تزكيات انتخابية على السرير

أحزاب وضعت معايير أغلقت الباب على من تريد الترقي بجميع الوسائل أغلقت الأحزاب السياسية الباب على المناورات التي حيكت في جنح الظلام للحصول على التزكيات في مختلف الاستحقاقات الانتخابية، وبأي طريقة، والتي تخالف القوانين الصارمة الجاري بها العمل، بعد أن سعت بعض «المناضلات» إلى الوصول بجميع الطرق بما فيها عرض خدمات جنسية. وضحت أحزاب بدوائر لم تتمكن من تغطيتها بسبب قلة الموارد البشرية لديها ولم تلجأ لخدمات نساء منهن من طلبت أموالا للتنافس الانتخابي وبالملايين، وأخريات على قلتهن، اقترحن الجنس مقابل التزكية، وهو ما رفضه زعماء وقادة الأحزاب الذين فضلوا أولا المناضلات، وذوات الكفاءة واللواتي أثبتن جدارتهن في الدفاع عن مبادئ الأحزاب والترافع حول القضايا التي تثير اهتمام الرأي العام الوطني. قلة من النساء، محسوبات على رؤوس الأصابع، من تسربن إلى الحقل السياسي بفعل العلاقات التي يمكن أن توصف ب»المشبوهة»، يعني «الصاحبات»، ولا يظهرن في الغالب الأعم، مقارنة بآلاف المناضلات والمتوفرات على الكفاءة المهنية والخطابية بحكم تملك التجربة في العمل السياسي الحزبي على مدى عشرات السنين، وتتبع التجمعات الخطابية، وجلسات البرلمان. بالمقابل، تستعر الحرب بين زعماء الأحزاب من خلال استقطاب الكائنات الانتخابية التي تحقق الفوز الانتخابي، وتضمنه بأي رمز حزبي، لكي يؤهلها لتشكيل الأغلبية، ما جعل البعض منهم يجري مفاوضات «سرية» لضمان الفوز على الأقل ب 50 مقعدا بسهولة، وترك الباقي للمناضلين والكفاءات لحسمها بالعمل الميداني، والبرامج القابلة للتنفيذ عبر إقناع الناخبين. وبغض النظر عن وجود الكفاءات من كلا الجنسين، والمناضلين والمناضلات، والمقربين من الأسر الممولة للأحزاب وبعضها من الذين يتبعون آباءهم وأمهاتهم بقناعة وهو حق مشروع لهم، توجد أيضا كائنات انتخابية. وحسب منظور سوسيولوجي، تتشكل الكائنات الانتخابية من ثلاثة أصناف تحقق الفوز بطرق أو أخرى، وصنف رابع، يدخل في خانة تقديم خدمات جنسية مقابل التزكية أو الترقي الحزبي، لم يتطور بعد ولم يصل إلى وصفه بالظاهرة، لأنه ما زال في المهد وقليل العدد لا يتجاوز رؤوس أصابع اليد الواحدة. يتجلى الصنف الأول في الأعيان الذين يعوضون الدولة في تقديم الخدمات إلى المواطنين، ولعب دور الوساطة لحل المشاكل القائمة والتوسط لدى المسؤولين في المدن الكبرى لتحقيق خدمة لسكان المنطقة، سواء بإيجاد سرير بمستشفى أو تسريع إجراء عملية جراحية، أو ضمان الحصول على قرض بنكي، أو إيجاد مقر سكني لطالب في حي جامعي، أو منحة جامعية، أو التوسط لإيجاد عمل وظيفي بالمجالس الترابية، أو في البرلمان، وهؤلاء الأعيان يتوفرون على مكتب في دوائرهم، ويشغلون موظفين ولهم علاقات طيبة مع السلطات المحلية والولائية ومع كافة المسؤولين، ومنهم المشتغل بعرق جبينه وكون ثروة خاصة به، ومنهم من استفاد من ثغرات في القانون وحقق استفادة مادية، أو استعمل طرقا تدليسية واستفاد من الفساد. فيما يدافع الصنف الثاني من هؤلاء الأعيان من الكائنات الانتخابية عن مصلحتهم الشخصية، وهم خطر على الدولة، لأنهم يحولون مشاريع تنموية لحسابهم الشخصي، مع تقديم مساعدات مالية لقرابة ألفي شخص يعيلون أسرا مشكلة من خمسة أفراد، يضمنون بواسطتهم مقعدا انتخابيا، ويدعون أنهم يحمون الدولة من خطر داهم والحقيقة أنهم يتسببون في ارتفاع حدة الاحتجاجات في عشرات القرى وضواحي المدن. أما الصنف الثالث من هؤلاء الكائنات، يطلق عليهم «مالين شكاير» من الذين درسوا أو لديهم شهادات عليا، أو الأميين الرحل المتنقلين بين الأحزاب، الذين يوزعون المال المشروع وغير المشروع، لشراء أصوات آلاف المهمشين في ضواحي المدن، قصد ولوج البرلمان الذي يعتبرونه وسيلة تقربهم من الوزراء قصد التعرف على كبار المسؤولين بمختلف القطاعات، لتحصيل صفقات عمومية، وهم بدورهم يشكلون خطرا على الدولة، لأنهم لا يقدمون أي حلول أثناء وقوع الأزمات كما حصل مع جائحة كورونا، إذ سحبوا أموالهم من البنوك ، ووضعوها في صناديق حديدية بفيلاتهم. أما الصنف الرابع وقليل جدا فهو من جنس الإناث الساعي لدخول المعترك بطرق غير أخلاقية، وهو مستبعد من الأحزاب إلا القلة القليلة التي تدخل في إطار علاقة «الصاحبات» والتي لم تتحول بعد إلى ظاهرة تستحق الدراسة، بسبب رفض المشاركين في العمل السياسي هذا النوع من الكائنات. أحمد الأرقام

تزكيات انتخابية على السرير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سلطـة للابتـزاز

مسكوت عنه في الرياضة

مقالات ذات صلة