اعتبر مهدي علوي أمراني، مختص في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري النسقي ل"الصباح"، أن التعاطف صفة إيجابية، لكن المبالغة فيها تكون لها تأثيرات سلبية. وأكد علوي أمراني أن التعاطف مع أشخاص يعانون مشاكل أو صدمات معينة، مثل موت شخص ما أو أزمات مالية أو أمر مهم، يساعد الطرف المعني بالأمر على الرفع من معنوياته وتجاوزه بشكل تدريجي ما يواجهه. وقال علوي أمراني إن من يتصفون بالتعاطف المفرط مع الغير في مواقف معينة تزداد معاناتهم النفسية، إذ لا يستطيعون الخروج من دائرة الألم والحزن، مضيفا "هذا يحدث نوعا من البلوكاج النفسي بالنسبة إلى فئة من الأشخاص الذين لا يملكون القدرة على التحكم بشكل إيجابي تجاه مشاعرهم نحو الغير". وكلما تطور الإحساس بالتعاطف المفرط مع الغير تزداد معاناة الشخص، الذي يجد صعوبة في المرور من مرحلة الصدمة إلى مرحلة تقبلها، يقول علوي أمراني، مؤكدا أن الأمر لا يقتصر على هذا فحسب، بل يجعله لا يفكر في شيء آخر سوى مشاكل أو أزمات سواء كان قريبا من العائلة أو صديقا مقربا. وغالبا ما تكون أسباب الإحساس بالتعاطف المفرط، حسب علوي أمراني، خوف الشخص من مواجهة المصير نفسه لصديق أو قريب، مثلا الموت أو الإصابة بمرض معين أو أزمة معينة. ونتيجة التعاطف المفرط تجاه مواقف معينة يهمل الشخص كثيرا من واجباته في مختلف المجالات، إذ يلاحظ من حوله تغيرا على سلوكاته. ودعا علوي أمراني هذه الفئة من الأشخاص إلى النظر بتفاؤل إلى المستقبل ومحاولة تجاوز الإحساس المبالغ فيه، مشيرا إلى أنه كلما استغرق وقتا طويلا كان من الضروري استشارة اختصاصي من أجل تقديم المساعدة. أ. ك