تعيين مغربية ممثلة لاتحاد المغرب العربي لدى الاتحاد الإفريقي أصاب الجزائر بالهستيريا بقلم: د. خالد الشرقاوي السموني(*) بعدما فشلت المناورات الدبلوماسية الجزائرية، الرامية إلى عرقلة تعيين المغربية أمينة سلمان في منصب الممثلة الدائمة لاتحاد المغرب العربي لدى الاتحاد الافريقي، وأيضا بعدما فشلت الهجمات اليائسة التي شنتها الخارجية الجزائرية على الأمين العام للاتحاد الطيب البكوش، ها هي الآن تتهجم على رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد، ووصفه بعبارات لا تليق، إثر تسلمه أوراق اعتماد أمينة سلمان ممثلة للاتحاد، من خلال بيان صادر عن الخارجية الجزائرية اعتبرت من خلاله قبول الاتحاد الإفريقي اعتماد سلمان غير مسؤول وغير مقبول ولا يدخل ضمن صلاحيات رئيس اتحاد المغرب العربي التونسي الطيب البكوش الذي انتهت ولايته – بحسبها. هذه الهستيريا الجزائرية، ليس لها إلا تفسير واحد هو امتعاض دولة الجزائر من تعيين "مغربية" ممثلة لاتحاد المغرب العربي لدى الاتحاد الافريقي. فلو تم تعيين جزائري أو جزائرية ممثلة للاتحاد لدى هذه المنظمة الافريقية، لباركته واعتبرته إنجازا تاريخيا يضاف إلى أوهام الدبلوماسية الجزائرية التي ما فتئت تسعى إلى التحكم في أجهزة الاتحاد الأفريقي وإخضاعه لأجندتها. هذا الموقف الجزائري الغريب واليائس والمثير للسخرية لا أساس له من الناحية القانونية أو الواقعية، كما سنوضح ذلك في ما يلي: - تعيين أمينة سلمان ممثلة لاتحاد المغرب العربي لدى منظمة الاتحاد الافريقي يندرج في سياق تعزيز دور التجمعات الإقليمية الاقتصادية في تحقيق أجندة الاتحاد الافريقي 2063، ولاسيما على مستوى التنمية الاقتصادية والاندماج، وذلك وفقا لقرارات وتوصيات الاتحاد الإفريقي، كما تم اتخاذه في احترام تام للقواعد والإجراءات الإدارية لاتحاد المغرب العربي، علما أنه تزامن مع تمديد عهدة الأمين العام، الطيب البكوش، من الناحية الواقعية، الذي طلب، أكثر من مرة، أن يعين خلف له، وآخرها بمناسبة القمة العربية بالجزائر، والتي أغفلت الأطراف المعنية بها عن توجيه الدعوة له، لتحقيق مطلبه، رغم توصله بدعوة رسمية من الأمين العام لجامعة الدول العربية، حسب البيان التوضيحي لاتحاد المغرب العربي الأخير. وبذلك يكون الأمين العام، في الوقت الراهن، في وضعية مكلف بتصريف الأمور الجارية ضمانا لاستمرار عمل وأنشطة الاتحاد إلى حين تعيين أمين عام جديد. - كان هناك اتفاق مسبق وقع في يناير 2018 بين اتحاد المغرب العربي ومفوضية الاتحاد الإفريقي على انضمام الاتحاد المغاربي رسميا للاتحاد الإفريقي وتم عقبها إعلام جميع الدول الخمس في مراسلات رسمية دون أي احتراز. - لم تعبر الجزائر للأمين العام لاتحاد المغرب العربي عن أي اعتراض أو احتراز على جميع المبادرات التي قام بها في الشهور الأخيرة. - لم تسدد الجزائر المساهمات المالية لفائدة الاتحاد منذ 2016، وسحبت جميع دبلوماسييها، هذا مع العلم أن الدول الأربع (المغرب وتونس وليبيا وموريتانيا) تسدد سنويا مساهماتها، كانت آخرها في يوليوز 2022، باستثناء الجزائر، التي مازالت تتقاعس عن القيام بما عليها من التزامات تجاه الاتحاد، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على تبخيسها لجهود الاتحاد وعرقلة الوحدة المغاربية، وبالتالي، على أي أساس يحق للجزائر الاعتراض على قرارات اتحاد المغرب العربي وإثارة زوبعة. ولذلك، فإن ما جاء في بيان الخارجية الجزائرية مردود ولا أساس له من الناحية القانونية، فقط تحركه دوافع سياسية وحقد تجاه المغرب الذي لم ينته بعد، على الرغم أن المغرب ما زال يعتمد نهج اليد الممدودة للجزائر، عبر مبادرات متتالية من جلالة الملك محمد السادس الذي ما فتئ يدعو إلى فتح الحدود والجلوس إلى طاولة الحوار لتسوية المشاكل العالقة وإعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين وتجاوز الخلافات التي تعيق تطورها، وتحقيق الوحدة المغاربية والتكامل الاقتصادي بالمنطقة المغاربية. (*) مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والإستراتيجية