ســـوق مديـــونـــة… العيد للـــجــميــع

فضاء منظم يقطع مع العشوائية ويوفر أضاحي لمختلف الشرائح الاجتماعية يستمر سوق مديونة لبيع أكباش العيد في تقديم خدماته لزواره من سكان البيضاء والضواحي، الراغبين في اقتناء الأضحية في ظروف مناسبة، وأنهى معاناة مواطنين مع الشك والريبة اللذين ينتاباهم بخصوص جودة الأضحية، إذ يوفر فضاءات مخصصة لـ "الكسابة" العارضين، وخدمات الحراسة والنقل والمرافق الصحية وغيرها من الامتيازات، التي لم تكن في متناول الباعة والزبائن في الفضاءات التقليدية في السنوات الماضية. يقع السوق بتراب مديونة بالبيضاء، ويمتد على مساحة تقارب ملعب كرة قدم، ويوفر مجموعة من الفضاءات، فبالإضافة إلى أماكن خاصة بكل عارض، هناك موقف للسيارات ودورات المياه، ناهيك عن مقاه تقليدية من أجل خدمة الزوار والعارضين، إضافة إلى عدد من الحراس، الذين يقفون في بوابة السوق لمراقبة كل صغيرة وكبيرة، ويسهرون على أمن ممتلكات العارضين في الليل. جودة ووفرة كما هو الأمر لمختلف السلع في الأسواق المغربية، لا يوجد نقص في الأضاحي، سواء تعلق الأمر بالجودة أو الوفرة، فرغم أن الأسعار مرتفعة مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أن هذا العامل لم يؤثر على العرض، إذ عاينت "الصباح" في الجولة التي قادتها إلى سوق مديونة، وفرة كبيرة في الأكباش من مختلف السلالات والأحجام، باستثناء الماعز والعجلات، التي لم تكن بالوفرة الكافية، لكن من الواضح أن الزبائن لا يبالون بها بدورهم. رغم توالي سنوات الجفاف إلا أن مربي الماشية، حافظوا على السلالات المغربية ، وتسيطر سلالة "الصردي" على السوق، باعتبارها النوع المفضل للموظفين والفئات المتوسطة، التي تولي اهتماما لشكل الأضحية، إذ تتميز هذه السلالة بقرون طويلة وصدر خال من الصوف، ووقفة مهيبة، ما يجعله مغريا للزبون بمجرد الرؤية. وتوجد سلالات أخرى بالسوق، من قبيل الكبش الإسباني، الذي رغم انخفاض سعره مقارنة بالسلالات الأخرى، يكتفي الزبون بمعاينته من بعيد لثوان قبل الإنصراف نحو سلالات أكثر إغراء، وتوجد أيضا سلالة "تمحضيت" وهو النوع المعروف باللون البني الذي يغطي كامل الوجه والرقبة، إضافة إلى سلالة "أبي الجعد" والتي تتميز بلون صوفها الذي يميل إلى الأصفر، ويكون قصيرا نوعا ما مقارنة بالصردي، ولا توجد في وجهه ألوان أو علامات مميزة، وتوجد في السوق سلالات أخرى من قبيل "بني كيل" القادمة من الأقاليم الشرقية، وسلالة "الدمان". أسعار "مناسبة" لم تسلم الأضاحي بدورها من موجة الغلاء التي مست مختلف السلع عبر العالم، إذ يمكن القول إن السوق شهدت صعودا بهامش يقدره المهنيون ما بين 500 درهم و 1500، حسب النوع والحجم، لكن بالمقابل لم يؤثر هذا الارتفاع على حركة البيع والشراء، إذ هناك إقبال على الأضاحي، وكل شخص يقصد الأضحية التي تناسب إمكانياته المالية. توجد بالسوق أضاح يفوق سعرها 7 آلاف درهم، وهناك نسبة كبيرة وهي الغالبة على السوق يتراوح سعرها ما بين 3500 درهم و5500، وهناك أيضا أضاح لا يتجاوز سعرها 1500 درهم، وهناك أخرى يتراوح سعرها ما بين 2000 درهم و3000، وهو أهم ما يميز السوق، إذ توفر أضاحي تناسب ميزانية مختلف الشرائح الاجتماعية، ومختلف الأذواق، فإذا كان الشخص فقيرا سيجد ضالته، وإذ كان من الفئات المتوسطة أو الغنية فسيجد أيضا ما يبحث عنه، وما يلبي حاجته. عصام الناصيري

ســـوق مديـــونـــة… العيد للـــجــميــع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فندق الخروف... ملاذ الأسر

تأييد عقوبة عميد ممتاز ومديرة بنك بتزنيت

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات