أثار مشروع تصميم تهيئة الرباط، الذي نشر، أخيرا، الجدل، لأنه يتجه نحو هدم مجموعة من الأحياء بالرباط، خاصة بمقاطعة اليوسفية، التي تشهد أكبر كثافة سكانية تقطن ببناء عشوائي من عمارات بأربعة طوابق، وفي أزقة ضيقة، لا يسمح بعضها بدخول سيارات الإسعاف أو المطافئ في حالات الطوارئ. وتم استغلال هذه الأحياء الشعبية في مختلف الاستحقاقات الانتخابية، من قبل كائنات انتخابية، بتواطؤ مع السلطة التي سمحت بالبناء العشوائي لإيواء سكان فقراء عانوا كثيرا بسبب ضعف الخدمات وتحملوا الصعاب في ذلك. وتم إيداع تصميم تهيئة الرباط وضابطه بمقر المجلس الجماعي بحي النهضة، قصد الاطلاع عليه وإبداء الرأي فيه من قبل المختصين والعموم أيضا لمدة شهر كامل. وأعلنت رئيسة مجلس العاصمة عن فتح باب تسجيل الملاحظات حول مشروع تصميم تهيئة الرباط وسط مخاوف من هدم مئات المنازل في ثلاثة أحياء، وهي حي أبي رقراق، الذي كان يحمل اسم دوار الدوم، وحي الرشاد، والمعروف بدوار المعاضيد، وحي الفرح الذي كان يحمل اسم دوار الحاجة. واتصلت "الصباح" بمنتخبين من الأغلبية، ولم تتلق أي رد، فيما قال لحسن العمراني، من فريق العدالة والتنمية، والنائب السابق لعمدة العاصمة، إنه يطالع حاليا التصميم المودع الآن بمقر الجماعة. وأكد أنه سيتحدث بصفته الشخصية حول هذا الموضوع، الذي سيفرض من حيث المبدأ تغطية كل تراب الرباط، باستثناء منطقتين شهدتا مصادقة المجلس الجماعي على إعادة تصميمهما، وهما هضبة عكراش، وصفتا أبي رقراق. وبخصوص حديث البعض عن هدم منازل مقاطعة اليوسفية، قال العمراني، إن الأمر لا يخرج عن ثلاثة احتمالات، الأول هو إبقاء الوضع على ماهو عليه، وهو أمر مستبعد في هذه المنطقة التي تشهد كثافة سكانية كبيرة بأقل تجهيز، إذ تعاني بعض الأزقة التي تخترق الأحياء الثلاثة في مقاطعة اليوسفية، ضيقا في مساحتها، لا يسمح حتى بدخول سيارات المطافئ أو الإسعاف. وأكد أن الاحتمال الثاني هو إعادة هيكلة أحياء مقاطعة اليوسفية، وهو مع هذا الرأي لأن المهندسين المغاربة الأكفاء لهم قدرة على الاشتغال بطريقة ذكية لإعادة هيكلة هذا النوع من الأحياء. وقال إن الاحتمال الثالث هو هدم البنايات كلها في مقاطعة اليوسفية، وترحيل سكانها إلى منطقة أخرى، معتبرا أن ذلك سيكون قرارا صعبا بسبب الكثافة السكانية، لذلك لا يحبذ هذا الاحتمال، مذكرا بما قام به الوالي السابق محمد مهيدية بتنسيق مع المجلس الجماعي لدعم بنيان واجهات هذه الأحياء التي ظلت قائمة. وفي موضوع ذي صلة، سيتم تعليق أشغال العديد من المشاريع لإعادة البناء بعد هدم دواوير صفيحية، وبناء عشوائي، بمختلف مقاطعات الرباط، بعد صدور التصميم الجديد، ما يفرض اجتماعا طارئا للمجلس الجماعي وسلطات الولاية بمشاركة رؤساء المقاطعات والمهندسين المعماريين والتقنيين، والمنعشين العقاريين قصد تفادي البناء والهدم وهدر الملايير. إلى ذلك، تم توزيع مجسم بناء أحياء جديدة على مدى امتداد النمو العمراني لحي الرياض الراقي على مساحة 270 هكتارا في الجهة الجنوبية للرباط. وأظهر فيديو المشروع أنه يتألف من أقسام وهي مركز المدينة، وجزر الأعمال وجزيرة المعرفة، والمباني السياحية والفنادق، والمجمعات السكنية، ومبان تعليمية، والمجمع الطبي المتخصص، وترتبط فيما بينها بشبكة طرق تؤمن سهولة حركة المرور، ومآرب تحت أرضية تسع لـ 26 ألف سيارة وسط المدينة. وسيشهد وسط المدينة حركة سياحية وثقافية وترفيهية، بمزيج حضاري من بناء تراثي للمغرب وإيطاليا وفرنسا وإنجلترا ولبنان، إذ أن الزائر سيزور كل منطقة وكأنه يزور بلدا من تلك البلدان. أحمد الأرقام