هلال الناظور… صعود الدقائق الأخيرة

الفريق صعد إلى القسم الأول هواة بعد منافسة قوية والمدينة تنتظر حلم الملعب الكبير تمكن هلال الناظور لكرة القدم، من الصعود إلى القسم الأول هواة، بعد موسم واحد قضاه في القسم الثاني هواة. وكانت الدقائق 34 المتبقية من مباراة الفريق أمام نهضة زايو، التي لعبها الفريقان بملعب الحسن الثاني بفاس، الأربعاء الماضي، حاسمة في صعود الفريق. ولم يهدأ لمكونات الفريق بال منذ الإعلان عن استئناف المباراة، التي أوقفها الحكم في الدقيقة 56، إلا بعد التعادل الذي حققه في المباراة سالفة الذكر، بهدف لمثله، وضمان الصعود الذي كان صعبا وشاقا. وحقق المدرب محمد الأشهبي الذي خلف عبد الرحمان المساسي في تدريب الفريق إنجازا مهما، مستفيدا من الثقة التي منحت له، وكان في حجم المسؤولية، إذ قاد المجموعة للحفاظ على الصدارة، رغم قوة المنافسين، وصعوبة المباريات، خاصة أمام اتحاد ابن طيب ونهضة زايو. وتحمل الفريق الضغط، وحاول المدرب محمد الأشهبي تخفيفه عن اللاعبين الذين لعبوا كل المباريات بمعنويات مرتفعة. واحتفل لاعبو ومرافقو الفريق بتحقيق الصعود لمدة طويلة على أرضية ملعب الحسن الثاني وفي مستودعات الملابس، بعد نهاية المباراة. وكان هلال الناظور يحتاج إلى تعادل لتأكيد صعوده، لتنطلق الاحتفالات داخل وخارج الملعب بعد إعلان الحكم جلال جيد نهاية المباراة. ماض مشرق يعد هلال الناظور لكرة القدم من الأندية المغربية العريقة التي طبعت الكرة بمنطقة الشرق، ما جعل منه إحدى الدعائم التي قامت عليها كرة القدم بالمنطقة في مرحلة الثمانينات من القرن الماضي. لعب هلال الناظور لفترات طويلة بالقسم الشرفي، ونجح في الصعود إلى القسم الوطني الثاني في 1979. كما تنافس على الصعود إلى القسم الأول، وأخفق في ذلك مرتين، الأولى حين تجرع هزيمة ثقيلة في مباراة السد التي جمعته صيف 1981 بملعب الحسن الثاني بفاس، أمام النهضة القنيطرية بثلاثة أهداف لهدف واحد، والثانية بعد انهزامه بالملعب الشرفي بمكناس في 1984 أمام جمعية سلا بالضربات الترجيحية. وجاء موسم 1985 ـ 1986 ليكون موعد الصعود لأول مرة للقسم الوطني الأول، بلاعبين كانت تميزهم روح التنافس في المباريات والغيرة على الفريق والمدينة. وعاش الفريق أزهى فتراته وهو في القسم الأول ببروز العديد من اللاعبين الكبار، وقدم مباريات جيدة، بعد استقطابه لاعبين جددا. وأحرج الهلال فرقا كبيرة مثل الوداد والرجاء وجمعية الحليب والمغرب الفاسي، لكنه لم يحافظ على الاستمرارية، ليعود إلى القسم الثاني في 1989، ثم ينحدر منه إلى قسم الهواة، ليصعد من جديد إلى المجموعة الوطنية الثانية موسم 2003 2004، غير أن التسيير العشوائي الذي لازم الفريق، أدى به إلى الانحدار إلى القسم الجهوي التابع لعصبة الشرق. جماهير مؤثرة يشكل الجمهور الدعامة الأساسية لهلال الناظور، إذ يحضر للملعب البلدي في جميع المباريات المحلية، كما يعد سندا قويا للفريق في مبارياته خارج الناظور. وتتشكل الجماهير الناظورية من العديد من المحبين والعشاق، ويبقى الفصيل «فداين» الأكثر تأثيرا في المدرجات. وقادت جماهير هلال الناظور والفصيل "فداين» ثورة في الفريق، وظلت مساندة له طيلة بطولة القسم الثاني هواة. ونظم الفريق جولة بالمدينة بعد وصوله إلى مدينة الناظور، شارك فيها انصار ومحبو الفريق الذين ظلوا ينتظرون وصول الحافلة التي تقل لاعبي الفريق الذين كانوا يرقصون فرحا بالصعود. الملعب... حلم مدينة لم تعد مدرجات الملعب البلدي بالناظور التي أحدثت أخيرا كافية لاستقبال الجماهير العريضة لهلال وفتح الناظور. وبات هلال الناظور في أمس الحاجة إلى ملعب كبير يرقى إلى مستوى وحجم طموحات سكان المدينة. وفي 