طرد الجماني وتجميد عضوية ثلاثة برلمانيين في انتظار الإحالة على الأخلاقيات ضرب زلزال تنظيمي حزب الأصالة والمعاصرة، خلال انعقاد اجتماع المكتب السياسي في الرباط، مساء أول أمس (الأربعاء)، برئاسة عبد اللطيف وهبي، بعد غياب طويل. وتسربت معلومات على هامش الاجتماع نفسه، دون أن يؤكدها أو ينفيها أي قيادي في الحزب نفسه، بمن فيهم عبد اللطيف وهبي، الأمين العام للحزب، تفيد أن المكتب السياسي اتخذ قرارات تنظيمية مزلزلة، أبرزها طرد النائب البرلماني محمد سالم الجماني، عن الدائرة التشريعية العيون. ويسود غموض كبير بخصوص الأسباب التي دفعت بالمكتب السياسي لـ "البام" إلى إشهار الورقة الحمراء في وجه محمد سالم الجماني، القطب الصحراوي، وعضو لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج. وشككت مصادر مقربة في الفريق النيابي للحزب نفسه، في حصر سبب طرد الجماني في عدم أدائه الواجبات الشهرية للفريق، وقالت إن السبب أكبر من ذلك، وإن الأيام المقبلة كفيلة بالكشف عن السبب الحقيقي وراء تلقيه البطاقة الحمراء. وقالت المصادر نفسها إن "قرار طرد الجماني من الأصالة والمعاصرة، بمثابة هدية للقطب الصحراوي الآخر، حمدي ولد الرشيد، منافسه الانتخابي الشرس بالعيون، وستكون له تبعات تنظيمية". ولم يكتف المكتب السياسي لـ "البام" بطرد الجماني، بل جمد عضوية ثلاثة برلمانيين بسبب إخلالهم بالواجبات المالية تجاه الحزب، وغيابهم المستمر عن المؤسسة التشريعية، ويتعلق الأمر بربيع الهرامي، عن دائرة سطات، وحسن بالمقدم، عن دائرة مولاي يعقوب، والمستشار البرلماني محمد مكنيف، المتحدر من الجهة الشرقية. واستنادا إلى مصدر مقرب من المكتب السياسي، فإن قرار الطرد وتجميد العضوية الصادر في حق البرلمانيين المذكورين، حصل نتيجة إخلالهم بالالتزامات المالية التي يفرضها الحزب على نواب فريقه، والمحددة في ثلاثة آلاف درهم شهريا، وهو الأمر الذي يرفض البرلمانيون المشمولون بقرار التجميد الالتزام به، فضلا عن الغيابات الطويلة للبعض منهم عن البرلمان. ولم تستبعد المصادر نفسها أن يتطور قرار "التجميد" إلى الطرد، بعد إحالة ملفهم على لجنة الأخلاقيات قصد دراسته، واتخاذ ما يلزم من قرارات صارمة، في ظرف لا يتعدى عشرة أيام. وفي سياق القضايا التنظيمية للحزب، وبعد الاطلاع على تقارير تنظيمية جديدة تهم آخر التدابير لعقد المؤتمرات الجهوية للحزب، سيما بجهات البيضاء سطات، ومراكش آسفي، والشرق، ودرعة تافيلالت، وقف المكتب السياسي على "النجاحات التي عرفها المؤتمر الوطني لمنظمة نساء الأصالة والمعاصرة المنعقد ببوزنيقة يومي 19 و20 ماي الجاري، والذي أظهر المستوى الفكري والسياسي الراقي لمناضلاتنا بمختلف جهات المملكة، وأفرز وثائق غنية تعكس روح النقاشات العالية التي عاشتها لجان وورشات المؤتمر، وأسفر عن قيادة جديدة رئاسة ومجلسا وطنيا ومكتبا تنفيذيا، يضم تمثيليات جميع جهات المملكة". ودعا المكتب السياسي شبابه إلى مواصلة التحضير لمؤتمرهم الوطني، والمزيد من الالتفاف حول المشروع الديمقراطي المجتمعي للحزب والتجسيد التام للمبادئ التأسيسية. عبد الله الكوزي