تسببت موجة الحر التي ضربت منطقة دكالة عامة، قبل عيد الأضحى الماضي، المصحوبة برياح الشركي، في خسارة فادحة لفلاحي إقليمي سيدي بنور والجديدة. وكبدت منتجي العنب الدكالي والبطيخ بنوعيه الأحمر والأصفر بسيدي بنور والزمامرة وبني هلال وبولعوان ومتوح وأولاد افرج، خسارة كبرى، إذ أتت على المنتوج السنوي، مما زاد من حدة الضرر الناتج عن انقطاع مياه السقي. يومان من الحرارة المفرطة المصحوبة برياح ملتهبة قادمة من الشمال ما يسمى "الشركي"، كانت كافية للإجهاز على حقول العنب الدكالي والبطيخ والخضروات الصيفية (الفلفل والباذنجال والطمامطم والخيار) والذرة الموجهة للصولجة، المزروعة بسهل دكالة المنهك، بعد منعه من مياه السقي، مما ينبئ بعواقب وخيمة في الأيام القليلة المقبلة. وجعلت هذه الحرارة الفلاحين بإقليم سيدي بنور والجديدة يقفون حائرين، واضعين أيديهم على قلوبهم، سيما أن منتوج التين على الأبواب. "كان لارتفاع موجة الحر خلال الأسبوع الماضي، أثر سلبي على المنتوج الفلاحي، إذ سجلنا ضررا كبيرا جراء ارتفاع درجة الحرارة، التي تراوحت ما بين 43 درجة و46 مصحوبة برياح الشركي، التي أثرت سلبا على حقول العنب الدكالي المرفوع عن الأرض بواسطة أعمدة"، يقول إبراهيم زوزو، فلاح ومنتج للعنب الدكالي والتين ببولعوان. وأضاف زوزو، أن نسبة الضرر، تراوحت ما بين 50 في المائة و80، مما ينبئ بخسارة فادحة، ستنضاف إلى خسارة الفلاحين في مجال الحبوب والذرة والشمندر، الذي تأثر جراء قلة الأمطار وقطع مياه السقي عنه في فترة نضجه. وعبر عدد كبير من الفلاحين والمنتجين عن امتعاضهم بسبب الضرر الكبير الذي حل بمختلف المزروعات، والتمسوا من الغرفة الفلاحية بجهة البيضاء سطات، التدخل لدى وزارة الفلاحة والصيد البحري للتنقل إلى المكان للوقوف على حجم الضرر، وتخصيص إعانة وتعويض مادي لهم للتخفيف من معاناتهم، لتجاوز محنتهم الناتجة عن تراكم ديون تجار البذور والأدوية والمبيدات الحشرية، الخاصة بالعنب الدكالي والبطيخ الأحمر. وقال مسؤول بالمديرية الجهوية للفلاحة إن الإدارة أبلغت وزارة الفلاحة والصيد البحري بحجم الضرر، الذي لحق منطقة دكالة، المعروفة بإنتاجها للعنب والبطيخ والخضروات الموسمية، وأنها تنتظر ما ستقرره في الأيام المقبلة، معترفا في الوقت ذاته، بتكبد الفلاحين خسارة كبيرة، إذ أتت الحرارة على منتوجهم بنسبة كبيرة جدا. وأضاف أن المديرية الجهوية للفلاحة بصدد تنزيل البرنامج الحكومي القاضي باتخاذ إجراءات صارمة، في ما يخص توزيع الأعلاف (الشعير المدعم على الخصوص بكميات وفيرة) وتخصيص صهاريج للماء للمناطق المتضررة بشكل مباشر من الجفاف. وانضافت آثار موجة الحر إلى تبعات الجفاف، الذي أثر بشكل مباشر على الزراعات الخريفية، سيما الحبوب، إضافة إلى التأثيرات السلبية، التي واكبت فترة انتشار وباء كورونا، والتي ما زالت تداعياته مستمرة إلى اليوم، المتمثلة في ارتفاع الأسعار (البنزين والنقل والأدوية والمبيدات الحشرية) ونضوب مياه الآبار، مما أثر على تكلفة الإنتاج، وجعل الفلاحين المنتجين للحليب واللحوم الحمراء والخضروات والدواجن، عاجزين عن مواجهتها. أحمد ذو الرشاد (سيدي بنور)