طنجة تتزين لعشاقها

بنية سياحية متنوعة بها فنادق مصنفة وشقق ومنتجعات بعد أن طوى العالم بشكل نهائي صفحة وباء كورونا المستجد، وعادت الحياة إلى طبيعتها، استأنف الفاعلون في قطاع السياحة بطنجة عملهم بطريقة اعتيادية، وعبؤوا كل إمكانياتهم وطاقاتهم لإبراز المؤهلات السياحية الغنية والمتنوعة للمدينة، لاستقطاب أكبر عدد من السياح، وتحفيز السياحة الداخلية على الخصوص، باعتبارها عاملا مؤثرا في دوران عجلة الاقتصاد المحلي. فمنذ الإعلان عن انطلاق موسم الاصطياف لسنة 2023، دخلت طنجة، في سباق مع الزمن استعدادا لاستقبال عشاقها المخلصين، وشرعت كل القطاعات المعنية، بما فيها الوحدات الفندقية ووكالات الأسفار والنقل السياحي وتأجير السيارات، بشكل مبكر في استعداداتها من أجل تنظيم موسم صيفي آمن وناجح، وعملت على رفع مستوى تعبئتها ومواردها البشرية تحسبا لأي ارتفاع مفاجئ في الطلب على الإقامة، سيما أنه في صيف السنة الماضية، شهدت فنادق المدينة بمختلف مستوياتها والمنتجعات السياحية والشقق المفروشة ارتفاعا قويا في عدد زوار المدينة، سواء من قبل السياح الأجانب أو الوافدين في إطار السياحة الداخلية، حيث تراوحت نسبة الملء ما بين 90 و100 في المائة، إلا أن المدينة بتجهيزاتها وبنياتها التحتية تمكنت من استيعاب تلك الأعداد الغفيرة دون حدوث مشاكل تذكر. متعة الاصطياف والاستجمام يتجلى سحر مدينة البوغاز في أنها مدينة البحرين، إذ تتوفر على واجهتين بحريتين بطول ستة عشر كيلومترا تقريبا، وبوسع عشاقها أن يسبحوا صباحا بالمحيط الأطلسي، وبعد الزوال بالبحر الأبيض المتوسط، ويستمتعوا بشواطئ ساحرة ذات رمال ذهبية ومياه صافية تمتد على الساحل المتوسطي مرورا بشاطئ الغندوري، المتصل بالشاطئ البلدي، إلى القصر الصغير نقطة الحدود ما بين ولايتي طنجة وتطوان، وأخرى على الأطلسي من شاطئ أشقار إلى أصيلة عبر شواطئ سيدي قاسم والغابة الدبلوماسية، وهذا ما يعطي الزوار متعة تتجلى في إمكانية تغيير أماكن الاستجمام، ويضفي على عطلة الصيف نكهة ذات طعم خاص. ومن بين الشواطئ المتوسطية الساحرة التي تستحق الزيارة نجد شاطئ "سيدي قنقوش"، الذي يقع على بعد 15 كيلومترا شرقا في اتجاه الميناء المتوسطي، والوصول إليه يتم عبر طريق ساحلية جبلية مكسوة بالأشجار، إذ يقصده خلال فصل الصيف آلاف المصطافين الذين يأتون من كل صوب من أجل السباحة والاستجمام أو لممارسة هوايتهم المفضلة في صيد السمك، حيث يرتاح العقل والجسد ويصبح المزاج رائقا. ويعد شاطئ "باقاسم"، الواقع على المحيط الأطلسي غرب المدينة، واحدا من أجمل شواطئ طنجة نظرا لأنه الوحيد الذي تلتقي فيه مياه شاطئي البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، إلى جانب أنه فضاء لممارسة العديد من الأنشطة والرياضات المائية كصيد الأسماك والسباحة والتزلج والغوص لمشاهدة الشعب المرجانية والمخلوقات البحرية المتنوعة، بالإضافة إلى أنه يطل على مغارة كهف هرقل الشهيرة، التي تحظى باهتمام كبير من قبل زوار المدينة وتجعل من زيارتهم للشاطئ ذكرى لا تنسى أبدا. فنادق ومنتجعات... ميزة تنافسية تتوفر طنجة على بنية تحتية سياحية هائلة تختلف حسب الاختيارات وتتناسب مع جميع الميزانيات، بما في ذلك الفنادق المصنفة والمنتجعات السياحية والشقق المفروشة، ما يجعل عاصمة البوغاز وجهة سياحية تتوفر على كل المقومات، وتعطي صورة نحو الاتجاه الراقي الذي يجلب سياحا من مختلف دول العالم. وتؤكد كل المعطيات أن الوصول إلى هذا المستوى من الحضور السياحي يعكس جودة العرض والخدمات السياحية التي تقدمها المدينة لزوارها، إذ تتوفر طنجة على 120 وحدة فندقية، وعن أزيد من 8 آلاف غرفة وأكثر من 18 ألف سرير، وهي أرقام تؤكد نجاح البرامج التي أنجزها أرباب وحدات الإيواء السياحي في إطار الدعم المالي الذي قدمته الدولة لفائدة القطاع، ويقدر بمليار درهم، إذ يمكن الجزم بأن البنيات التحتية السياحية بطنجة أصبحت قادرة على كسب الرهان وإعادة هذا القطاع الاقتصادي الحيوي لبريقه وسابق عهده. المختار الرمشي (طنجة)

طنجة تتزين لعشاقها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحت الدف

السياحة الداخلية... فرص الانتعاش

مقالات ذات صلة