تسجيلات تطيح بعصابة “الطوبا”

سطت على فيلا فرنسي بعد تعنيفه وقتلت الحارس الليلي للحي اهتز حي " البلاطو" بالجديدة، ذات يوم من فصل الربيع المعتدل، على وقع سرقة موصوفة استهدفت فيلا أحد الفرنسيين المقيمين بكيفية دائمة بالمدينة، وكانت مقرونة بتعنيفه وقتل الحارس الليلي للحي، تم تنفيذها باحترافية كبيرة تؤكد أن مرتكبيها لهم باع طويل في مجال الإجرام. لم يترك المتهمون إطلاقا أي دليل جنائي يقود إلى التعرف عليهم وإيقافهم، لذا بدت مهمة المحققين صعبة وشاقة، تفرض عليهم بالضرورة سلك مجموعة من المسالك لفك اللغز المحير لهذه الجريمة التي نفذت بأياد حتما مسلحة. إشعار غرفة المداومة رن جرس الهاتف بغرفة المداومة بمقر الأمن الإقليمي بالجديدة، وكان على الطرف الآخر أحد الجيران الذي أفاد بأن فرنسيا مكبلا في حديقة سكنه يصدر صرخات استغاثة، بينما شخص آخر يصارع الموت جراء تلقيه ضربات قاتلة، وعلى الفور تحركت عناصر من الفرقة الجنائية التابعة للمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، نحو فيلا مجاورة لمركب الصناعة التقليدية بحي " البلاطو"، وحل بالمكان ذاته رجال الوقاية المدنية وأمنيون بتلوينات مختلفة، خاصة أن الأمر يفرض مثل هذه التحركات الاستثنائية، عندما يكون الضحايا من جنسيات أجنبية. وعاين الفريق الأمني فرنسيا مشدود الوثاق، وعلى وجهه آثار تعنيف، وبحديقة سكنه كان أحد الأشخاص المتقدمين في السن في غيبوبة تامة استمرت في ما بعد 15 يوما بقسم العناية المركزة بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس، قبل أن يسلم الروح إلى بارئها متأثرا بالضربات التي تلقاها على الرأس بواسطة سلاح أبيض من قبل الجناة، لما هب لتقديم المساعدة للفرنسي الذي كان في وضعية صعبة. إفادة فرنسي نقل الفرنسي الضحية إلى المستشفى على عجل، حيث قدمت له الإسعافات الضرورية، ولما استرجع بعضا من تركيزه، أفاد المحققين أنه سمع طرقا على الباب في حدود الساعة الواحدة صباحا، ولما هم بمعرفة هوية الطارق فوجئ بأربعة أشخاص يدفعونه إلى الداخل ثم اقتحموا الفيلا، وبعد أن كبلوه وعنفوه قاموا بسرقة مبلغ مالي وحلي ذهبية وجهاز تلفاز وحاسوبين، مضيفا أنهم شلوا حركة الحارس الليلي بضرب مبرح حد انخراطه في غيبوبة انتهت بوفاته. حيرة وغياب أدلة جنائية لم يتمكن المحققون لحظتها رفع أي أدلة جنائية ميسرة للبحث الذي يقود إلى الفاعلين الأربعة، الذين يتذكرهم الفرنسي الضحية بشكل جيد، ولم يسبق له أن شاهدهم، وتحاشى الجناة أن تنفلت منهم أي بصمة تعجل بسقوطهم، ما ولد قناعة قوية أنهم ليسوا هواة بل محترفون بسجل حافل في السرقة الموصوفة. ورغم حيطة وحذر الجناة، فإن تحريات الأمن قادت، إلى الوصول إلى أشياء أخرى سرقت من الفرنسي إضافة إلى تلك التي صرح بها، وضمنها بطاقة ائتمان بنكي صادرة عن بنك فرنسي، كانت المفتاح السحري الذي فك الشفرة الغامضة التي أوصلت إلى الفاعلين. سقوط "الطوبا" على الفور ربط المحققون الاتصال بالمركز النقدي بالبيضاء، وعبره راسلوا البنك الفرنسي المصدر للبطاقة الأوتوماتيكية، وجاء الرد مشجعا ومفيدا في البحث لما تأكد من خلال تسجيلات مرئية، أن الجناة نفذوا في اليوم الموالي لجريمتهم النكراء ما مجموعه 17 محاولة لاستخراج نقود من شبابيك بأحياء متفرقة بالعاصمة الاقتصادية. واقتنع الأمنيون أن أفراد العصابة قاطنون بالبيضاء، وأن نشاطهم الإجرامي وافد على الجديدة، وتأسيسا على ذلك سلم أمن الحي المحمدي لنظيره بالجديدة صورة تقريبية لأحد الجناة، حولت إلى صورة "روبوتيك"، أظهرت فعلا أن الأمر يتعلق بشخص من ذوي السوابق معروف في عالم الإجرام بالبيضاء بـ"الطوبا". وعلى خلفية ذلك، تنقل فريق أمني من الجديدة، وأسفر عرضه لصورة "الطوبا" على منحرفين، عن تحديد مكانه حيث تم إلقاء القبض عليه، وتوالت إيقافات باقي أفراد العصابة وعددهم أربعة، إضافة إلى شخصين ضالعين في شراء المسروق. اعترافات مثيرة أفاد "الطوبا" زعيم العصابة، أنهم في يومين سابقين لجريمة القتل، قاموا بسرقة حافظة يدوية لإحدى النساء بسيدي بوزيد وبها مفاتيح وبطاقتها الوطنية، وأنهم قرروا استخدام تلك المفاتيح لسرقة سكن الضحية الموجود بالبطاقة. وأضاف الموقوف أنهم فعلا اهتدوا إلى ذلك العنوان وجاؤوا إلى حي "البلاطو"، وقاموا بتمشيط الفيلا التي خططوا للسطو عليها، مؤكدا أنهم استعاضوا عن ذلك بسرقة الفرنسي، عندما راقبوا تحركاته وتأكدوا فعلا أنه يسكن لوحده، مشيرا إلى أنه بعد منتصف الليل طرقوا بابه، ولما هم بفتحه طوقوه ونفذوا سرقتهم، كما سددوا للحارس الليلي ضربات عرفوا في ما بعد أنها أودت بحياته . عبد الله غيتومي (الجديدة)

تسجيلات تطيح بعصابة “الطوبا”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصحة بالبيضاء... "مغارة علي بابا"

"نيران صديقة" تصيب وهبي

مقالات ذات صلة