لجنة الخارجية بمجلس النواب أجلت مناقشة الاتفاقية الدولية بعد اشتداد النقاش بين برلمانيين ورطت حكومة سعد الدين العثماني، الحكومة الحالية حينما صادقت على اتفاقية متعددة الأطراف مع مجموعة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، في 25 يونيو 2019، وقدمت بخصوصها المرسوم رقم 2.18117 الرامي إلى سن أحكام انتقالية في شأن التبادل الآلي للمعلومات لأغراض جبائية. وحسب كواليس البرلمان، روج مسؤولون أن هذه الاتفاقية الدولية الموقعة من قبل حكومة العثماني، تهدف إلى محاربة "غسل الأموال" وشبكات الاتجار الدولي في المخدرات، وتجفيف منابع الإرهاب، وإخراج المغرب من المنطقة الرمادية، قصد تشديد المراقبة على تدفق الأموال وشراء الممتلكات، وملاحقة كل من خرق القانون، بمتابعته قضائيا. واتضح أن الهدف من هذه الاتفاقية التي بموجبها تخبر البنوك الأوربية بممتلكات وحسابات المهاجرين بالمغرب، هو "تكشاط مغاربة العالم" على حد تعبير بعضهم من الذين اتصلوا بـ "الصباح"، مؤكدين أن هذه الاتفاقية تهدد أزيد من 6 ملايين مغربي بالسجن، لعدم أدائهم مستحقات إدارات الضرائب في بلدان الإقامة، وستفرض عليهم غرامات ثقيلة تتجاوز 100 في المائة من قيمة كل تحويل مالي بنكي إلى المغرب، أو شراء عقار على مدى عشرات السنين. وأكد مغاربة العالم أن الاتفاقية الدولية، تهدد أيضا المستفيدين من السكن الاجتماعي، والحاصلين على التعويض عن البطالة، والتغطية الصحية الإجبارية ببلدان الإقامة، بالمتابعة القضائية بتهم الغش وتقديم بيانات مغلوطة، وبذلك سيتم طردهم من سكنهم الاجتماعي وحرمانهم من كل الامتيازات التي يحصل عليها الفقراء بدون دخل في بلدان الإقامة، وستوقف أيضا أي تحويل بنكي إلى المغرب الذي ناهز السنة الماضية 100 مليار درهم. وأجلت لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج بمجلس النواب، مناقشة الاتفاقية الدولية بعد اشتداد النقاش بين البرلمانيين الذين توصلوا بتحذيرات من شبكات وجمعيات مغاربة العالم تحذرهم من مغبة الخضوع لتعليمات فرنسا التي ترفض أن تتطور بلدان مستعمراتها السابقة، داعين إلى رفض المصادقة على الاتفاقية أو دفع الحكومة إلى مراجعة بنودها بالاكتفاء بمنح المعطيات في حالة كشف حالات مشتبه في "تبييضها الأموال" عبر توفير كل الأدلة القاطعة. وقال نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي لـ "الصباح"، إن البرلمانيين طالبوا بتأجيل المصادقة على الاتفاقية لأن ذلك يشكل مخاطر كبرى على حياة مغاربة العالم. أحمد الأرقام