كرونولوجيا تتويج تاريخي

غضبة لقجع واستفزازت المصريين والتفاتة اللاعبين تجاه النوري أبرز مشاهد النهائي عانى المنتخب الوطني الأولمبي وجمهوره قبل التتويج بلقب كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة، وتجريد المنتخب المصري من لقبه. وعرفت المباراة وإجراءاتها التنظيمية الكثير من المشاكل، وصرامة في تطبيقها، سيما أن المباراة جرت بشبابيك مغلقة، غير أن الانفلاتات، التي شهدتها، تؤكد أن المباراة لم تكن سهلة على الجميع، من مسؤولين جامعيين وأمنيين وسلطات محلية، وحتى على الجماهير، التي لم تبخل بتشجيع اللاعبين، وضغطت بكل وسائلها لتبقى الكأس بالمغرب. وحجت الآلاف من الجماهير من جميع مدن المملكة، لمتابعة المباراة، وتقديم الدعم للاعبين، إذ كان لها الفضل الكبير في هذا التتويج. جمهور قياسي عاينت "الصباح" حضورا جماهيريا قياسيا إلى مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط لمتابعة مباراة المنتخب الأولمبي أمام نظيره المصري، إذ اعتبر الأكبر منذ إحداث هذه المنافسة، لأجل تقديم الدعم والمساندة لأشبال الإطار الوطني عصام الشرعي، وتكبدت عناء التنقل والحضور مبكرا إلى مركب الرباط لحجز مكانها قبل موعد انطلاق المباراة بساعات. وشهدت الرباط، منذ صباح أول أمس (السبت)، حركة غير عادية بمحيط الملعب، إذ احتشدت أعداد كثيرة من المواطنين، الراغبين في اقتناء التذاكر في السوق السوداء، والمشاركة في الأجواء الحماسية للمباراة، ومعاينة أسود الغد عن قرب. وتحسبا للاكتظاظ الذي عرفته المباراة النهائية بين المنتخبين الأولمبي المغربي ونظيره المصري، وضعت السلطات حواجز أمنية على جميع المداخل المؤدية إلى المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، سيما أن الجمهور حج من جل المدن، فضلا عن حضور أعداد وفيرة من الجالية المغربية بالمهجر، منها من حل بالمغرب من أجل متابعة المباراة، ومنها من صادف وجوده بالمغرب العطلة الصيفية. وكشف ترقيم السيارات أن الحضور الجماهيري لم يقتصر على الرباط والبيضاء وما جاورهما، وإنما من مختلف المدن، كما دل على ذلك الاكتظاظ، الذي عرفه الطريق السيار الرابط بين طنجة والرباط، سواء قبل المباراة أو بعدها، والشيء نفسه بالنسبة إلى الجهة الجنوبية لمركب الرباط، حيث وضعت السلطات الأمنية حواجز على الطريق السيار الرابط بين الرباط والبيضاء، وكذلك على الطريق الوطنية رقم 1، إضافة إلى اتخاذ إجراءات استباقية، كما هو الشأن بالنسبة إلى منع حركة المرور بمحيط الملعب منذ الساعة الرابعة عصرا، على جميع العربات، التي يتوجه أصحابها إلى وجهات أخرى غير وجهة الملعب. مشكل التذاكر رغم الخبرة المغربية الكبيرة في تنظيم هذه التظاهرات، إلا انه مازالت تقع بين الفينة والأخرى انفلاتات، في مقدمتها عدم التزام المشرفين على توزيع التذاكر بالشبابيك المخصصة للجمهور في الرباط بالبيانات والمعطيات الخاصة بكل شخص. وتابعت «الصباح» في الكثير من الأبواب الإلكترونية وجود عدد من الجماهير سلبت منها تذاكرها الحقيقية، ومنحت أخرى لا تتوفر على الرقم التسلسلي نفسه، ما يضطر معه أفراد الكثير من العائلات إلى متابعة المباراة متفرقين، أو إثارة الفوضى أمام البوابات الإلكترونية، للضغط على المراقبين للسماح لهم بالدخول إلى الملعب، رغم عدم توفرهم على تذاكر تحمل رقم المدرج نفسه. وأثار هذا الارتباك في التذاكر الكثير من الفوضى أمام الأبواب الإلكترونية، سيما أن الكثير من الجماهير المغربية لا تلتزم بالجلوس في المقاعد التي تحمل أرقام تذاكرها، وهو ما تسبب في بعض الاشتباكات بين الجماهير، بعد أن وجدت مقاعدها محجوزة. واضطر عدد كبير من الجمهور للذهاب مبكرا إلى الملعب، وحجز مقعده، لكن ذلك لم يمنع من وقوع مشاكل في المدرجات. غضبة لقجع ظهر فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، غاضبا، بعد