110 ملايير درهم لإنجاح الإستراتيجية وأخنوش دعا المهنيين الى تطوير سلاسل الإنتاج أعلن عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، عن تخصيص 110 ملايير درهم لتنزيل مخطط الجيل الأخضر (2023 - 2030)، 42 مليار منها من مساهمة الدولة. وإذا كانت مساهمة الدولة في تمويل العقود قد حددت قي 42 مليار درهم، فإن مساهمة المهنيين تناهز 47 %، ونسبة التحفيزات 37 %، حيث أكد رئيس الحكومة على ضرورة تشجيع الاستثمار الخاص في مختلف حلقات السلسلة، وقد بلغت التحفيزات التي تمنح عبر صندوق التنمية الفلاحية ما يناهز 81 % من مجموع مساهمات الوزارة الوصية. برحو بوزياني (موفد الصباح إلى مكناس) أكد رئيس الحكومة، خلال ترؤس حفل التوقيع على 20 عقد برنامج مع مختلف الفدراليات البيمنهية، التي تهدف إلى تطوير سلاسل الإنتاج، ورفع تحديات السيادة الغذائية، أن هذه العقود تمثل جيلا جديدا من عقود البرامج، باعتبارها الإطار التعاقدي المقبل بين الحكومة والمهنيين، لتطوير سلاسل الإنتاج الفلاحي وتنميتها، تفعيلا للإستراتيجية الفلاحية الجديدة "الجيل الأخضر". أولوية الأمن الإستراتيجي الغذائي أوضح اخنوش، في حفل كبير حضره عدد من الوزراء والمهنيين ومسؤولي المؤسسات العمومية الشريكة لوزارة الفلاحة، أن اختيار تنظيم المعرض الدولي للفلاحة حول موضوع "الجيل الأخضر...لأجل سيادة غذائية مستدامة"، شعارا رسميا لهذه السنة، يعكس اهتمام المملكة العميق بالأمن الإستراتيجي الغذائي، في ظل التهديدات التي مست سلامة المنظومات الغذائية العالمية، بفعل تفاقم الاضطرابات المناخية والموسمية والتوترات الجيو - إستراتيجية، إضافة إلى الاختلال الواسع الذي لحق سلاسل القيمة العالمية جراء الأزمة الوبائية. وتهدف العقود الموقعة مع المهنيين الى المساهمة في استدامة السيادة الغذائية، من خلال تنظيم سلاسل الإنتاج وتأهيلها وعصرنتها وتحسين الإنتاجية والجودة، في إطار منهجية، أكد أخنوش أنها اعتمدت الإطار التشاركي بين جميع الفاعلين في القطاع لتوحيد الرؤية حول مقاربة تنمية كل سلاسل الإنتاج. وأشاد أخنوش بالسياسات الفلاحية المعتمدة، باعتبارها محركا أساسيا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وآلية مباشرة لتحفيز الاستثمارات، ما مكن المغرب من مواجهة إشكالية التضخم الغذائي، وما صاحبها من صعوبة في الولوج إلى المواد الغذائية في مختلف مناطق العالم. وبخصوص الجيل الأخضر، أوضح أخنوش، أنه جاء في 2020، بعد إنجاز تقييم دقيق لمخطط المغرب الأخضر، إذ يشكل شوطا جديدا يطمح في أفق 2030 إلى مواصلة المسارات الانتقالية للمنظومة الفلاحية، والانتصار للسيادة الغذائية الوطنية، عبر مواكبة وتأهيل العنصر البشري، والحرص على مواصلة التنمية الفلاحية وتثمينها وعصرنة قنواتها. وتسعى الإستراتيجية الجديدة إلى تهيئة الظروف الكفيلة بـانبثاق جيل جديد من الطبقة الوسطى الفلاحية، يهم ما يقارب 350 ألف أسرة، وإفراز