كان يقود سيارته في حالة سكر طافح وبسرعة جنونية والواقعة فضحت جرائمه السابقة شهدت جماعة لوداية، مساء أول أمس (الخميس)، واقعة مأساوية بعد أن ارتكب الرئيس السابق لجماعة "لمزوضية" (إقليم شيشاوة)، ومستشار جماعي في الولاية الحالية، مجزرة إثر تسببه في إزهاق روح طفلتين وإرسال خالتهما إلى الإنعاش. وحسب مصادر "الصباح"، فإن المعلومات الأولية للبحث، كشفت أن السائق الذي كان قادما من مراكش في اتجاه منزله، كان في حالة سكر طافح، كما ضبط متلبسا بحيازة قنينات خمر بالمقعد الأمامي للسيارة. وأضافت المصادر ذاتها أن المسؤول الجماعي كان يقود سيارته بسرعة جنونية تجاوزت 100 كيلومتر في الساعة، عبر طريق متصلة الخط، لا يجب أن تتعدى فيها سرعة السياقة 60 كيلومترا في الساعة، وهو ما تسب في دهس طفلتين رفقة خالتهما، أثناء عبورهما الطريق في اتجاه محل بقالة. وأوردت مصادر متطابقة أن قوة الارتطام بالضحايا الثلاث، تسببت في إزهاق روح الطفلتين الشقيقتين بمسرح الحادث، بينما تم نقل خالتهما إلى المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، حيث تم إيداعها قسم الإنعاش لخطورة حالتها الصحية. وأفادت مصادر "الصباح"، أن السرعة الجنونية التي كان يقود بها المستشار الجماعي سيارته صعبت عليه مأمورية ضبط فرامل عجلاتها، إذ لم يتوقف رغم دهس الضحايا إلا على بعد 100 متر من مكان الحادث، على مستوى الطريق الوطنية، المعروفة بعدم احترام مستعمليها من السائقين المارة والمخاطر، التي تهدد التلاميذ، خاصة أن هناك ثلاث مؤسسات تعليمية. ومكن تجمع المواطنين بمسرح الحادث، وسرعة تدخلهم، من محاصرة السائق وتجنب محاولته الفرار، بعد إدراكه خطورة فعله الإجرامي. واستنفرت الواقعة الخطيرة مصالح الدرك الملكي، التي حلت بمسرح الحادث، وتم الاستماع إلى بعض الشهود الذين عاينوا الحادثة وأدلوا بإفادتهم بخصوصها، قبل أن يتقرر إيقاف السائق واقتياده إلى مركز الدرك للتحقيق معه حول الأفعال الإجرامية المنسوبة إليه، والتي أثارت سخطا كبيرا في نفوس من عاينوا بشاعة مشاهده. وأمرت النيابة العامة المشرفة على البحث، عناصر الدرك الملكي، بالاحتفاظ بالسائق رهن الحراسة النظرية، لتعميق البحث معه، حول خلفيات وملابسات ارتكابه حادثة السير المميتة. وأماطت الواقعة التي تسبب فيها المستشار الجماعي ورئيس الجماعة السابق، اللثام عن فضيحة أخرى تستوجب تحرك النيابة العامة لفتح تحقيق للتأكد من صحتها، بعد أن اتهم مواطنون أثناء تجمعهم بمسرح الحادث، السائق المخمور والمسؤول الجماعي بأن له سوابق في استهداف وإصابة ضحايا آخرين في حوادث سير دون أن تطوله المساءلة، مستنكرين مثل هذه السلوكات التي تسيء للمؤسسات المنتخبة والسياسية، وطالبوا الجهات القضائية بمتابعة المتهم الذي تطاول على القانون. وهدد عدد من سكان الجماعة بتنظيم وقفات احتجاجية أمام مركز الدرك الملكي، وخطوات تصعيدية في حال عدم متابعة المسؤول الجماعي، المعروف باستقوائه وادعائه امتلاك النفوذ. محمد بها