“الربا” و”الوهابية” تشعلان دورة المجلس الاقتصادي والاجتماعي

بنحمزة أكد وجود مغاربة يرفضون التعامل مع البنوك التقليدية تفاديا للربا ويعوضونها بـ "دارت" شهدت الدورة الحادية والأربعون التي عقدها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أول أمس (الخميس)، بالرباط، وخصصت للمصادقة على مشروع رأي أحاله مجلس المستشارين عليه بخصوص مؤسسات الائتمان والهيآت المعتبرة في حكمها، (عرفت) لحظات من التوتر كادت تعصف بها، بعد خلاف نشب بين مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي لوجدة، والفاعلة الجمعوية، حكيمة الناجي، العضوين بالمجلس، بعدما أبدت الناجي مخاوفها من تسرب التطرف إلى المغرب تحت غطاء البنوك الإسلامية، ليرد بنحمزة بالقول إن الربا مذكور بالقرآن، ولا علاقة له بالمذهب الوهابي الذي حذرت منه الناجي، مشيرا إلى وجود مغاربة يرفضون التعامل مع البنوك التقليدية تفاديا للربا، "هناك مغاربة لا يسحبون منتوجا فيه فائدة، وهذه قضية مجتمعية عالمية لا يمكن أن يجهلها إنسان".وشهد التوتر أوجه بعدما أثارت عضو المجلس حكيمة الناجي، مخاوف من انعكاسات البنوك الإسلامية، محذرة من "هجوم وهابي يثير مخاوفي الشخصية لأنه يمكن أن يختبئ وراء البنوك الإسلامية"، منبهة إلى إمكانية أن يكون حاملو الفكر الوهابي "المنتج للتطرف" يختبئون في الرأسمال الجديد الذي سيدخل للمغرب. وتابعت الناجي التي لم تخف خوفها من تسرب التطرف رغم تمتع المغرب بوحدة المذهب، بالقول إنها لا تفهم إخضاع هذه المنتوجات التشاركية لرقابة هيأة شرعية، "هل بنك المغرب ليس بنكا إسلاميا حتى نفرض عليه رقابة؟ يجب أن تكون هناك ضمانات بعدم حدوث الهجوم الإيديولوجي الخارجي، ويجب أن تدبر هذه البنوك كما تدبر البنوك التقليدية وتخضع لسلطة بنك المغرب، والقانون الوضعي هو الذي يضبط مع احترام المرجعية الاسلامية"، قبل أن تنهي تدخلها بالتساؤل حول الكيفية التي يمكن أن يكون بها منتوج دون كلفة وأرباح؟ "أم أن الأمر بلاغة وتلاعب بالكلام؟".أثارت مداخلة الناجي حفيظة رئيس المجلس العلمي لوجدة، الذي طلب نقطة نظام، أكد من خلالها في رد صارم "لا نريد أن نسمع ألفاظا توجه لنا بالوهابية، بل نحن مغاربة مالكيون ونبني أحكامنا على القرآن"، مضيفا أنه "لا يمكن مواجهة كل من يتحدث عن الربا على أساس أنه وهابي".واسترسل رئيس المجلس العلمي لمدينة وجدة، الذي اعتبر تدخل الناجي كلاما موجها إليه، "إيلا القرآن وهابي حين تحدث عن الربا قولوهالنا، ماشي للي تكلم من العلماء نندموه"، مضيفا "أن يقول شخص إنني لا اعرف ويتعلم، فهذا ممكن، لكن لا يتكلم في مجلس الفكر والعلم"، موضحا أن "الهيآت الرقابية فيها علماء وهم لا يكذبون".واحتد غضب بنحمزة على كلام الناجي، وأبدى انفعالا واضحا وهو يخاطبها قائلا "إذا لم تكونوا تؤمنون بما نقول الله يعاونكم، لكن ما تضربوناش بالطوب والحجر"، منبها إلى أن هناك العديد من المغاربة يرفضون التعامل مع البنوك التقليدية التي تستعمل منطق الأرباح "الناس راهم يديرو دارت، التي تعد نوعا من هذه المعاملات التشاركية"، مضيفا، "وللي ما عجبوش هادشي ما يديروشاي".وذكر بنحمزة الحاضرين في الدورة بوجود تعاملات غير إسلامية في المغرب وبيوع تفاداها المسلمون تاريخيا حتى يبقوا في المجال الشرعي، "كما أن الربا كان موضوعا لآلاف الكتب، فهذا تاريخنا علينا أن نتعامل معه".ورغم أن مجلس البركة نوه في رأيه بإحداث الأبناك التشاركية، إلا أن بنحمزة اعتبر، في مداخلة سبقت الخلاف الذي نشب بينه وبين الفاعلة الجمعوية، حكيمة الناجي، أن هذا الرأي طبعه كثير من التقصير وكثرة التساؤلات التي لا يجب أن تطرح في بلد مثل المغرب، مستدلا ببريطانيا التي أصدرت أخيرا سندات جلبت لها الملايير من الأموال الإسلامية، "فالبنوك الإسلامية غدت جزءا من الواقع الاقتصادي كيفما كان الحال، ولا يجب أن نتحدث عنها بأسئلة، واستشكالات لا داعي لها، من بينها القول بانعدام الكفاءات، فهذا شيء معيب لأنه ليست أول مرة يضاف منتوج جديد وتكون الكفاءة المغربية في مستوى التعامل معه، علما أن الكفاءة المغربية لا يمكن أن تكون أقل أهمية مما يوجد في العالم".وأردف عضو المجلس بالقول إن من بين التساؤلات الغريبة التي تضمنها رأي المجلس، سؤال كيفية انطلاق هذه البنوك وهي تحتاج إلى أموال تشاركية وهي غير موجودة وتأمينات تضامنية أو تكافلية، علاوة على التدخل في اختصاص العلماء حول القول بشرعية هذه الأنواع من التمويلات أم لا، "كلها تخوفات لا مبرر لها في رأي المجلس الذي غيب الحديث عن إيجابيات هذه البنوك، مقابل التساؤل حول ما إن كانت البنوك التقليدية ستتحول كلها إلى تشاركية، فيما هذا غير ممكن لأن لكل منهما مجاله ويجب عدم المبالغة من التخوف".هجر المغلي

“الربا” و”الوهابية” تشعلان دورة المجلس الاقتصادي والاجتماعي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

احتجاجات واصطدامات بميناء طنجة المتوسط

الاستماع إلى وال سابق لجهة الحسيمة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات