقضاء العطلة الصيفية، بعد أن أصبح الدخول المدرسي يشكل "كابوسا" لا يمر دون أن يخلف آثاره على مالية كثير من الأسر، التي بات يؤرقها انطلاق دراسة الأبناء، بما يعنيه من مصاريف وأعباء مالية. في ما يلي ارتسامات بعض أولياء الأمور عن الدخول المدرسي بتطوان. دخول مكلف انقضت العطلة الصيفية بأعبائها وحل الدخول المدرسي، مع ما يتطلبه من استعدادات مالية لأرباب الأسر، ذلك أن عددا من الأسر بتطوان تشرع في التفكير في الموسم الدراسي المقبل قبل أسابيع من انتهاء العطلة الصيفية. وفي وقت تلجأ فيه الكثير من الأسر لخدمات مؤسسات التعليم الخصوصية، تستوي في ذلك الأسر الميسورة وحتى متوسطة الدخل، فإن "الموضة" التي تنتشر منذ سنوات هي لجوء بعض الأسر محدودة الدخل كذلك إلى تسجيل أبنائها بمدارس خاصة، وتؤدي مقابل ذلك واجبات شهرية لمتابعة فلذات أكبادها الدراسة بهذه المؤسسات، الأمر الذي يثقل كاهل الآباء. وفي هذا السياق، صرح عبد الرحمان، 40 عاما، وهو واحد من الآباء الذين اختاروا مدارس خصوصية لتعليم أبنائهم، أن "الدخول المدرسي يشكل هاجسا يضطره للاستعداد المكثف، من أجل توفير واجبات تسجيل طفليه". ويضيف المتحدث ذاته أن "واجبات التسجيل من أداء لقسطي شهرين مسبقا، والتأمين المدرسي، إضافة إلى اقتناء اللوازم المدرسية، من مقررات ودفاتر وأقلام وحقائب، تتطلب منه توفير مبلغ يفوق 6 آلاف درهم، لتلميذين ما زالا في المستوى الابتدائي"، إذ يشير الأب إلى أن "الدخول المدرسي في الزمن الحالي بات مكلفا". أسعار مبالغ فيها وإذا كان عبد الرحمان، الأب لطفلين، يؤكد أن تكاليف تسجيل طفليه خلال الموسم الدراسي الجديد تتطلب منه مبلغ 6 آلاف درهم، مع انطلاق الموسم الدراسي، فإن أولياء أمور آخرين التقتهم "الصباح" أكدوا أن "موجة ارتفاع الأسعار أصابت كذلك الكثير من اللوازم المدرسية"، لتنضاف بدورها إلى "تكاليف واجبات التمدرس"، التي تبقى عبئا يتحمله الآباء بـ"صبر"، طمعا في أن يتلقى الأبناء "تعليما لائقا". وأشار بعض الآباء إلى أن "مستلزمات حقيبة مدرسية لتلميذ في مستوى الابتدائي تتجاوز أحيانا سقف 1300 درهم، فيما يصل سعر الحقيبة لوحدها أحيانا إلى 900 درهم، حسب الجودة والنوع"، وهو ما يرى فيه محمد، الموظف بإحدى الإدارات العمومية "مبالغة في المصاريف"، ناهيك عن "ارتفاع أسعار بعض المقررات التي تفرضها المؤسسات الخصوصية، إذ أن ثمن بعض الكتب المدرسية يفوق أحيانا 300 درهم". أما التبرير الذي يعطيه الكتبيون لهذا الارتفاع، فهو أن "هذه العينة من المقررات تكون مستوردة من الخارج، ولا تطبع بالمغرب"، مؤكدين أنها "مقررات معتمدة بدول أخرى"، خاصة في مواد من قبيل اللغات والرياضيات والعلوم. التعليم العمومي... الغالب الله! وإذا كان أولياء أمور تلاميذ التعليم الخصوصي يشتكون، أحيانا، في سعيهم للبحث عن "تعليم جيد وفي ظروف مواتية"، من ارتفاع التكاليف، فإن بعض أولياء الأمور ممن لا يجدون للتعليم بالمدارس الخاصة سبيلا، يصارعون من أجل توفير الواجبات البسيطة لتسجيل أبنائهم، حيث يستعصي على بعضهم توفير واجبات التأمين أو حصة جمعية الآباء، أما "الحقائب الجيدة والكتب الرفيعة" فقد تكون بالنسبة إلى هذه العينة "ترفا لا يجدون إليه سبيلا". وفي هذا السياق، صرح محمد، الأب لتلميذ سيتابع دراسته في القسم الرابع، أن "المبادرة الملكية لتوزيع مليون محفظة خففت بعض الأعباء عن أسر كثيرة"، إذ أفاد الأب الذي يعمل نادلا بأحد المقاهي أن "ابنه الذي سيتابع دراسته هذه السنة في مستوى الرابع ابتدائي، سبق له أن استفاد من المحافظ التي تحمل بعض المقررات والدفاتر خلال المواسم الدراسية السابقة"، ذلك أن "تكلفة الحقيبة المدرسية لطفله لا تتطلب منه الكثير"، يقول محمد، ما يجعله يقتني بعض الملابس الجديدة لابنه لكي يستقبل عامه الدراسي بحلة جديدة، فيما يظل الأب يمني النفس بمستقبل لفلذة كبده أفضل منه، إذ يحرص على أن يتابع طفله دراسته ويتفوق فيها، لكي لا يكون حاله مثل حال أبيه. يوسف الجوهري (تطوان)

“لقراية غلات”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أسعار البنزين تتجاوز 15 درهما

بهلول يغرد للعب الكرة

مقالات ذات صلة