«الصباح» عاينت الإقبال الكبير وعمليات إنقاذ للغرقى تتحول شواطئ "دار بوعزة"، نهاية كل أسبوع، إلى قبلة للباحثين عن الاستمتاع بفصل الصيف، بعيدا عن أجواء شواطئ البيضاء الصاخبة، فمع ارتفاع درجات الحرارة، تبقى "دار بوعزة" المتنفس الوحيد للبيضاويين، الباحثين عن الهدوء ومتعة الاستفادة من العطلة الصيفية. وتشهد "دار بوعزة" نهاية كل أسبوع، نزوح العائلات إلى الشاطئ، سواء على متن السيارة أو في وسائل النقل الأخرى، لقضاء يوم ممتع والترويح عن النفس، وهربا من ضغوطات العمل. غير بعيد عن منطقة "لمريسة"، المشهورة بوجبات السمك، يوجد شاطئ فريد من نوعه، بل يشكل نموذجا للشواطئ التي تشجع على زيارتها، ويصبح، في نهاية الأسبوع، الوجهة المفضلة للبيضاويين للاصطياف، ويشهد اكتظاظا مع ارتفاع درجات الحرارة، فهناك من يفضل أن يصل إلى الشاطئ بسيارته أو سيارة الأجرة، كما يفضل البعض الوصول إليه مشيا من المناطق القريبة تحت أشعة الشمس، ليصل إلى قبلته من أجل الاستجمام والترفيه. ولقضاء يوم ممتع بالشاطئ، يحتاج المصطافون مظلات لتجنب ضربات الشمس، وللاستمتاع بيوم خال من المخاطر، ويمكن كراء مظلة شمسية بـ 20 درهما، وكرسي بـ 5 دراهم، وطاولة بـ 10 دراهم، وهناك من يتوفر على مظلة شمسية خاصة به، ولأن الأكل لا يمكن الاستغناء عنه، يوجد "أصحاب المأكولات السريعة" أمام باب الشاطئ. تتخلل هذه الأجواء الصيفية الممتعة، مجموعة من المخاطر، وعلى رأسها حالات الغرق، فالبحر لا يخلو من المخاطر، وتتزايد حالات الغرق بشكل كبير في فترة الصيف، إلا أن يقظة السباحين المنقذين حالت، منذ بداية موسم الصيف، دون وقوع فواجع. وعاينت "الصباح" مجهودات "معلمي السباحة" لإنقاذ أحد الأشخاص من الغرق، إذ اعتقد أن استعانته ب"لوحة السباحة" ستمنعه من الغرق، قبل أن يجد نفسه منهك القوى، بفعل التيارات البحرية القوية. وقال سباح منقذ "تكون هناك ثلاث حالات إلى أكثر تغرق يوميا، ونحمد الله أننا نستطيع إنقاذهم"، موضحا أن "استهتار المصطافين وعدم الاستماع إلى نصائح المنقذين والتهور من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الغرق"، داعيا المصطافين إلى الانتباه والاستماع إلى النصائح وعدم التهور والمخاطرة بحياتهم، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أن مهنة الإنقاذ تتطلب قدرة بدنية وسرعة وتركيزا وانتباها، من أجل إنقاذ الغرقى والتدخل العاجل لتقديم الإسعافات الأولية المطلوبة، قبل وصول سيارات الإسعاف إلى المكان. "لكن حتى زين ما خطاتو لولة"، كما يقول المثل، فالتوافد الكبير الذي تشهده شواطئ دار بوعزة، جعل بعضها يعاني تراكم الأزبال، خاصة مع عدم حرص المصطافين على نظافتها، ما جعل مصطافين يطالبون جمعيات المجتمع المدني وكل الجهات المعنية بالتدخل، وتنظيم حملات، ينخرط فيها المواطنون، من أجل ترسيخ وعي جماعي بضرورة المحافظة على نظافة الشاطئ، علما أن جمعيات محلية سبق لها أن نظمت حملة بيئية، لتنظيف الشواطئ من الأزبال، شارك فيها متطوعون من أبناء المنطقة، وشكلت فرصة لتحسيس المواطنين وتقديم المساعدة لعمال النظافة. أحد المصطافين اعترف أنه يجد متعة الاستمتاع برمال شواطئ داربوعزة، فهو من سكان عين السبع، وقال مبررا اختياره لشاطئ "لمريسة" :"كانت الشواطئ الشرقية للبيضاء تتفوق بجودة مياهها ونظافتها، فـ "النحلة" كان يقصده هواة كرة القدم، و"السعادة" يحضن الشباب، المولعين بالسهر، و"الراحة" يستقبل العائلات.. أما شاطئا "زناتة الصغيرة والكبيرة" بالبرنوصي، فقد كان يقصدهما أثرياء المدينة من يملكون فيلات صغيرة تطل على البحر أو يملكون وسيلة نقل خاصة، إلا أن رونق الشواطئ الشرقية تراجع، ثم حلت الكارثة، ففقدت هيبتها أمام شواطئ عين الذئاب ودار بوعزة وطاماريس والمحمدية، حين صدر تقرير وطني حول مراقبة جودة مياه الاستحمام بالشواطئ الوطنية، وكشف أن مياه هذه الشواطئ ملوثة بالمياه العادمة، ومخلفات المصانع التي توجد على طول الشريط الساحلي الرابط بين البيضاء والمحمدية، ثم طويت "حياة" الشواطئ الذهبية إلى الأبد". خالد العطاوي