نهاية المباراة، الأمر الذي أكدته ردة فعله تجاه كريس بويفيلد، المدير التقني الوطني، بعد أن رفض تحيته. وما أثار الكثير من علامات الاستفهام، أن لقجع لم يبد ردة فعل إيجابية تجاه عصام الشرعي، مدرب المنتخب الأولمبي، كتلك التي أبداها للاعبين، إذ احتفل مع اللاعبين وتبادل معهم العناق، لكنه أبان عدم رضاه على المستوى، الذي ظهر به المنتخب في هذه المباراة، رغم أنه يتوفر على أجود المواهب الممارسة بأوربا، مثل إسماعيل الصيباري وبلال الخنوس وعبد الصمد الزلزولي والمهدي بوكامير وشادي رياض ويانيس بكراوي وبنجامين بوشواري وغيرهم. ولفتت ردة فعل لقجع تجاه بويفيلد والشرعي انتباه الكثير من المسؤولين واللاعبين، إذ من المنتظر أن تكون لها تبعات في ما بعد، سيما أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وفرت جميع الظروف للاعبين وطاقمه، ولم تبخل بأي شيء عليهم، مقابل إسعاد الجمهور المغربي والتتويج باللقب. استفزازات المصريين لعب الجمهور المغربي دورا كبيرا في إخراج اللاعبين والطاقم التقني المصريين من التركيز، الذي بدؤوا به المباراة، ولم ينس الجمهور المغربي ما وقع للوداد الرياضي في ذهاب نصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، ورد بالمثل على اللاعبين المصريين، من خلال رشقهم بالقنينات، واستمر ذلك طيلة المباراة. وواصل الجمهور المغربي الضغط على اللاعبين المصريين ومؤطريهم طيلة فترات المباراة، ردا على استفزازهم لعناصر المنتخب الوطني بالسقوط تارة والخشونة تارة أخرى، والضرب في بعض الأحيان. واستطاع الجمهور المغربي إخراج اللاعبين المصريين من المباراة، بعد تسجيل الهدف الثاني من قبل أسامة ترغالين، مع نهاية الشوط الإضافي الأول، إذ كاد المنتخب الأولمبي أن يضيف الهدف الثالث، غير أن تسرع اللاعبين أضاع عليهم حسم المباراة قبل نهايتها الطبيعية. وبعد نهاية المباراة، وحفل التتويج، اضطرت السلطات الأمنية إلى الاستعانة بالقوات المساعدة لتمكين اللاعبين المصريين من الدخول إلى مستودع الملابس. النوري حاضر تذكر لاعبو المنتخب الأولمبي عبد الحق النوري، لاعب أجاكس أمستردام سابقا، بعد الحادث الذي تعرض له، ووضع حدا لمساره الرياضي. وظهر عدد من اللاعبين يحملون قميص النوري "34"، لتوجيه رسالة إليه أنه دائما في قلوبهم، وإهدائه هذا اللقب. وخلفت بادرة لاعبي المنتخب الوطني ردود فعل إيجابية من قبل الجمهور المغربي وعائلة النوري وأصدقائه، إلى جانب الدورة الشرفية التي قام بها اللاعبون بالملعب قبل حفل التتويج. استياء بلعروش أبان علاء بلعروش، حارس مرمى المنتخب الأولمبي، استياءه من المستوى الذي قدمه في هذه المنافسة منذ بدايتها، خاصة بعد الانتقادات التي تلقاها من قبل الجميع. وغادر بلعروش مركب الرباط، وعلامات الحيرة بادية على محياه، سيما أن الجميع اعتبره الأضعف في المنتخب، وهو ما كشفه الهدف الأول لمنتخب مصر، وكذلك الهدف الأول في مباراة الافتتاح أمام غينيا، الشيء الذي يتعين على الطاقم التقني إيجاد حل لمشكل حراسة المرمى. وأبدى الجمهور المغربي غضبه على ردة فعل بلعروش على الهدف المصري الوحيد في هذه المباراة، كما كان الشأن في المباريات السابقة، وخلال ضربات الجزاء أمام مالي، وهو ما يفرض على الطاقم التقني للمنتخب اختبار الحارسين إلياس ماغو ورشيد غانيمي، أو البحث عن حارس آخر، حتى وإن كان عمره أكبر من 23 سنة، بحكم أن القوانين تسمح لجميع المنتخبات المؤهلة إلى الأولمبياد، الاستفادة من ثلاثة لاعبين تفوق أعمارهم 23 سنة. إنجاز: عيسى الكامحي وصلاح الدين محسن

كرونولوجيا تتويج تاريخي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البدوي تنسحب من "إنستغرام"

قانون‭ ‬الجبل‭... ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬العدالة‭ ‬المجالية

مقالات ذات صلة