إلحاق مرافق جديدة وسع مداخيلها رغم كثرة النفقات بسبب الصيانة والتسيير بدأت شركة "صونارجيس" تتعافى بشكل تدريجي من المشاكل المالية، التي عاشتها منذ إنشائها في 2012، وأصبحت تضطلع بدور مهم في تنظيم المباريات في التظاهرات الكبرى، ما ساهم في منحها ثقة أكبر في السنوات الأخيرة. وارتفع عدد المنشآت الرياضية، التي باتت تحت سيطرة "صونارجيس" بأكثر من الضعف في السنوات الأخيرة، إذ بعد أن أشرفت على تسيير وصيانة ثلاثة ملاعب في البداية، ويتعلق الأمر بالملاعب الكبيرة بمراكش وأكادير وطنجة، نالت ثقة الدولة، التي منحتها صيانة ملاعب أخرى، إذ الحق مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط بها، إضافة إلى القاعة المغطاة ابن ياسين. وسلم ملعب فاس الكبير إلى "صونارجيس"، ليلتحق بالمنشآت الرياضية التي باتت تحت سيطرة هذه الشركة، التي كان من المقرر أن يعلن إفلاسها عامين بعد تأسيسها، وهو ما فتح الباب أمام مداخيل إضافية، ساهمت في الحد من الضائقة المالية التي عاشتها منذ سنوات، إذ كانت الفكرة تقتضي تحقيق الشركة مداخيل من استغلال الملاعب المذكورة، لتغطية نفقات التسيير والصيانة، وهو ما لم يتحقق في السنوات الأولى، بسبب محدودية المداخيل، وكثرة النفقات على الصيانة، سيما أن العشب والمرافق الصحية التابعة لكل مركب، كانت تتطلب الكثير من الأموال. خلافات بين المتعاقدين تفجرت بين مجلس المدينة و»كازا إيفنت» بعد مباراة الرجاء والأهلي كشفت أحداث مباراة الرجاء الرياضي والأهلي المصري، التي أقيمت بينهما السبت الماضي، لحساب إياب ربع نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، وتسببت في وفاة مشجعة رجاوية، خلافات عميقة بين مجلس مدينة البيضاء و"كازا إيفنت"، على سوء التسيير في المباريات الكبري، التي يحتضنها ملعب محمد الخامس. وعلمت "الصباح"، أن أحداث السبت الماضي أخرجت الخلافات بين "كازا إيفنت" ومجلس مدينة البيضاء إلى العلن، ودفعت إلى الإسراع في المسطرة الإدارية لتغيير تسيير المرافق الرياضية، التابعة للسلطة المحلية بالبيضاء إلى شركة "صونارجيس"، المنتظر أن تضع يدها عليها في غضون ثلاثة أشهر على الأكثر. وعبر عدد من أعضاء مجلس المدينة عن غضبهم من طريقة تدبير "كازا إيفنت" لمباريات الوداد والرجاء، خلال اجتماع عقد أخيرا مع مسؤولي شركة "صونارجيس" للاتفاق حول تفاصيل العقد المقرر إبرامه في الأيام القليلة المقبلة، والمنتظر أن يتضمن معطيات جديدة حول كيفية تدبير واستغلال عدد من المرافق الرياضية التابعة لمجلس المدينة. ويرفض أعضاء بمجلس المدينة المنحة الكبيرة التي تتوصل بها "كازا إيفنت" سنويا، من أجل تدبير مركب محمد الخامس والقاعة المغطاة والمسبح الأولمبي التابعين له، إضافة إلى "كازابلونكيز" ومركب الأمل، في الوقت الذي انتقدوا بشدة الصيانة المتكررة لها، والتكاليف المالية الكبيرة التي تتطلبها. وشرع مجلس المدينة في تغيير تسيير مرافقه الرياضية المذكورة، من "كاز إيفنت" إلى شركة "صونارجيس"، التي تملك خبرة كبيرة في تسيير المرافق، والتي اكتسبتها منذ تأسيسها في 2012، من قبل منصف بلخياط، الوزير الأسبق للرياضة والشباب، وعين على رأسها خليل بنعبد الله. 25 في المائة أرباح مجلس المدينة «صونارجيس» تستفيد من منحة صيانة مخفضة مع استفادتها من 15 في المائة من بيع التذاكر أرجأ مجلس مدينة البيضاء وشركة "صونارجيس" توقيع التفويض الذي بموجبه، ستعمل الشركة المذكورة على تدبير وتسيير المنشآت الرياضية، التابعة له، إلى حين الانتهاء من التقارير، الخاصة بالزيارة الميدانية، التي أجراها مسؤولون بالشركة المذكورة ونظراؤهم بمجلس المدينة، أمس (الجمعة). وتضمنت الزيارة الميدانية ملعب محمد الخامس والقاعة والمغطاة والمسبح الأولمبي التابعين له، وإلى "كازا بلونكيز" ومركب الأمل، إذ ستعمل "صونارجيس" على إعداد تقارير كاملة حول كل منشأة على حدة، من أجل التمهيد لتوقيع العقد بينهما، رغم أن الطرفين اتفقا على مجموعة من النقط المهمة لإتمام الإجراءات الخاصة بنقل التسيير بصفة نهائية إلى الشركة المذكورة. ومن