قافزين

ضمن هذه الزاوية، سنحاول تسليط الضوء على عدد من الشباب العصاميين الذين كونوا أنفسهم بأنفسهم وتحدوا الصعاب بأن جمعوا الحجارة التي في طريقهم وجعلوا منها سلما يرتقون به نحو سماء النجاح، وتحقيق أهدافهم حتى أصبحوا منتجين وسط أسرهم ومجتمعهم وأمتهم. "الصباح"، منحتهم الكلمة للتعريف بأنفسهم وبأفكارهم وأعمالهم وبأحلامهم التي جعلتهم ينسجون قصة نجاح في ظل عالم متغير ومتطور. العمل الجمعوي لإسعاد أطفال الشوارع توفير المأكل والملبس والأغطية والمبادرات تتكرر من جهات مختلفة تسخر جمعيات وفعاليات مدنية بفاس، إمكانياتها البسيطة لإسعاد أطفال وشباب "حكمت عليهم ظروف" شخصية وأسرية، تجرع مرارة الضياع والتشرد بشوارع المدينة. تطعمهم وتمكنهم من ملابس وأفرشة تدفئ أجسادهم المتعايشة مع كل الفصول في انتظار فرج يبدو بعيدا في غياب التفاتة رسمية تنقذ رجال ونساء مستقبل غامض غموض واقعهم. مبادرات فردية أو جماعية تخفف عن مئات المشردين معاناة يومية وحدهم يتجرعون مرارتها، ولو كانت متفرقة وموسمية أحيانا في غياب دعم رسمي محفز لجمعيات جادة وليست من طينة تلك "الراكبة" على صهوة التظاهر بالخير والمساعدة، لتوثيق لحظات لا تتكرر إلا بميلاد مصلحة جديدة تحرك منظمي "خرجات" مصلحية تسيء إلى العمل الجمعوي النبيل. مبادرات إسعاد مشردي مدينة 12 قرنا، ومساعدتهم بما توفر تطوعا من أكل ولباس وفراش، محدودة لا تتجاوز عدد أصابع اليد في أحسن الأحوال. وتتكرر سيما شتاء ومن قبل شباب وفعاليات معينة تحركها الغيرة على فئة اجتماعية تعاني في صمت بعدما لفظتها منازل أسرها لشارع لا يرحم ضعيف البنية والحال، والسيادة فيه للأقوى والأصلب. ولا يفوت بعضهم أي مناسبة دينية دون إسعاد المشردين، أينما وجدوا في خرب بأسوار تحجبهم عن عيون المارة، لكنها لا تحميهم أو منزوين في زوايا شوارع. ولا يكتفون بالإطعام، بل يوزعون عليهم حتى الحلويات، على غرار مبادرة جمعية "من القليل ندير الكثير" للأعمال الاجتماعية والثقافية والرياضية"، في عيد الفطر الأخير، التي طالت حتى المهاجرين الأفارقة. مبادرات أخرى أطلقها شباب متطوع منخرط بالجمعية المغربية للنهوض بالطفل والمرأة في وضعية صعبة، التي أنجزت سابقا دراسة عن الظاهرة من خلال عينة من الأطفال والشباب المشرد في شوارع المدينة، بقيت حصيلتها أرقاما في حاجة للتذويب بإطلاق برامج رسمية تنقذ هذه الفئة من ضياع لم تختره، بل فرضته عليها ظروف اجتماعية صعبة. كل هذه المبادرات وأخرى لشباب وجمعيات، تستحق التصفيق والتشجيع، لكن أرقاها وأكثرها دواما وتكرارا، هي تلك للجمعية المغربية لمناهضة العنف والتشرد، التي أصبح إسعاد ومساعدة هذه الفئة، فعلا راسخا في تجربتها الجمعوية، رغم إمكانياتها البسيطة، اعتمادا على جهود وإحسان المحسنين، لتمويل حملات تتكثف بالخصوص في فصل الشتاء. توفير الأكل والملبس والأغطية يتكرر باستمرار، قد يبدو أقل من الحضور شبه اليومي في مبادرات مختلفة دعما واحتضانا على الأقل "حتى نريح ضمائرنا لأن ما يعيشونه مؤلم جدا في انتظار تكثيف مثل مبادراتنا" تقول رئيستها أسماء قبة، مؤكدة مواظبتها على ذلك منذ خرجت الجمعية للوجود، مثنية على إحسان ودعم محسنين لا يدخرون جهدا لمساعدة جمعيتها. ولا تقتصر تدخلات الجمعية على ذلك، بل تحرص في جولاتها وغيرها، على إسعاف كل مريض من أطفال الشارع وعادة ما تتدخل لتأمين علاجهم بمساعدة محسنين، كما في مبادرات كثيرة. "نحاول قدر المستطاع تقديم المساعدة الاجتماعية اللازمة ليس فقط بالاستماع لضحايا التشرد من الأطفال، بل توجيههم ومواكبتهم صحيا وحتى قضائيا" تقول أسماء. وقس على ذلك "تدخلاتنا البسيطة لمحاربة إدمانهم وإجراء حملات تحسيسية وتوعوية واحتضان بعضهم في مركزنا" تضيف، مشيرة إلى أن الطفل المشرد محتاج إلى "من يكون له عونا وسندا، ولمن ينتشله من براثن إدمان يدمر جسده وعقله وما تبقى من كرامته المهانة من الأسر والمجتمع"، و"نحن نحاول أن نضطلع بهذه المهمة ولو أن الطريق شاق". وتقول "لا نجد طريق عملنا مفروشا بالورود والرياحين أمام بساطة إمكانياتنا ووجود إكراهات كبيرة تؤرقنا وتحد من فعالية بعض مبادراتنا، خاصة في مجال تطبيب الأطفال المصابين وعدم قبول مستشفيات استقبالهم"، لكن "اليد الواحدة لا ولن تصفق ولن يسمع لها صوت، لأننا نحتاج تضافر كل الجهود ولكل الجهات، مسؤولين وفعاليات المجتمع المدني". حميد الأبيض (فاس)

قافزين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الدولي المغربي زياش يقترب من التوقيع لنادي غلطة سراي التركي

لجنة مؤقتة لإنقاذ الحسيمة

مقالات ذات صلة