موارد مالية تحول من المدن إلى البوادي ومربو الماشية يعتبرون المناسبة طوق نجاة ينتظر ما لا يقل عن 214 ألفا من مربي ماشية عيد الأضحى بفارغ الصبر، بعد سنتين متتاليتين من الجفاف وارتفاع الأسعار، ما أثر بشكل كبير على مداخيل سكان البوادي. ويتعلق هذا العدد بالمربين المحترفين، في حين أن هناك عشرات الآلاف من المربين الآخرين الصغار الذين يغتنمون هذه المناسبة لبيع ماشيتهم. وتعتبر هذه المناسبة فرصة تساهم في إعادة توزيع الدخل الوطني لفائدة الأسر التي تقطن بالعالم القروي. وأفاد محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري خلال استضافته بـ «نادي ليكونوميست»، أنه يرتقب أن يصل رقم معاملات بيع وشراء الأضاحي والأنشطة الاقتصادية الموازية، حسب معطيات وزارة الفلاحة والصيد البحري، 12 مليار درهم (1200 مليار درهم)، علما أن القسط الأكبر من هذا المبلغ يحول إلى الوسط القروي، من خلال الأضاحي التي يتم بيعها خلال الأسبوعين اللذان يسبقان العيد. وأكد وزير الفلاحة أن العرض يصل إلى 5.5 ملايين رأس، منها 500 ألف من الماعز، وأن العرض كاف، عموما، لتغطية الطلب، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن قطيع الأغنام عرف تراجعا، خلال هذه السنة بناقص 15 في المائة، تقريبا، بسبب قلة الأعلاف والجفاف، ما دفع السلطات إلى فتح باب الاستيراد لضمان توازن داخل السوق والحد من ارتفاع الأسعار المرتقب خلال هذه المناسبة، خاصة أن كلفة التسمين عرفت ارتفاعا ملحوظا. لذا، فإن تنظيم هذه الشعيرة بات يمثل مناسبة ذات أهمية بالغة بالنسبة إلى عدد من المواطنين، خاصة مربي الماشية، الذين تحملوا تكاليف باهظة من أجل تسمين ماشيتهم استعدادا لعيد الأضحى. ولا تقتصر الانعكاسات الاقتصادية والمالية لهذه المناسبة على سكان البوادي، فحسب، بل تمثل فرصة مهمة بالنسبة إلى عدد من الأنشطة التجارية والاقتصادية، مثل شركات القروض من أجل تحسين رقم معاملاتها وجلب زبناء جدد أو منح قروض جديدة لزبنائها لتمويل مصاريف العيد. وتعرف شركات التمويل منافسة قوية في ما بينها، إذ لا يخلو شارع من الملصقات الإشهارية لهذه المؤسسات. ويعرف سوق التجهيزات المنزلية الكهربائية، بدوره، رواجا، إذ تقبل الأسر، عادة، خلال هذه المناسبة، على اقتناء ثلاجات جديدة ومجمدات وعدد من التجهيزات الأخرى المرتبطة بإعداد الطعام. ويعتبر عيد الأضحى مناسبة لمهنيي قطاع التجهيزات المنزلية، من أجل تحسين رقم معاملاتهم، إذ تشهد المساحات التجارية الكبرى إقبالا، ويعيد المسؤولون بها تهيئة الأروقة المخصصة لهذه المنتوجات، ويشهرون العديد من الصيغ التحفيزية، من قبيل التخفيضات والهدايا وقسيمات الشراء، وتنظيم مسابقات لمقتني هذه التجهيزات. وتستعين بعض المساحات بمنشطين خلال عطلة نهاية الأسبوع، من أجل خلق أجواء احتفالية. وأصبح عيد الأضحى يمثل مناسبة بالنسبة إلى وكالات الأسفار، لتقديم عروض للسفر إلى الخارج. وتخصص الفنادق المغربية، بدورها، عروضا بالنسبة إلى الأسر التي تفضل قضاء عطلة العيد بها دون التفريط في طقوس العيد، إذ تمكنها من أداء شعائر هذه المناسبة الدينية داخلها. كما يبرز، خلال هذه المناسبة، عدد من الحرف والمهن والأنشطة التجارية، التي تمثل، بدورها، مصدر رزق لعدد من الأشخاص. عبد الواحد كنفاوي