الإصدار يضع الصحافة الورقية والإلكترونية تحت مجهر التشريح السوسيولوجي شهدت الدورة 28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب حفل توقيع كتاب الصحافي والباحث في علم الاجتماع أحمد الأرقام، بعنوان "دور وسائل الإعلام في صناعة الرأي العام، الصحافة الورقية والإلكترونية أنموذجا" (دراسة سوسيولوجية)، صادر عن "دار الوطن". ويفكك الكتاب الذي يحتوي على 456 صفحة من الحجم الكبير، بنية صناعة الرأي العام لدى الصحافة الورقية والإلكترونية من الناحية السوسيولوجية، وعلاقتها بسلط أخرى تسعى إلى أن تكون بدورها حاضرة في توجيه مستهلكي الصحف والتأثير عليهم. ويركز الكتاب على الكيفية التي يتمثل فيها الصحافي دوره صانعا للرأي العام، من خلال علاقته داخل مؤسسته وخطها التحريري، وإكراهات العمل المهني، وتعرضه للمساومة، وموقفه من القضايا التي يشتغل عليها في جميع المجالات. ومن جهة أخرى، يحلل الكتاب كيفية تمثل القراء مستهلكي الصحافة لعملية صناعة الرأي العام التي تشبه إلى حد ما عملية "محاكمة" رمزية يقوم بها القراء إزاء ما يشتغل عليه الصحافي. واعتمد المؤلف في كتابه الذي يعد ثمرة بحثه لنيل شهادة الدكتوراه، على آليات تقنية تستعمل في علم الاجتماع وتهم الاستمارة، والمقابلة، والملاحظة في توليف منهجي لاستخراج المعطيات وقراءتها في علاقة الذاتي بالموضوعي. ويجيب الكتاب عن إشكالية العلاقة القائمة بين الصحافة الورقية والإلكترونية وصناعة الرأي العام، قابلة للاختبار التجريبي، على مرحلتين. الأولى انطلاقا من السؤال المركزي، هل يسهم الصحافي المغربي في صناعة "رأي عام" من خلال مقالاته المنشورة في مؤسسته الإعلامية؟، وكيف يصنع هذا الرأي العام؟ وتفسير علاقة الصحافي بمصادره، والإكراهات التي يتعرض لها، تصل إلى الإغراءات والمساومة لإنتاج عمل صحافي للتأثير على القراء، وخوض المعارك للمحافظة على استقلاليته، والإجابة عن سؤال ما هو تمثل الصحافي لهذه الاستقلالية في علاقته بباقي السلط القائمة، في مواجهة جماعات الضغط؟ وفي المرحلة الثانية تتم الإجابة عن سؤال مركزي، كيف يتفاعل القراء مع الصحافيين؟ وهل يؤثرون فيهم؟ وعلى أي مستوى يقع هذا التأثير، هل بتوجيه اختياراتهم لشراء مادة استهلاكية، أو التصويت في الانتخابات؟ وهل فعلا يوجهونهم لاتخاذ القرارات المناسبة؟ أم العكس صحيح؟ وماهي المواضيع الجذابة بالنسبة إليهم؟ وهل يعتقد القراء أن الصحافيين يصنعون فعلا رأيا عاما أم يمارسون التضليل؟ إ.ر