كتاب جديد يغوص في أعماق الريع والاحتكار والمنافسة الغائبة بالمغرب صدر للدكتور يحيى اليحياوي، كتاب جديد باللغة العربية، تحت عنوان "سوق بدون ليبرالية... مقالات في الريع والاحتكار والمنافسة بالمغرب". ويقع الكتاب الصادر عن منشورات "إفريقيا/الشرق"، في 142 صفحة، أفردها الكاتب للتساؤل عن معنى وماهية السوق، في غياب ثقافة ليبرالية، تضمن حرية الفعل وتصون الشفافية بين الفاعلين. يقول يحياوي إن إفساد المنافسة وسيادة منطق الريع في الاقتصاد المغربي، أديا إلى بروز وانتشار سلوكات لا تأتي القيمة المضافة فيها من السوق والمنافسة، وشفافية النفاذ للمعلومات، بل بالاحتكام إلى طقوس خارجية عنه تماما، تنهل من مرجعية قوامها الاحتكار، وتلغيم السوق وتحريف آلياته من لدن لوبيات اقتصادية ناعمة في مظهرها، لكنها مرتكزة في باطنها على منظومة خشنة من الولاءات، قوامها الريع واحتكار وسائل التراكم وإنتاج الثروة. الكتاب قدمه الباحث ادريس مقبول، مدير مركز ابن غازي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، الذي قال إن يحيى اليحياوي، أحد المفكرين المغاربة التنويريين الذين يستعصون في الواقع على أي تصنيف مذهبي أو إيديولوجي ضيق، نظرا لثقافته الواسعة والعابرة للحدود ولمواقفه المبدئية، الجدلية والصارمة في القضايا التي يتناولها، وهو الخبير في مجال الإعلام وهندسة المنصات، وخريج المدرسة الوطنية العليا للبريد والاتصالات والفضاء بباريس، وأحد كبار المتخصصين المميزين بتحليلاتهم في مجال الاقتصاد السياسي والإدارة الحديثة واقتصاد المعرفة. يرى مقبول أن كتاب اليحياوي الجديد يقدم حزمة من الأفكار التحليلية، التي تصلح كل واحدة منها أن تكون نواة لأطروحة أكاديمية تتسم بالجدية والعمق فضلا عن الجاذبية، فالرجل يميزه في كتاباته، التي لا تخلو من نقد متصل، حرصه على الدقة وتقديم الأدوات الضرورية لبناء الرؤية العلمية بعيدا عن أساليب الإنشاء المجاني. كما يجسد من خلال هذه الرؤى المكثفة، حصيلة خبرة بميدان الاقتصاد السياسي الذي لا يكتفي بإجراء عمليات تشريح للبرامج الاقتصادية المغشوشة، ولما يسمى بخطط التنمية الوهمية، وإنما يذهب بعيدا عبر إثارة المفارقات والأسئلة إلى بناء أفق علاجي تصحيحي، فالرجل مؤمن بأن الفكر الحي والمسؤول هو الفكر اليقظ، الذي يوجه للحلول حين يباشر عمليات التفكيك ولا يقف عند تخوم النقد. إن ما يميز عمل اليحياوي، يقول مقبول، هو شجاعته الفكرية ووقوفه في وجه توحش الليبرالية وأدواتها الريعية الفاسدة، وفي وجه الداروينية الاجتماعية. برحو بوزياني