الخنفوري… الإعدام لم يوقف جرائمه

قتلة بدماء باردة 2 كانت جريمته المفضلة الهجوم على الأعراس واغتصاب العرائس هم مجرمون تحولت معهم الجريمة من الصدفة إلى الاحتراف، وأضحوا «قتلة بدماء باردة»، تلذذوا في تعذيب ضحاياهم قبل الإجهاز عليهم. وبسبب كثرة الجرائم التي ارتكبوها، تولدت لديهم الرغبة في الاستمرار، وأصبحوا يرتكبون تلك البشاعة بشكل مسترسل لم يوقفه إلا اكتشاف أمرهم من قبل المصالح الأمنية، لكن القاسم المشترك بينهم يؤكد أن الطابع الإجرامي لم يكن وليد الصدفة، وكما قال «تشيزرى لومبروزو»، مؤسس نظرية «الرجل المجرم»... إن «الجاني إنسان بدائي يتميز بملامح خاصة توفرت فيه بالوراثة». كريمة مصلي قد تبدو القصة غريبة بعض الشيء، تمزج بين التشويق والإثارة والدهاء الذي كان عليه المجرم الخنفوري، فلم يوقفه الحكم بالإعدام، الذي صدر في حقه في بداية تسعينات القرن الماضي، عن مواصلة جرائمه. آمن الخنفوري، واسمه الحقيقي عيسى غفاري، بذكائه وقرر الهروب من السجن، الذي كان يفترض أن يظل فيه إلى حين تنفيذ حكم الإعدام في حقه، لكنه اختار المغامرة والفرار خارج الأسوار، ولم يتطلب الأمر منه وقتا طويلا، فقد نجح في الفرار بعد أن قتل أحد زملائه في السجن. بدأت الحكاية حينما وجد الخنفوري نفسه خلف القضبان بالسجن المركزي بالقنيطرة، وهو مازال في العشرينات من عمره، فلم يعد يطيق المكوث في ذلك المكان، ولم يكن أمامه من سبيل آخر لذلك غير الهروب. في الليلة الموعودة بتنفيذ خطة هربه لقتل زميله في الزنزانة حتى لا يشي به لدى الحراس، ثم قتل حارس سجن تصدى له وحاول منعه من الفرار، بعد أن وجه إليه طعنة قاتلة، فالقتل بالنسبة إليه سيان مادام أنه محكوم بأقصى عقوبة وهي الإعدام فحتى لو انكشف أمره، فلن تكون هناك أي عقوبة إضافية. نجاحه في الهروب، كان بالنسبة إليه الطريق الوحيد لعدم تنفيذ الحكم الصادر في حقه، ومع ذلك لم يتوار عن الأنظار، بل إن الطبيعة الإجرامية لديه دفعته إلى تكوين عصابة إجرامية تخصصت في الهجوم على الأعراس، إذ قرر الاستقرار في منطقة الغرب بين القنيطرة وسيدي قاسم. كانت جريمته المفضلة الهجوم على الأعراس وترهيب ضيوفها، واغتصاب العرائس، ولم يسلم من جرائمه أحد، ونتيجة لذلك، كان يحول العرس إلى مأتم، وكان يمضي سعيدا بعمله الإجرامي طال ظلمه جميع سكان منطقة الغرب الذين حرمهم الخنفوري متعة الفرح وإقامة الأعراس. السلوك الإجرامي الذي كان يطبع شخصيته لم يسلم منه حتى أفراد عصابته الذين كان يعتدي عليهم بسبب أي خطأ قد يرتكبونه، فله شعار «من خان يقتل»، و»من وشى أو حاول الوشاية يقطع لسانه» عبرة لباقي أفراد العصابة. لم يكن الهجوم على الأعراس الجريمة الوحيدة التي ارتكبتها عصابة الخنفوري، بل عمد إلى إحداث حواجز أمنية وهمية على الطرقات لسلب عابريها أموالهم ومتاعهم، وانتقل بنشاطه الإجرامي إلى فلاحي المنطقة الذين فرض عليهم تقديم إتاوات للعصابة مقابل عدم اعتراض سبيلهم. رعـب رغم الأبحاث والحملات التمشيطية التي كانت تقوم بها المصالح الأمنية لإلقاء القبض عليه، إلا أنه استطاع في العديد منها الفرار، إذ كان حريصا في تنقلاته، ولكنه كاد في إحدى الحملات أن يسقط في يد رجال الأمن بعد أن نجح دركيان في محاصرته في حقل لقصب السكر، لكنه استطاع أن يتخلص منهما بسهولة بالغة، بعد أن قتلهما ببرودة دم نادرة، ثم انصرف إلى تدبير شؤون عصابته. ولم يكن يفكر أبدا في العواقب، واستمر في طغيانه، ولم تنجح السلطات الأمنية في إلقاء القبض على الخنفوري إلا بعد تحريات كثيرة، إذ تمكن ضابط من إحكام قبضته عليه، رغم محاولة الخنفوري طعنه ليضع نهاية لمسلسل الرعب الذي أثاره في منطقة الغرب.

الخنفوري… الإعدام لم يوقف جرائمه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الانتحارات متواصلة بطنجة

عشقت "البي" و"الطرومبيا"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات