الآلاف ينددون بغلاء المعيشة و»تغول الباطرونا» ويطالبون بنصرة فلسطين شرعت اللجنة التنظيمية لنقابة الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، منذ الساعات الأولى لعيد العمال، في وضع الترتيبات الأخيرة، استعدادا للتعبير عن الغضب على سياسات الحكومة، وعدد من الملفات الأخرى، من قبيل الحوار الاجتماعي، وما وصفوه بـ "تغول الباطرونا". مع حلول الساعة العاشرة صباحا، وهو الموعد المحدد لتجمع مناضلي كل فرع وفئة من فروع وفئات النقابة، التي انسحبت من جلسات الحوار الاجتماعي، بدأ المحتجون في التجمهر، بعد أن قادتهم أصوات الأغاني إلى الساحة التي نصبت فيها المنصة، والتي ثبت فوقها كثير من المكبرات الصوتية. الأمر نفسه بالنسبة إلى الأزقة المحاذية للساحة، إذ تسمع أصوات الغناء والاحتجاج أحيانا، من مسافة بعيدة. انطلقت الاحتفالات وصعد المنشطون إلى المنصة، وشرعوا في ترديد الشعارات، التي يتمحور جلها حول الوضعية الاجتماعية للعمال والفقراء، ويتغنون بخيرات البلاد، التي لا يستفيد منها المواطنون والعمال البسطاء، من قبيل شعار "بلادنا فلاحية/ساحلية والمعيشة غالية عليا، وشعار "الفوسفاط وجوج بحورا وعايشين عيشة مقهورة"، وما على شاكلتها من شعارات. وكلما انتهى المنشطون من ترديد شعار معين، يطالبون المناضلين بالالتحاق بالساحة أمام المنصة، لأن جزءا من الحاضرين يقفون بعيدا، عن أشعة الشمس الحارقة، التي سطعت منذ الصباح، كما يطالبونهم أيضا بالصراخ بأعلى صوت، لأن أصوات المنشطين الذين يستعملون مكبرات الصوت، كانت غالبة على أصوات الحاضرين. وانطلقت الاحتفالات في درب عمر بعيد العمال، على إيقاعات أغنية "زهرة المدائن" للفنانة فيروز، التي أطربت بصوتها الدافئ الحاضرين وسكان درب عمر، رغم أن جودة صوت المكبرات رديئة، كما كانت تذاع بين الفينة والأخرى أغنية "منتصب القامة أمشي". وكان الحضور وازنا مقارنة بالسنوات الماضية، إذ يمكن تقديره ما بين ألفي مشارك و4 آلاف، كما كان هناك حضور لعدد من الفئات العمالية، من قبيل عمال النظافة وعاملات الخياطة ورجال التعليم، ومستخدمي عدد من الشركات والمؤسسات، لكن اللافت أن الأطفال كانوا غائبين بشكل تام عن الاحتفالات، عكس السنوات الماضية، التي شاركوا فيها مع أسرهم. وكان عدد من الوجوه حاضرة في المنصة، أبرزها عبد القادر الزاير، الكاتب العام للنقابة، ومصطفى البراهمة، زعيم حزب النهج الديمقراطي ، وعدد من المناضلين. وألقيت كلمة باسم المكتب التنفيدي للنقابة، ومن ضمن ما جاء فيها، أن "الحكومة الحالية تمثل الوجه الحقيقي لاختيارات الدولة، القائمة على الجمع بين السلط من جهة، والجمع بين السلطة والمال من جهة أخرى، وما يمكن أن ينتج عن هذا الجمع من مفاسد سياسية واقتصادية، تنعكس على الواقع الاقتصادي والاجتماعي لعموم الجماهير". عصام الناصيري