وشم على ذاكرة الفقيه بنصالح … ظهور مبديع

الحلقة 5 الرجل أظهر ملكات كبيرة في المداهنة والتودد إلى الخصوم قبل الأصدقاء وشم على الذاكرة" سيرة ذاتية كتبها مصطفى الريحاني، مفتش التعليم المتقاعد، جمعت صورا فنية مزجت بين السرد الأدبي والتاريخي، من خلال أسلوب يرقى بالمتلقي ليضعه أمام مشاهد حقيقية لفترات من الزمن، داخل فضاء اسمه مدينة الفقيه بنصالح. يتنقل المتلقي بين حقول السياسة والطبيعة والعمران، من خلال حياة رجل عاصر فترة من الاستعمار وعايش ثلاثة ملوك، ونقل بحواسه ووجدانه تغيرات المدينة ورجالاتها، كما فطن قبل 13 سنة، عندما أنهى كتابة سيره الذاتية وأصدرها، بما ينتظر الوزير عمدة المدينة... المصطفى صفر في انتخابات 1997 ظهر وجه جديد في الساحة الانتخابية، التفت حوله جموع كبيرة من الناخبين لعدة أسباب من بينها، إعداده القبلي لهذه المحطة بربط علاقات مع الأعيان والمنتخبين، حيث كان يستضيفهم في مراكش، ويدعوهم إلى أماكنها السياحية الباذخة من مطاعم وفنادق وملاه ويغمرهم بكرمه، سيما وأنه كان يشغل منصب كاتب عام بمركز الطاقات المتجددة. إضافة إلى نشاطه داخل جمعية أحمد الحنصالي، التي ضمت بين مؤسسيها عددا كبيرا من أطر الجهة، حيث تمكن بواسطتها من الدعاية لنفسه والحصول على دعم ملحوظ من السلطة. ثم تقديم نفسه للناس على أنه المنقذ للمدينة والقادر على تحويلها، إذا ما تم انتخابه، إلى قطب اقتصادي كبير بفضل ثرواتها الطبيعية وعائدات مهاجريها من العملة الصعبة. كان يحمل معه أحلاما كبيرة ووعودا أكبر منها، مثل القرية الأولمبية التي سيساهم الاتحاد الأوربي في تمويلها بفضل علاقاته، وإعدادية "التغناري" التي كانت أصلا مدرسة فلاحية بحوزتها أراض فلاحية شاسعة، وينوي تحويلها إلى معهد عال للزراعة والبيطرة، ومشاريع أخرى كبيرة تفوق الوصف والخيال، لم يتحقق منها شيء على أرض الواقع، فالمسبح البلدي وليست القرية الأولمبية، كما زعم خرج إلى الوجود بعد تعثر طويل وبعد مخاض عسير. تمكن الرجل بفضل قدرته الفائقة على المداهنة والتودد إلى الخصوم قبل الأصدقاء – إذا كان يحافظ مع الناس على شعرة معاوية – من الفوز بمقعده في مجلس النواب والمحافظة على رئاسة المجلس الجماعي على مدى ثلاث محطات انتخابية، ومر في هذا المسار الطويل بأزمات كادت تعصف به، و"كنت معه في الظروف الحرجة، ناصحا ومشيرا ومؤازرا عن حسن نية، واعتقادا مني أنها مؤامرات من تدبير خصومه، قبل أن أكتشف أنني كنت مخدوعا فيه كأكثر مناصريه، لقد طبق بذكاء مقولة معاوية بن أبي سفيان "خادعنا الناس حتى خدعناهم". لقد انضممت بسذاجة وثقة عمياء إلى جوقة المطبلين والمزمرين لبرامجه الوهمية وشاركت في تضليل الناخبين، لذا أعلن في هذا المخطوط عن اعتذاري لهم وما يشفع لي أنني لم اندفع وراءه بدافع الارتزاق كما فعل غيري.

وشم على ذاكرة الفقيه بنصالح … ظهور مبديع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مستفيدون لا يكترثون بالمخاطر

عريس مدينة النخيل

مقالات ذات صلة