أبرز التفاصيل المقرر الاتفاق بشأنها بين الطرفين، تخفيض مجلس المدينة المنحة السنوية، التي ستخصصها لشركة "صونارجيس"، من أجل القيام بأعمال الصيانة والتدبير، على أن تخفض هذه المنحة بحوالي 25 في المائة، عما كانت تحصل عليها شركة "كازاإيفنت"، الشيء الذي يشكل تبريرا مهما لمجلس المدينة لفسخ التفويض الأول. كما اتفق مجلس المدينة مع "صونارجيس" على استفادة الشركة من 15 في المائة، من بيع التذاكر في كل مباراة تنظمها، وهو ما سيمكنها من الحصول على مدخول مهم، إضافة إلى أن الشركة ستعتمد التعريفة المتعارف عليها في باقي الملاعب التي تشرف على صيانتها وتسييرها، والبالغ قيمتها 48 ألف درهم لكل مباراة. وتشكل هذه التفاصيل جزءا من البنود التي سيتضمنها عقد التفويض المذكور، إذ أن مجلس المدينة، يرغب في الانتهاء بصفة نهائية من كثرة التكاليف السنوية، التي يتكبدها في كل مرة، بسبب الحالة التي باتت عليها المنشآت المذكورة، سيما أن بعضها يعود بناؤها إلى منتصف القرن الماضي، وهو ما يفرض على "صونارجيس" العمل بشكل مسترسل في الأيام المقبلة، من أجل إعادة مركب البيضاء في حلة جديدة، قبل احتضان المغرب نهائيات كأس إفريقيا 2025. الشركة تحت رحمة مديرية التجهيزات تتمتع "صونارجيس" باستقلالية تامة من الناحية المالية والتدبيرية، إلا أنها تبقى تحت رحمة مديرية التجهيزات العامة التابعة لوزارة المالية، خاصة في ما يتعلق ببعض الصفقات العمومية، والمواصفات التي تتطلبها هذه الصفقات، وإشراف المديرية المذكورة عليها. وعلمت "الصباح"، أن "صونارجيس" تطالب بالكثير من الشفافية في التعامل مع هذه الصفقات، التي تخص الملاعب التي تشرف عليها، وعدم التعامل بشكل كبير مع شركات بعينها، ومحاولة البحث عن شركات تتوفر فيها الكفاءة، تجنيب المنشآت الرياضية الإغلاق المتكرر من أجل الصيانة. وعرفت علاقة "صونارجيس" بمديرية التجهيزات العامة الكثير من التجاذب في السنوات الماضية، بسبب الصفقات العمومية المذكورة، إذ أن الشركات المتعاقدة معها، تساهم بشكل غير مباشر في ارتفاع تكلفة الصيانة، وتظهر هذه المشاكل، خلال استقبال المغرب لتظاهرات رياضية كبرى، إذ تضطر إلى الإغلاق مدة طويلة لإجراء الصيانة، وهو ما يكبدها خسائر مهمة، بحكم أن انتعاشتها المالية تكون خلال استغلال الملاعب، من قبل الأندية والجمعيات الرياضية. وتعول "صونارجيس" على المرحلة المقبلة لتجاوز الخلافات المذكورة مع مديرية التجهيزات العامة، خاصة بعد إلحاق منشآت رياضية أخرى بها، وتنوع مواردها المالية، في الوقت الذي تعمل فيه على الحد من تكاليف الصيانة، قصد ترشيد النفقات، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، والسعي نحو تحقيق أرباح تساهم في بناء ملاعب أخرى. أندية تشكو غلاء كلفة استغلال الملاعب تشتكي مجموعة من الأندية من ارتفاع تكاليف استغلال الملاعب الرياضية، الموجودة تحت إشراف "صونارجيس"، بالنظر إلى المشاكل المالية التي تعانيها. وعبرت أندية عن غضبها بسبب ارتفاع تكاليف استغلال الملاعب التابعة لـ "صونارجيس"، إذ أن المباراة الواحدة تكلف 48 ألف درهم، الشيء الذي يثقل كاهلها، بالنظر إلى خوضها مباراتين على الأقل شهريا، أي أن الأندية التي ترغب في استقبال مبارياتها بأحد الملاعب التابعة للشركة، ملزمة بأداء 96 ألف درهم شهريا، إضافة إلى 15 في المائة من بيع التذاكر. ولا يقتصر الأمر على الأندية الصغيرة، بل حتى الأندية الكبيرة، التي تلعب على أكثر من واجهة، إذ أنها ستكون ملزمة بتخصيص ميزانية مهمة لاستقبال مبارياتها بملاعب "صونارجيس"، في مقدمتها الوداد والرجاء والجيش الملكي، بعد أن بات ملعبا الرباط والبيضاء، تحت إمرتها، إذ سيشكل هذا الأمر عبئا ثقيلا عليها. وساهمت التكلفة المالية المرتفعة لاستغلال ملاعب "صونارجيس"، في تخلي بعض الأندية عن الاستقبال بها، كما هو الشأن بالنسبة إلى الرجاء، التي سبق لها أن استقبلت مبارياتها بالرباط بدل مراكش، والشيء نفسه بالنسبة إلى المغرب التطواني، الذي عانى في بعض الأوقات أثناء إغلاق ملعبه للإصلاح. إنجاز: صلاح الدين محسن