جيل جديد من المقاولين الشباب، خصوصا عبر إرساء تحفيزات خاصة تتيح لنحو 180 ألف فلاح شاب إطلاق نشاطهم الفلاحي. كما يهدف الجيل الأخضر إلى إحداث 350 ألف منصب شغل للشباب، وخلق تنظيمات مهنية حديثة ومواكبتها، بغية ضمان الاندماج السوسيو -اقتصادي لهذه الفئة. كما تهدف الإستراتيجية إلى تثمين وتحويل 70 % من الإنتاج، وهيكلة وتحديث مسالك توزيع المنتجات عبر عصرنة الأسواق التقليدية و12 سوقا للجملة، و الاستثمار في النجاعة المائية من أجل الحفاظ على الموارد الطبيعية. تعزيز تثمين المنتوجات الفلاحية توقف أخنوش عند إشكالية الماء، مؤكدا على أهمية الاستثمار في النجاعة المائية من أجل الحفاظ على الموارد الطبيعية، إذ أن أزيد من 27% من التحفيزات هي موجهة لتمويل التقنيات المقتصدة لمياه السقي. كما تمت بلورة خطة لإعادة إنعاش سلاسل الحليب واللحوم الحمراء، خصوصا بعد الإكراهات التي عاشتها خلال السنوات الأخيرة. وبذلك يرمي عقد برنامج الحليب زيادة الإنتاج ب 40% وزيادة عدد الأبقار الحلوب بـ 216 ألف رأس. كما يهدف عقد برنامج اللحوم الحمراء أساسا إلى زيادة الإنتاج من اللحوم بمختلف أنواعها بـ 40%، إضافة إلى تهيئة وعصرنة 113 مجزرة. وبذلك تتعدى الميزانية المبرمجة لفائدة عقود-برامج سلاسل الحليب واللحوم الحمراء 26 مليار درهم، أي 22 بالمائة من مجموع الميزانية. وأعلن أخنوش عن تخصيص أزيد من 8 مليارات درهم لفائدة سلسلة الخضروات، وهو ما يترجم الإرادة القوية لهذه الحكومة لمواصلة تطوير السلسلة، حيث ستخصص 3,2 مليار درهم لزيادة المساحات المزروعة. وأكد رئيس الحكومة العزم على منح دفعة قوية لسلاسل الإنتاج الرئيسية، وتحسين الظروف المهنية الضرورية التي ستساهم في تعزيز العرض الوطني من المنتجات الغذائية وضمان الأمن الغذائي المستدام. وعبر أخنوش عن اشتغال الحكومة من خلال وزارة الفلاحة ووزارة المالية، على برامج لتخفيض تكلفة الانتاج، لكي تنخفض بذلك الأسعار على المواطن. وأكد أن الحكومة مع التصدير، لكن مع ضمان تموين السوق الداخلي بشكل جيد، وأن تكون أثمنة المنتوجات الفلاحية في السوق الداخلي في متناول المواطن. ودعا المهنيين إلى العمل من أجل إنجاح مخطط الجيل الأخضر، لأنه هو المستقبل. ومن أراد أن يزايد سياسيا على مخطط المغرب الأخضر، فالمغاربة يعرفون ماذا كانوا يأكلون منذ سنوات. "وكيما تحزمتو بمخطط المغرب الأخضر.. بغيتكم تحزمو بمخطط الجيل الأخضر". وقال أخنوش، ان مخطط الجيل الأخضر لا يركز فقط على الإنتاج، لذلك دعا الفلاحين للتسجيل في الضمان الاجتماعي، مشيدا بصمود الفلاح، رغم الضربات القاسية الطبيعية، حيث ظل حريصا على تأمين حاجيات المستهلك والتصدير بجودة عالية. وبخصوص مياه الري، أكد على ضرورة ترشيد وعقلنة استعمالها، مشيرا إلى مشاريع تحلية المياه في الداخلة والدار البيضاء وغيرهما، لضمان استهلاك المغاربة خلال السنوات القادمة، خاصة في ظل شح التساقطات. .