مسكر: اختلط الحابل بالنابل

صاحب أغنية "هي مشات" يستعد لتخليد 30 سنة على انطلاق مساره يستعد الفنان سعيد مسكر لإقامة حفل غنائي، يوم 18 يوليوز الجاري بأستوديو الفنون الحية بالبيضاء، احتفاء بمرور ثلاثين سنة على انطلاق مسيرته الفنية. ومن المنتظر أن يستعيد مسكر في هذا الحفل أبرز أغانيه الناجحة، فضلا عن أغان جديدة أعدت خصيصا للمناسبة. في هذا الحوار يتحدث صاحب "هي مشات" عن محطات من مساره الغنائي وأشياء أخرى تجدونها في الحوار التالي. أجرى الحوار : عزيز المجدوب - تصوير: (عبد اللطيف مفيق) < صراحة من الصعب جدا أن تختزل ثلاثين سنة في جملة واحدة، وهي سنوات تتبدى أمامي الآن شريطا من الكفاح والبحث عن تحقيق الذات، وسط مشهد فني مغربي موسوم بالهشاشة، والتنوع بشكل يجعل أيا كان يترك فيه بصمته، دون أن يخشى من العواصف أن تقتلعه، ويناضل لأجل أن يظل صامدا وسط المتغيرات التي طرأت عليه. أستعيد شريط تلك السنوات وتظهر أمامي النجاحات والانكسارات، والأفراح والإحباطات، والأسفار والجولات بالمغرب وخارجه، وتقاسم المحبة مع الجمهور، وأشياء كثيرة منحت لمساري معنى وهوية، تجعلني لو خيرت بأن أعيد الطريق من أوله لاخترت المسالك نفسها والدرب نفسه. < فعلا خلال الفترة التي كنت أحاول فيها أن أجد لي طريقا في مجال الفن، كنت أعيش نوعا من الحيرة والتخبط، خاصة أن المشهد كان يعج بالعديد من الأسماء الغنائية الوازنة. صحيح أن تلك المرحلة التي تحدثت عنها، كانت بمثابة محطة مفصلية في تاريخ الأغنية المغربية، بحكم أن الأنماط الكلاسيكية بدأت تتراجع، كما أن المجموعات الغنائية فرضت هيمنتها، لكن أيضا بدأت تخفت حينها، بعد أن فرضت هيمنتها أمام ظهور أشكال غنائية شبابية جديدة، خاصة مع اكتساح موجة الراي، وانفتاح الفنانين الشباب آنذاك على التوزيعات الموسيقية الجديدة، فضلا عن ظهور مجموعات الأحياء، خلال النصف الثاني من الثمانينات، مثل نجوم بوركون ونجوم السمر والثلاثي الفرح، إضافة إلى تجارب أخرى عصرية مثل "أفلاك" و"الإخوان بوشناق" وغيرهم، وسط ذلك الزخم خضت تجربتي الأولى من خلال أول ألبوم بعنوان "غيثوني" قدمت فيه أسلوبا جديدا. < اعتمدت في هذا الأسلوب بشكل كبير على "الفيزيون" أي المزج الموسيقي بين أكثر من نمط، وهو ما يعكس اهتماماتي وذوقي الموسيقي آنذاك الذي كان موزعا بين أكثر من لون، فقد كنت أعشق تجارب مختلفة، وحلمت بأن أجمعها في أسلوب واحد، وهو ما بدأت تظهر ثماره نهاية الثمانينات، حين بدأت أولى خطواتي في المجال بإحياء حفلات في الفنادق وبعض المناسبات الخاصة، وكنت أقدم فيها هذا النوع من الموسيقى، بمصاحبة الكيتار، الذي لقي تجاوبا من قبل الناس وتفاعلا معه. < الجواب عن هذا السؤال يتطلب مني العودة قليلا إلى الوراء، وتحديدا خلال فترة النشأة المبكرة بدرب السلطان بالدار البيضاء، حيث فتحت عيني على وسط ضاج بالحركية واستهلاك مختلف الأنواع الفنية من موسيقى وأفلام بالقاعات السينمائية التي كان يزخر بها هذا الحي، ولم يعد لها وجود الآن للأسف. وجدت نفسي في البداية منجذبا إلى الظاهرة الغيوانية، واستهوتني بشكل خاص مجموعة "لمشاهب" بأسلوبها التجديدي وتوزيعاتها الحديثة، وطريقة العزف والأداء وتوزيع الأصوات بين الفردي والجماعي، لدرجة أنني بدأت مقلدا لهذه المجموعة ومرددا لريبرتوارها الغني بمصاحبة أول آلة كيتار، اقتناها لي شقيقي، وهكذا اشتهرت وسط أبناء الحي بزنقة القاهرة، وصرت أغني لهم، بل شكلت رفقتهم مجموعة موسيقية مصغرة وبدأنا نغني في الأسفار والنزهات، قبل أن أقرر كتابة وتلحين أغنيات خاصة بي، ستشكل مواد أول ألبوم غنائي قدمته مطلع التسعينات بمساعدة الفنان مالك، الذي تنبأ للتجربة بالنجاح وكان يقول لي إن هذه الموسيقى سابقة لعصرها وأسلوبها جديد، وهو الأمر الذي استقرت عليه مختلف التجارب الغنائية الحالية، التي نلاحظ أنها اعتمدت التجديد والتوزيع الحديث. < لأنها بكل بساطة تمزج بين روحين وبين شكلين موسيقيين مختلفين، وهو ما يمنح الإمكانية للانفتاح على جمهور جديد، وتجريب الذات، في لون موسيقي مغاير، وهو الأمر الذي تحقق من خلال التجارب التي خضتها في هذا السياق، مع الفنان مالك وحميد بوشناق ونبيلة معن وغيرهم. < التمثيل فن أعشقه وأقدره منذ الصغر، وقد خضته متأثرا برواسب تجارب مبكرة خضتها مبكرا في المسرح ودور الشباب، وقد أعدت تحقيق هذا الشغف في أعمال فنية ذات طابع فكاهي منها سلسلة "الخواسر" مع عبد العالي لمهر الشهير ب"طاليس" أو ذات طابع درامي من خلال مسلسل "نوارة" مع المنتج أحمد بوعروة والمخرجة جميلة البرجي، وتلقيت عروضا أخرى، لكن لم أتمكن من تلبيتها بحكم أن التمثيل يتطلب التزاما وتفرغا أكثر. << ما هي الصعوبات التي يواجهها المغنون حاليا؟ ـ الصعوبة الأساسية هي الترويج للأعمال الغنائية الجديدة، الذي صار مكلفا أكثر من الإنتاج نفسه، فلم يعد يكفي أن تقدم عملا غنائيا لتضمن انتشاره حتى ولو كانت فيه مقومات العمل الناجح، بعد أن اختلط الحابل بالنابل، لذلك يجد الفنان نفسه مطالبا بمجهود مضاعف على مستوى الاختيارات وكذلك طرق الانتشار.

مسكر: اختلط الحابل بالنابل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العمران تنظم معارض بأوربا

"مرحبا 2023"... التعبئة الشاملة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات