درس إسباني لفرنسا المعادية

خيبة أمل باريس في الرهان على انتخابات تضعف الرباط وتقوي خصوم الوحدة الترابية للمملكة كشف أبو وائل الريفي في ركن "بوح الأحد" على "شوف تي في"، أن فرنسا الماكرونية من أكبر المنهزمين في الانتخابات الإسبانية الأخيرة، لأنها راهنت على نتائج تضعف المغرب وتجعله يستجديها وتقوي النظام العسكري في الجارة الشرقية، لكنها تعرضت لنكسة أخرى تؤكد للفرنسيين خطأ الرهان على تقارب مع نظام مفلس ومتقلب المزاج وغامض في خياراته، معتبرا أنها سقطة تنضاف إلى هزيمة أخرى تتلقاها الدولة الفرنسية العميقة بما يحدث في النيجر، حيث تراكم باريس الخسائر في الساحل الإفريقي بعد الانسحاب المذل من مالي وبوركينا فاسو. وأكد صاحب «البوح» فشل الرهان على إضعاف المغرب من خلال استهداف شركائه، وأن الانتخابات الإسبانية مثال آخر، لقن من خلاله الإسبان درسا لكل من يريد أن يجعل من المغرب وقودا لحملاتهم الانتخابية من المتطرفين ذات اليمين وذات اليسار، بعدما انتصر صوت الاعتدال وأبان الإسبان عن نضج كبير وهم يميزون بين رهانات انتخابات بلدية خدماتية وبين رهانات انتخابات تشريعية سياسية تستحضر الانتماء للاتحاد الأوربي ومصالح البلاد الإستراتيجية. وهذا ما لم يفهمه اليمين المتطرف حين راهن على تكرار اكتساحه للانتخابات التشريعية كما فعل قبل شهور في الانتخابات البلدية، واتضح أن مواطني الجارة الشمالية معاكسون لموجة الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوربا ويميلون للاعتدال السياسي ولا يغامرون بشراكاتهم الإستراتيجية ،كما يتمنى ذلك اليسار المتطرف. ولم يخرج "كابرانات» الجزائر من لائحة الخاسرين في الانتخابات الإسبانية وكذلك أداتهم عصابات "بوليساريو" التي تلقت هزيمة بالتدحرج الانتخابي لمسانديها وداعميها من متطرفي اليسار، ومن عملاء ما زالوا يراهنون على الوهم، رغم تأكد فشل كل المناورات التي تستهدف المملكة بما أن للمغرب بدائل لكل السيناريوهات ويملك من الوسائل الكثير ليؤمن مصالحه ومصالح المغاربة. وبعيدا عن الموقف مما يحدث في النيجر ودون محاولة فهم تفاصيله أو الخوض في شأن يخص شعب النيجر وحده، يبقى الثابت حسب صاحب «البوح» أن فرنسا الماكرونية تلقت ضربة قاصمة لوجودها في إفريقيا لأنها تخسر رقعة جغرافية إستراتيجية لوجودها العسكري، وقد تخسر موردا مهما من حاجياتها لليورانيوم تقدر بما يقارب نصف استهلاكها الداخلي، على اعتبار أن الشركة الفرنسية «أورانو»، التي كانت تسمى في السابق «أريفا»، تملك معظم رأسمال الشركة المستخرجة لليورانيوم في النيجر، لكنها بدأت تغرق في مستنقع الغضب والكراهية لماضيها في المنطقة، لأنها عجزت عن انتشال شعوب هذه البلدان من الفقر وتخليصها من التيارات المتطرفة، حيث ما تزال النيجر من أفقر دول العالم وشعبها في أغلبه دون معدل الفقر. أصبحت فرنسا الماكرونية عبئا على شركائها، ما قد يضطر الأمريكيين للحلول محلها في كثير من الملفات، خوفا من تمدد قوى كبرى في ظل تسارع تحولات التسابق الدولي حول إفريقيا، وتزامن المحاولة الانقلابية في النيجر مع القمة الروسية الإفريقية الثانية بـ"سان بطرسبورغ». ياسين قُطيب

درس إسباني لفرنسا المعادية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التغطية الصحية تفرض سيادة دوائية

حموشي يرقي 10330 أمنيا

مقالات ذات صلة