2017، زف خبر سعيد، بعد مصادقة أعضاء مجلس جهة الشرق على اتفاقية الشراكة الخاصة بإنجاز الملعب الرياضي الكبير بإقليم الناظور، قبل أن يتبخر هذا الحلم المؤجل. وتتضمن الاتفاقية شركاء المشروع، وهم وزارة الشباب والرياضة ووزارة الداخلية ومجلس جهة الشرق، إضافة إلى مساهمة المجلس الجماعي للعروي بالعقار الذي سيقام عليه هذا المشروع الذي تصل مساحته 24 هكتارا. أهداف هلال وعبيسي توج اللاعبان زكريا هلال وعبد الصمد عبيسي هدافين لهلال الناظور، في الموسم المنتهي، إذ يعدان من المساهمين في الصعود إلى القسم الأول هواة، إلى جانب الحارس إلياس براهمي، ومحسن بنقوضاض، وصلاح الدين حسايني، ومحمد بوحموم، وأيوب زاهر القادم من النادي القنيطري، وحمزة أضرضور من أمل العروي، وفاضل العلوي من أولمبيك وزان، ويوسف هواجي، وياسين هنو، وعثمان سويدي، وأيوب التيجاري، وياسين الطاهري القادم من حسنية الناظور، وأيوب الكنفاوي، ومحمد الماحي من وفاق زغنغن. واعتلى هلال الناظور الصدارة ب 68 نقطة، جمعها من 20 فوزا وثمانية تعادلات وهزيمتين. وسجل هجومه 48 هدفا، ولم تتلق شباكه سوى ستة أهداف. وأنهى الموسم متقدما بفارق ثلاث نقاط عن نهضة زايو. الاستقرار الإداري ساهم الاستقرار الإداري في صعود هلال الناظور إلى بطولة القسم الأول هواة، بقيادة الرئيس محمد مجعيط، الذي يقود الفريق منذ الموسم الماضي، إذ نجح الفريق في الصعود من العصبة إلى القسم الثاني ثم الأول هواة، إضافة إلى انسجام المكتب المسير الذي يشتغل خدمة لمصالح الفريق الذي يعيش طفرة كروية، محاولة من الرئيس في قيادة الفريق لاستعادة أمجاده والعودة إلى الأقسام التي انحدر منها. ولم يدخر مجعيط أي جهد في دعم ومساندة المجموعة من خلال التدبير المادي، والسخاء في صرف منح الفوز والتعادل خارج الميدان وتسديد الرواتب الشهرية ومنح المباريات في حينها، رغم ضعف الموارد التي لم تقف حجر عثرة في وجه كل الفعاليات التي أعادت البسمة لمدينة الناظور مرة أخرى بسبب السنوات السبع العجاف التي قضاها النادي في بطولة العصبة. الأشهبي: الإنجاز ليس صدفة قال محمد الأشهبي مدرب الفريق، إنه مسرور للإنجاز الذي تحقق، معتبرا صعود الفريق كان مستحقا، ولم يكن وليد الصدفة، بل جاء بعد مجهودات الجميع، ولم يحصل عليه الفريق إلا بعد التعادل في ماتبقى من مباراته المتوقفة أمام نهضة زايو. وأضاف الأشهبي في تصريح ل "الصباح»، أن هلال الناظور راكم نتائج إيجابية داخل وخارج الميدان، بقيادة مكتب مسير يرأسه محمد مجعيط الذي وفر كل الشروط والظروف والإمكانيات التي يتطلبها تحقيق مثل هذا الإنجاز، إلى جانب اللاعبين الذين اجتهدوا ولعبوا دون ضغط، وطبقوا التعليمات، وآمنوا بالصعود إلى غاية الدقائق التي لعبها الفريق بملعب الحسن الثاني بفاس، بالإضافة إلى الأطر التقنية المساعدة والجماهير. وتابع "منحنا فرحة مستحقة لسكان مدينة الناظور وجمهور النادي الذي دعم وساند اللاعبين، وكانت لديهم ثقة كبيرة في المجموعة التي حققت الصعود، بفضل النتائج المحققة، والظهور بصورة جيدة في كل المباريات، وامتلاك اللاعبين لشخصية قوية داخل وخارج الميدان، لذا فإن الصعود مستحق في موسم طغت عليه المنافسة والندية حتى الدورة الأخيرة». وأضاف الأشهبي أن الصعود ساهم فيه المكتب المسير والطاقم التقني واللاعبين وأيضا الجماهير التي كانت سندا حقيقيا في المباريات داخل وخارج الميدان. إنجاز: جمال الفكيكي (الحسيمة)

هلال الناظور… صعود الدقائق الأخيرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

القاضي الحطاب... عاشق القراءة

الناشرون يلجؤون إلى القضاء لإنصاف ناصر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات