خرجات "خفيفة" على مواقع التواصل الاجتماعي و"كليب" وأغنية جديدة من وحي البدايات أثار سعد لمجرد، بعد خروجه من السجن بكفالة وسراح مؤقت، وليس بحكم بالبراءة، الكثير من الجدل والتساؤلات حول خرجاته وتحركاته على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن الأمر يتعلق بقضية ثقيلة، يدخل ضمن "مقاديرها" الاغتصاب والعنف والكوكايين وحكم بالإدانة ست سنوات سجنا. ومباشرة بعد خروجه، أعلن سعد عبر حسابه الرسمي على "إنستغرام"، عن إطلاق جديده الفني الذي صدر قبل أيام. ويتعلق الأمر بأغنية مصورة على شكل "فيديو كليب" بعنوان "آش خبارك"، من إخراج محمد علي العويني. في الورقة التالية، قراءة في هذه الخرجات التي تفتقر إلى الاحترافية والرزانة و"العقل"، وتقترب أكثر من "الشو" والخفة، علما أن حكما استئنافيا ما يزال في الانتظار، وهي قراءة بعيدة تماما عن "عمارية" الجمهور و"الفانز" و"الأصدقاء" والمتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يقدسون شخص سعد لمجرد. إنجاز: نورا الفواري ينطبق على "الكليب" الجديد لسعد لمجرد تلك العبارة التقليدية التي تقول "تمخض الجبل فولد فأرا". ففي الوقت الذي كان منتظرا من "لمعلم" أن يلاقي جمهوره بعد غياب في السجن، ب"قنبلة" فنية حقيقية، تزيل من الأذهان، ولو لفترة، فضيحة الاغتصاب التي التصقت بمساره الفني، اختار "الخفة" والسهولة، وأخرج عملا لا يليق بما وصل إليه من تطور في مساره الغنائي، على جميع المستويات. فالكلمات والألحان والتوزيع الموسيقي لصديقه ورفيق دربه جلال حمداوي، بدأ به قبل سنوات ويليق اليوم بفنان في بداياته، وليس بنجم أصبح معروفا على مستوى العالم العربي، أما فكرة "الكليب" فمسبوقة وتكاد تكون منقولة من فكرة "كليب" أغنية "عندو الزين" لأسماء لمنور، من إخراج المبدع أمير الرواني، الذي ليس سوى مخرج "كليب" أغنية سعد الظاهرة، "لمعلم". "سحت الزربة" ويبدو أن فرحة مغادرة السجن بسراح مؤقت، بعد حكم بالسجن لست سنوات في قضية اغتصاب، أعمى بصيرة سعد والمحيطين به من "ماناجير" و"مستشارين فنيين"، (إن وجدوا طبعا)، وجعلهم بدل "الرزانة" والتأني ومراجعة الذات، من أجل إعادة تقييم العمل في سياقه الجديد، الذي هو السجن وحكم الإدانة، فضلوا "الزربة" على إخراج العمل وكأن شيئا لم يقع، محافظين على الأسلوب الكوميدي ل"الكليب" الذي لا يليق ب"الدراما" التي يعيش فيها صاحبه، وبالكثير من النساء، إضافة إلى بقرة و"معزة" تحيل على "الحبيبة"، في الوقت الذي أدين باغتصاب فتاة واعترف بتعنيفها، دون الحديث طبعا عن "التنقاز" وحركات الاستفزاز التي يقوم بها، وكأنه يرد على كل من سجل منه موقفا بسبب جريمته، و"يقلي السم" لمن شمت في دخوله السجن. فقر في الإبداع وفي الوقت الذي صفق زملاء كثيرون ل"الكليب"، على مواقع التواصل الاجتماعي، حفاظا طبعا على المظاهر الكذابة، إلا من رحم ربك وأعجبه العمل طبعا، اعتبر العديد من الفنانين، رفضوا الكشف عن أسمائهم، في دردشة مع "الصباح"، أن العمل يفتقر إلى الفكرة والإبداع، وأنه ليس "المظنون" في "لمعلم" ولا المنتظر منه، وأجمعوا تقريبا على أنه تراجع بدل أن يتقدم، مع العلم أن كثيرا منهم "كا تهضرهم الغيرة" أكثر من أي شيء آخر. فنان آخر، تساءل عن سر الاستعانة بفنانين معروفين مثل الكوميدي رشيد رفيق أو الممثل عمر لطفي و"مؤثرة" على مواقع التواصل الاجتماعي مثل صفاء احبيركو، رغم أنه سيضيف إليهم أكثر مما سيستفيد منهم، على اعتبار أن سعد نجم لديه متابعون كثر، اللهم إن كان قلقا من أن لا يسجل عمله الجديد نسب متابعة مرتفعة، مثلما كان عليه الأمر في أعمال أخرى "محبوكة" أكثر. ثم ما السر في الاشتغال مع الأصدقاء القدامى، بدل أن يتجدد بتجديد طاقم العمل؟ يقول الفنان الزميل. سعد "المقدس" وكما العادة، انقسم جمهور لمجرد، في الحكم على العمل الفني الجديد، الذي اختار له سعد اسم "آش خبارك"، بين جمهور "واعي" و"فاهم"، عبر عن رأيه بكل تجرد، معتبرا أن "ستيل" الأغنية الشعبية لا يناسبه بتاتا، وبين من طلب التأني في الحكم على الأغنية إلى حين الاستماع إليها مرات، وبين "فانز" يعشق كل ما يقوم به فنانه المفضل ويعتبره مقدسا لا يأتيه "الغلط" من أمامه ولا من خلفه، وهو نفسه "الجيش" الذي يتصدى لكل انتقاد لسعد، سواء على الصعيد الشخصي أو المهني، بالتنمر وحملات السب والتشهير، وهو نفسه الجمهور الذي وصفه في التدوينة التي أعلن من خلالها إطلاق "الكليب"، قبل أيام، ب"القوي" و"الوفي" و"الصامد" (وكأننا في حرب)، وشكره موجها إليه الكلام بالقول "كنبغيكم ومعمري نسيتكم ولا غادي ننساكم. الله يسعدكم والله لا يحرمنا من بعضنا". علامة "التفرويح" منذ خرج سعد لمجرد من السجن وهو "مفروح"، بداية من "الفيديو" الخاص ب"السوبير مارشي" و"الكوزينة" و"الطياب"، وصولا إلى إخراج عمله الفني الأخير. لم يأخذ وقته من أجل التفكير جيدا في ما بعد الإدانة. وما زال يراكم الخطأ تلو الآخر، رغم أن السجن يتربص به في أي لحظة، وينتظره حكم الاستئناف الذي طلبه. وسرعان ما عاد للهو و"التخربيق" على "إنستغرام"، ناسيا أن هناك قضاة ورأيا عاما فرنسيا وضحية تتابع كل تحركاته، دون الحديث طبعا عن "الشلة" نفسها التي تحيط به، والتي أساءت إليه أكثر مما نفعته. الله يعطينا وجهك من يتابع سعد لمجرد في "فيديوهاته" وتدويناته، يبدو له وكأن الرجل "ما خاصو حتى خير"، في حين أنه قد يكون في حالة نفسية متدهورة، وهذا هو العادي، بحكم الظروف القاسية التي مر بها. أما أن يظهر الفرح والسعادة والمرح وهو مدان بحكم قضائي وبتهمة وسخة، فهذا دليل على واحد من اثنين، إما أنه "ضاسر" ولا يحب الاعتراف بالخطأ، وفي هذه الحالة، يحتاج لمن يقول له "الله يعطينا وجهك"، وإما أنه يعاني خللا ما، يستدعي عرضه على مختص في الطب النفسي، أصدقاء السوء لا يريد سعد لمجرد فكاكا عن "شلته" التي تصفها بعض المصادر المقربة بأنها مكونة فقط من "أصدقاء السوء". لا أحد ضمن هذه "الشلة"، "كا يفرح"، إلا من رحم ربك. وهي مكونة من مؤثرات تافهات وفنانات فاشلات وإعلاميين عاطلين عن العمل يصورون له الأمور مثلما يحبها ويشتهيها. يتقنون "لحيس الكابة" ويعشقون السهرات و"الأفتر" ورأسمالهم الأكبر أنهم أصدقاء سعد لمجرد لا غير. يحبون الصور معه لرفع عدد المتابعين وإثارة الجدل، ويدافعون عنه بشراسة وكأنه نصبهم ناطقين باسمه، في حين يقبع هو متفرجا في زاويته. يعتقد أنهم يحبونه ربما، في حين أن المصلحة هاجسهم الأول. ولا أحد يتجرأ على أن يقول له الحقيقة في وجهه، رغم أنهم أول من يعرفها. فالمهم، أن تستمر اللعبة والمسرحية وأن تدور "موكة" على الجيوب، بدل أن يخسروا مودته و"عطفه". الفنان الذكي والذي يريد أن يضمن لنفسه الاستمرارية ويحصد احترام الناس، هو الذي يحيط نفسه بشخصيات تضيف إليه وإلى مساره. تشير عليه بالحكمة وتقدم له النصيحة السديدة ويتعلم منها ويتثقف. فلا "الصغر كا يدوم ولا الجهد كا يبقى للقصارة".