احتجاجات واصطدامات بميناء طنجة المتوسط

يعيش ميناء طنجة المتوسط، منذ بداية الأسبوع الجاري، حالة من الغليان والتوتر، نتيجة الاحتجاجات اليومية والسخط العارم الذي يسود أوساط المهاجرين المغاربة العائدين إلى أرض المهجر، الذين احتجوا بشدة وعبروا عن غضبهم ضد ما أسموه "سياسة التجاهل" وعدم اهتمام المسؤولين بمشاكل المهاجرين وحلها. وعمد عدد من المسافرين، أول أمس (الخميس)، إلى إغلاق المحور الطرقي الذي يصل المحطة البحرية بأرصفة البواخر، واصطفوا بسياراتهم لمنع حركة المرور، ما تسبب في توقف نشاط عبور المسافرين والشاحنات بالميناء المتوسطي لمدة حوالي 4 ساعات، إلى أن تم التفاوض معهم حول مشاكلهم التي لخصوها في الارتفاع الصاروخي في أسعار تذاكر الرحلات الرابطة بين ميناءي طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء، وكذا مدة الانتظار التي تصل إلى 6 ساعات، حسب تعبيرهم. وكادت الاحتجاجات تتحول، في كثير من الأوقات، إلى مواجهات بين عناصر الأمن ومئات المهاجرين الغاضبين، الذين وجهت لهم تهم عدم احترام الأولوية في السفر وتقديم أشخاص على آخرين، كما رفعوا شعارات تحمل مسؤولية وضعهم لسلطات الميناء والقائمين على القطاع، من قبيل "يارباح يامسؤول هادشي مشي معقول" و"التذكرة هاهي والباخرة فين هي"، إذ لولا تدخل سلطات الميناء، التي عملت على تهدئة الوضع، لتطور الأمر إلى ما لا يحمد عقباه. اعتبرت مجموعة من المهاجرين، الذين التقت بهم «الصباح»، أن هذا الوضع هو صورة طبق الأصل للسنوات الماضية، مؤكدين أنهم لا يلمسون أي تحسن في الأداء، حيث ما زالت مدة الانتظار ترهق المسافرين، خاصة كبار السن والأطفال والنساء الحوامل، بالإضافة إلى الاستغلال البشع الذي يتعرضون له من قبل شركات الملاحة البحرية، وذلك في غياب تام لأي رقابة على الأثمنة المقررة والمحددة قانونا.وقال أحدهم، إنه «سلوك استغلالي يتكرر كل سنة في أوج مرحلة عودة المواطنين المغاربة إلى ديار المهجر، بحيث تستغل شركات النقل عبر البواخر الاكتظاظ في عدد المسافرين الذين يكونون في أمس الحاجة إلى العودة قبل انتهاء فترة عطلتهم، ويعمدون إلى التصرف في أثمنة التذاكر دون أي حسيب أو رقيب». وأوضح المصدر، أن الزيادة الجديدة التي فرضتها الشركات البحرية ارتفعت إلى حوالي 50 في المائة مقارنة بالأثمنة المعروفة والمعمول بها طيلة السنة، حيث انتقل ثمن تذكرة السيارة من 1400 درهم إلى 2200، أي بزيادة حوالي 800 درهم، في حين وصلت تذكرة الشخص الواحد إلى 400 درهم، مبرزا أنه قبل مرحلة عودة المهاجرين كان ثمن تذكرة السيارة لا يتعدى 2000 درهم ذهابا وإيابا. كما أكد أن هذه الزيادة غير منطقية ولا تتماشى مع السوق العالمية للبترول، الذي تراجع في الشهور الأخيرة بشكل كبير، وهو ما يعني أن فاتورة استهلاك هذه المادة بالنسبة إلى البواخر تراجعت أيضا، حيث كان من الواجب تخفيض ثمن التذاكر بدلا من رفعها، مشيرا إلى أن هذه المزاجية في الأسعار ستخدم الخط البحري الرابط بين الجزيرة الخضراء وسبتة السليبة، الذي لم يعرف أي زيادات كما شهدها الخط البحري طنجة الجزيرة الخضراء.من جهة أخرى، ذكر مسؤول بميناء طنجة المتوسط، أن مشاكل الجالية المغربية في الخارج لا تكمن في الزيادة في أسعار التذاكر بل في مدة الانتظار، بسبب توافد أعداد كبيرة على الميناء في ظرف زمني وجيز، يؤدي إلى تكدسهم في طوابير يصعب معها التحكم في عملية الإبحار، سيما أن عدد البواخر العاملة على خط طنجة المتوسط الجزيرة الخضراء محدود ويتحكم فيه منطق العرض والطلب على طول السنة.وأوضح المصدر ذاته، أن البواخر التي تبحر في اتجاه الموانئ الإسبانية أو الإيطالية لا يمكنها أن تستوعب هذه الأعداد الكبيرة من المهاجرين المغاربة، الذين يحلون بالميناء دفعة واحدة، حيث كلما أغلقت باخرة أبوابها استعدادا للإبحار، تتصاعد الاحتجاجات، ويصبح من الصعب إقناع المهاجرين بأن الباخرة لا يمكن أن تحمل أكثر من طاقتها الاستيعابية.وأكد المسؤول، أن الحل في تفادي هذه المشاكل يكمن في ضرورة تجنب أيام ذروة العودة إلى بلاد المهجر، التي تتصادف مع الأسبوع الأخير من شهر غشت، والإقبال باكرا على عملية العودة حتى تمر هذه المرحلة في أجواء خالية من أي توتر أو مشاكل.المختار الرمشي (طنجة)

احتجاجات واصطدامات بميناء طنجة المتوسط

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عملية نصب بخريبكة تطيح بمسؤول خليجي

"الربا" و"الوهابية" تشعلان دورة المجلس الاقتصادي والاجتماعي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات