الجدية… مفتاح النجاح

الملك أكد أنها منهج متكامل يقتضي ربط ممارسة المسؤولية بالمحاسبة وإشاعة الثقة واستثمار الفرص الجديدة شكلت الجدية العنوان الرئيسي لخطاب الملك، الذي وجهه إلى الأمة لمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتربع جلالته على العرش. وأكد جلالته أنها تمثل منهجا متكاملا يقتضي ربط ممارسة المسؤولية بالمحاسبة، وإشاعة قيم الحكامة والعمل والاستحقاق وتكافؤ الفرص، مشيرا إلى أن ظهور بعض بوادر التراجع التدريجي لضغوط التضخم، على المستوى العالمي، يفرض الحاجة إلى الجدية وإشاعة الثقة، واستثمار الفرص الجديدة، لتعزيز صمود وانتعاش الاقتصاد الوطني. ب.ب خطاب العرش... رسائل الحكمة والمستقبل الصديقي: الجدية والتفاني سلاحان فتاكان لمواجهة كل العابثين بمصالح المغاربة حمل خطاب العرش جملة من الرسائل القوية، التي التقطها الجميع، أبرزها الرسالة التي وصلت "مضمونة"، وتتحدث عن "الجدية" و"التفاني". وقال عادل بنحمزة، المحلل السياسي لـ "الصباح"، إن كلمتي "الجدية" و"التفاني" تحمل أكثر من معنى، وتشكل مفتاحا في خطاب العرش، وأداة للفهم، إذ تكررت كلمة "الجدية" أكثر من مرة وبصيغ مختلفة، كل صيغة مرتبطة بموضوع ذي أهمية بالغة. وقال عبد السلام الصديقي، المحلل الاقتصادي والفاعل السياسي "الصباح"، إن الجدية، وهي مصطلح، يتنافي مع الريع، ومع كل سلوك غير مستقيم، وينسجم ودولة الحق والقانون. ويبقى مصطلح الجدية، الذي استعمل 14 مرة في خطاب العرش والتفاني، وفق المصدر نفسه، سلاحين فتاكين لمواجهة كل من تسول له نفسه، العبث بمصالح المغاربة في كل القطاعات، لأن ما حققه المغرب وراكمه في عهد جلالة الملك محمد السادس، تم بالجدية والحزم. وأقر الصديقي بوجود مسؤولين في العديد من القطاعات والإدارات يشتغلون بعيدا عن "الجدية"، وبعيدا عن "التفاني"، وهو ما يستوجب تفعيل شعار ربط تحمل المسؤولية بالمحاسبة. وهذا من تجليات الجدية التي دعا لها الملك محمد السادس في خطاب العرش 2023، إذ باتت الحاجة ملحة لها، "للارتقاء بالمسار التنموي إلى مرحلة جديدة، وفتح آفاق أوسع من الإصلاحات والمشاريع الكبرى، التي يستحقها المغاربة.» ولمزيد من التفصيل في هذه الجدية المطلوبة التي اعتبرها الملك محمد السادس، "ليست شعارا فارغا، أو مجرد قيمة صورية، وإنما مفهوم متكامل، يشمل مجموعة من المبادئ العملية والقيم الإنسانية". وقال جلالة الملك، إنه "كلما كانت حافزنا، كلما نجحنا في تجاوز الصعوبات، ورفع التحديات". وربط الخطاب الملكي بين الشباب والجدية، قائلا "متى توفرت له الظروف، وتسلح بالجد وبروح الوطنية، يبهر العالم، بإنجازات كبيرة، وغير مسبوقة، كتلك التي حققها المنتخب الوطني في كأس العالم". وأكد الملك أن هذه الجدية، "هي نفس الروح التي كانت وراء قرارنا، بتقديم ملف ترشيح مشترك، مع أصدقائنا في إسبانيا والبرتغال، لاحتضان نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030، والتي نتطلع ونعمل على أن تكون تاريخية، على جميع المستويات"، واصفا الترشيح المشترك بأنه "غير مسبوق، يجمع بين قارتين وحضارتين، إفريقيا وأوروبا، ويوحد ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ويحمل طموحات وتطلعات شعوب المنطقة، للمزيد من التعاون والتواصل والتفاهم". ولم يحصر الملك الجدية في نموذج المنتخب المغربي وإنجازاته، بل "تتجلى الجدية كذلك، في مجال الإبداع والابتكار، الذي يتميز به الشباب المغربي، في مختلف المجالات"، مشيدا بإنتاج أول سيارة مغربية محلية الصنع، بكفاءات وطنية وتمويل مغربي، وكذا تقديم أول نموذج لسيارة تعمل بالهيدروجين، قام بتطويرها شاب مغربي. عبد الله الكوزي مذهب في الحياة إن الجدية والمشروعية، وفق الخطاب نفسه، هما اللتان أثمرتا توالي الاعترافات بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وآخرها اعتراف دولة إسرائيل، وفتح القنصليات بالعيون والداخلة، وتزايد الدعم لمبادرة الحكم الذاتي. وعرج الخطاب الملكي على مظاهر الجدية، بالقول "يجب أن تظل مذهبنا في الحياة والعمل، وأن تشمل جميع المجالات: الجدية في الحياة السياسية والإدارية والقضائية، من خلال خدمة المواطن، واختيار الكفاءات المؤهلة، وتغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين، والترفع عن المزايدات والحسابات الضيقة".

الجدية… مفتاح النجاح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لقطات

هنا‭ ‬متحف: ‬متحف‭ ‬القصبة‭ ‬بطنجة‭... ‬ثراء‭ ‬الذاكرة

مقالات ذات صلة