صدر حديثا للفنان والمخرج والباحث المسرحي أنور حساني كتاب نظري بعنوان "مراحل إنجاز عمل مسرحي". حاول أنوار حساني في هذا الكتاب رصد العلاقة التي يتم بموجبها الانتقال من الكتابة النصية إلى الكتابة الركحية، وما يتطلبه هذا الانتقال من شروط تقنية وفنية وجمالية، محاولا ربطه بعملية التلقي لدى الجمهور، مؤكدا بذلك تلك الطبيعة النوعية التي يتسم بها العمل المسرحي مقارنة مع غيره من الأعمال الفنية والإبداعية، والذي يتميز بأنه يتشكل من نصوص متعددة ومتباينة، مثل النص الدرامي والنص السينوغرافي ونص العرض ونص الجمهور/ المتلقي، وما يختزنه كل نص من هذه النصوص من دلائل وعلامات ورموز، يتداخل فيها ما هو لغوي بما هو غير لغوي، وما هو إدراكي بما هو فكري وأيديولوجي، ولعل هذا التعدد هو الذي وسم العمل المسرحي بخاصية المفارقة التي تجعل منه نسقا فنيا يحتضن أبعادا ومستويات متعددة ومتباينة. كما أكد أنوار حساني في هذا الكتاب أن العمل المسرحي لا يعتبر مجرد ترجمة بصرية حرفية للنص الدرامي، بقدر ما يعتبر تحققا فعليا للمسرح، ينطلق فيه المخرج من مجموعة من الاعتبارات التي تحتم عليه ربط النص الدرامي بالعرض المسرحي والإلمام بجميع التقنيات المسرحية، التي يشترط فيها المرور من الكتابة الدرامية إلى الكتابتين السينوغرافية والإخراج، بشكل يحقق مفهوم التمسرح الذي يعتبر السمة المميزة للعمل المسرحي الحقيقي وعبارة وجيزة ومختصرة. ع. م