أعداد قياسية من الزوار في «الويكاند» بغرض «تسراح الرجلين» ومحلات تجارية لا تستفيد من الاكتظاظ بات المركب التجاري الكبير "موروكو مول" الموجود بمنطقة عين الذئاب بالبيضاء، فضاء للترفيه عن النفس و"تسراح الرجلين"، أكثر ما هو مركب تجاري يحوي عددا كبيرا من المحلات التجارية متعددة المنتوجات، حتى أن البعض اعتبر انه أصبح فضاء ل"الشوفينع" (الاستمتاع بالمشاهدة خلال التجول) أكثر منه ل"الشوبينغ" (التسوق). إنجاز: العقيد درغام / تصوير (عبد اللطيف مفيق) أغلب الداخلين إلى الفضاء لا يهمهم التسوق، بقدر ما يرون في مساحته الكبيرة، فرصة ل"تغيير الأجواء" والحصول على هواء بارد، بعيدا عن الحرارة المفرطة، إذ يكفي أن تكون بجيبك 30 درهما، لكي تقتني قنينة ماء ومثلجات بسعر منخفض، لقضاء ساعتين على الأقل داخل المركب التجاري. ويبدو ذلك جليا من خلال جولة قصيرة بين مرافقه، إذ أن هناك نشاطا أكثر أمام "الكواريوم" لالتقاط الصور، وفي المقاهي المطلة على البحر، كما يعتبر فضاء ألعاب الأطفال استثناء. هجرة "الويكاند" سهلت وسائل النقل الوصول إلى "موروكو مول" من شتى الأحياء والمناطق بالبيضاء، إذ أن "الطرامواي" يوصل إلى الكورنيش، كما أن سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة، ساهمت بشكل كبير في نقل الزوار بشكل أسرع وبأثمان معقولة. وعاينت "الصباح" عددا قياسيا من الزوار، خاصة في وقت المساء، مع اقتراب غروب الشمس، إذ يمتلئ المركب التجاري بشكل كبير بالزوار، من كل حدب وصوب. وحتى من لم يجد وسيلة نقل، أو يقطن بعيدا عن المركب، فإنه لا يتردد في الذهاب إليه مشيا، خاصة سكان مناطق مجاورة، مثل الحي الحسني، إذ وصف بعضهم "الويكاند" ب"موسم الحج إلى موروكول مول". ومثل كل "ويكاند"، فإن "الشوفينغ"أكثر من "الشوبينغ" داخل "المول" الكبير، إذ عاينت "الصباح" أيضا أن بعض المحلات، استقبلت الآلاف من الزوار طيلة اليوم، دون أن تبيع العدد المرجو من السلع، بل إن أخرى لم تستقبل العدد الكافي من الزوار، رغم الحضور القياسي للزوار في المركب. "الماكلة" ... الوجهة المفضلة رغم غلاء الأسعار في بعض محلات "الماكلة"، داخل "المول"، فإنها تبقى الوجهة المفضلة لدى أغلب الزوار، إلى درجة أن بعض المحلات التي تبيع منتجات بأسعار أقل، تمتلئ طيلة اليوم. إذا كانت أغلب المحلات التجارية فارغة، فإن محلات الأكل و"الطاكوس" و"البيتزا" وغيرها، تكون ممتلئة عن آخرها، إلى غاية ساعات المساء. تعتبر محلات الأكل الموجودة في طابق خاص بالمركب التجاري، الأكثر استفادة من ارتفاع أعداد الزوار في نهاية الأسبوع، وأرقام أرباحها تكون أكبر، إذ عاينت "الصباح" طوابير طويلة على بعضها، ممن يبيع منتوجاته بأسعار معقولة، ويقدم أطباقا معروفة لدى المغاربة، مثل "الطاكوس" و"البيتزا" و"السندويتشات"، فيما تعاني محلات أخرى الفراغ، خاصة تلك التي تقدم أكلا آسيويا وأجنبيا. ويعتبر زوار "المول" أن محلات الأكل في المركب، "نقية" و"مهورة" و"جميلة"، رغم أنهم يعتبرون أثمان بعضها مبالغا فيها. فضاء الأطفال ... الاستثناء على غرار فضاء الأكل في "المول"، فإن فضاء ألعاب الأطفال يشكل هو الآخر استثناء، إذ يمتلئ عن آخره بالآباء الراغبين في تلبية شهوات أطفالهم، الذين يجدون كل ما يحبون في هذا المكان. ويوجد فضاء الألعاب في الطابق الثاني، وهو مبني على شاكلة قرية ألعاب صغيرة، تتضمن كل أنواع ألعاب الترفيه والتسلية، بأسعار تتراوح بين عشرة دراهم إلى 50 درهما، وتقدم اختيارات متنوعة للأطفال وأوليائهم. وأمام ضغط الأطفال، لا يجد الآباء والأمهات بدا من تلبية مطالبهم، إذ يتجهون إلى الاستقبال لملء بطاقة اعتماد، التي تسمح لأبنائهم باللعب والتسلية. وعاينت "الصباح" كيف أن الآباء يستخدمون في بعض الأحيان نبرة الصوت المرتفعة، لإخراج أطفالهم من الفضاء، بعد صرف ما لا يقل عن 200 درهم، دون أن تشبع رغبة الطفل كاملة، في وقت يصرف آخرون أكثر من ذلك. وإذا كان فضاء الأكل مليئا طيلة اليوم بالزوار، فإن فضاء ألعاب الأطفال يعتبر هو الآخر، المستفيد الأكبر من عدد الزوار القياسي في "الويكاند"، خاصة بسبب إلحاح الأطفال وبكائهم الدائم، رغبة في دخول "مدينة الألعاب"، بل يقتصر "موروكو مول" لديهم على هذا الفضاء، فهم لا يأبهون بالمحلات التجارية والفضاءات الأخرى. معاناة محلات تجارية رغم العدد الكبير من الزوار في "الويكاند"، فإن محلات تجارية داخل المركب التجاري، مازالت تشتكي من قلة المداخيل، بعدما لاحظت أن أغلب الزوار لا يعيرونها اهتماما، أو أنهم يكتفون باكتشاف السلع دون اقتنائها. وحاولت "الصباح" رصد هذه الظاهرة في بعض المحلات، إذ باستثناء محلات تبيع سلعها بأسعار معقولة، فإن الباقي يقف أصحابها عند المدخل دون أن ينالوا ما يتمنون من الزوار، خاصة تلك المحلات التي تبيع سلعا "سينيي" أو "أوريجينال"، والتي تضطر لبيعها بأسعار مرتفعة. وعند طرح سؤال حول التناقض بين عدد الزوار والمبيعات، فإن أغلب أصحاب المحلات أشاروا إلى أن الاختلاف كبير جدا، وخاصة في "الويكاند"، مبرزين أن الحضور القياسي للزبناء في نهاية الأسبوع إلى "المول"، لا يعني بالضرورة أننا سنحقق مداخيل قياسية، إذ أن أغلب الزوار يأتون للترفيه والأكل والمشي. وفي جولة قصيرة، اتضح أن محلات الملابس النسائية هي الأكثر استقطابا للزوار، بعد فضاء الأكل وألعاب الأطفال، متبوعة بمحلات الملابس الرياضية ثم الهواتف. وأكد بعض أصحاب المحلات أن "الحركة كتكون أفضل " في بعض المناسبات، مثل الأعياد، لكن ذلك يقتصر على بضعة أيام، قبل أن تعود الحالة إلى ما كانت عليه.