استئنافية باريس أدانت ساركوزي بالسجن ثلاث سنوات والدفاع يلجأ إلى النقض أيدت محكمة استئناف باريس، أمس (الأربعاء)، الحكم الابتدائي الصادر في حق نيكولا ساركوزي، رئيس الدولة الفرنسي السابق، بالسجن ثلاث سنوات، واحدة منها مع النفاذ يوضع خلالها تحت المراقبة مع سوار إلكتروني، بعد إدانته بالفساد واستغلال النفوذ، في خطوة غير مسبوقة لرئيس فرنسي سابق. ويأتي هذا الحكم، ليؤكد المسار الذي انحدرت إليه الجمهورية الفرنسية، في العقود الأخيرة، وتورط مسؤولي الإليزي، في العديد من قضايا الفساد، والشبهات التي تسائل المبادئ التي قامت عليها الجمهورية، وتكشف عورة المسؤولين الفرنسيين الذين يدبرون شؤون الجمهورية، والتي هوت إلى الحظيظ، بفعل تورط مسؤولين فرنسيين في فضائح وصلت تداعياتها إلى القضاء الفرنسي والبرلمان الأوربي. وجاء تأييد الحكم الابتدائي الصادر في حق ساركوزي في فاتح مارس 2021، من قبل استئنافية باريس، ليحرج اليمين الفرنسي، للمرة الثانية، ما سيضطر دفاعه إلى استئناف القرار من جديد أمام محكمة النقض، متشبثا ببراءته من التهم المنسوبة إليه. وبهذا الحكم، يكون نيكولا ساركوزي، أول رئيس سابق لفرنسا يحكم عليه بالسجن مع النفاذ، بعدما حكم على سلفه جاك شيراك بالسجن لمدة عامين، مع وقف التنفيذ في 2011، في قضية عمل وهمية بباريس. كما صدر حكمان مماثلان على تياري هرتسوغ، محاميه التاريخي وعلى كبير القضاة السابق جيلبرت أزيبير، اللذين أدينا بعقد «صفقة فساد» مع ساركوزي في 2014 وحكم عليهما بالعقوبة نفسها. وأصدرت محكمة الاستئناف حكمين بحرمان ساركوزي لثلاث سنوات من حقوقه المدنية، ما يجعله غير مؤهل لأي انتخابات، كما منع هرتسوغ من ممارسة عمله ثلاث سنوات. وطالب الادعاء الفرنسي بمحاكمة ساركوزي و12 شخصا آخرين في قضية الاشتباه بتمويل ليبيا، لحملته الانتخابية الرئاسية لـ 2007. كما طالب الادعاء في قسم الجرائم المالية بمحاكمة 13 شخصا بتهم السعي للحصول على ملايين من الأورو، تمويلا من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وتولى ساركوزي الرئاسة بين 2007 و2012، وهو يواجه سلسلة اتهامات بالفساد والتمويل غير المشروع لحملته، وإخفاء اختلاس أموال عامة. وفتح التحقيق في القضية بعد نشر موقع «ميديابارت» في 2012 بين دورتي الانتخابات الرئاسية، وثيقة يفترض أنها تثبت أن حملة ساركوزي الانتخابية، التي انتهت بفوزه في 2007، تم تمويلها من قبل نظام القذافي. وخلال نحو عشر سنوات، جمع القضاة مجموعة من الأدلة المقلقة، التي رسمت ملامح فرضية تلقي حملة ساركوزي تمويلا من القذافي. برحو بوزياني