من الملاعب إلى كراسي المسؤولية : مجيد…رياضي خدم التنس والعمل الجمعوي

سيظل محمد مجيد في ذاكرة الرياضيين، للإسهامات الكبيرة في تطوير رياضة كرة المضرب، كما سيبقى كذلك لدى السياسيين، باعتباره أحد رجالات المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي.وكان الراحل، المولود عام 1916 في آسفي، تابع دراسته الثانوية في فاس والرباط، وتشبع بأفكار المقاومة الوطنية، إذ كرس شبابه لخدمة القضية الوطنية، بعدما انخرط في حزب الاستقلال، قبل أن يلتحق بحزب الوطني للتجمع الوطني للأحرار. وكان بديهيا أن ينتخب مجيد عضوا برلمانيا في الثمانينات، بعدما خبر تجربة سياسية لا يستهان بها، أهلته للعب أدوار مهمة.ارتبط مجيد بالرياضة بشكل ملفت، منذ ريعان شبابه، إذ مارس كرة المضرب في وقت كانت هذه اللعبة محتكرة على الأغنياء، تماما كما مارس كرة السلة وكرة القدم. ولم يكن الراحل مجرد لاعب هاو، بل نجح في التألق فيهما معا، وكانت له إسهامات كبيرة في انتشارها بين أحياء مراكش، حيث عاش فترة شبابه.ولأن الراحل مجيد كان شغوفا حد الولع بكرة المضرب، أسس الجامعة الملكية المغربية لهذه اللعبة، وظل يرأسها لمدة 45 عاما، قبل أن يغادرها عام 2009، ليحل بدله فيصل العرايشي. حرص مجيد على إرساء أسس متينة لكرة المضرب من خلال تأسيس الأندية وتعميم ممارستها لدى المغاربة، كما سعى إلى تكوين المدربين وتدريب الممارسين، ما جعل هذه الرياضة تعرف انتشارا وازدهارا طيلة عقد من الزمن. ولعب الراحل مجيد دورا ملفتا في تأسيس جائزة الحسن الثاني لكرة المضرب، الذي باتت تستقطب نجوما عالميين، كما أسهم في تكوين لاعبين مغاربة سيذيع صيتهم في عالم التنس نظير يونس العيناوي وهشام أرازي وكريم العلمي وأسماء أخرى.لم يكرس مجيد حياته وسنوات عمره للرياضة فحسب، بل وضع ماله خدمة للأعمال الاجتماعية من خلال إحداث المؤسسة المغربية للشباب والمبادرة والتنمية التي حملت اسمه، ويوجد مقرها في أحد الأحياء المهمشة في البيضاء، رغبة منه في الاقتراب من الفئات المعوزة. كما أسس منشآت اجتماعية ورياضية وقام بأعمال خيرية جعلته محبوب الفئات الفقيرة.وسعى الراحل من وراء أنشطته الاجتماعية إلى محاربة الفقر عبر تأطير الشباب في وضعية صعبة ومساعدتهم على مواجهة حياتهم اليومية بإصرار وقوة التحدي.رحل مجيد الرياضي المحنك والفاعل الجمعوي إلى دار البقاء عن سن يناهز 97 عاما، تاركا وراءه إرثا رياضيا وأعمال إنسانية سيتذكرها الرياضيون والفئات المعوزة على مر السنين. أما رياضة كرة المضرب، التي تعيش فراغا كبيرا في السنوات الأخيرة، فلن ينسى ممارسو التنس سنوات تألق هذه اللعبة في عصرها الذهبي، وكان الراحل مجيد أحد صانعيه.

من الملاعب إلى كراسي المسؤولية : مجيد…رياضي خدم التنس والعمل الجمعوي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أقلام في وجه السلطة : توفيق الحكيم... ووسام عبد الناصر

أوراق من ذاكرة رويشة : رحيل مباغت لفنان أصيل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات