يهدد المواطنين بالعطش ويؤثر على الأمن الغذائي وينذر بوضع اجتماعي متوتر ما يزال خطر الجفاف يجثم على الأنفاس في المغرب، خاصة مع اقتراب فصل الصيف من كل سنة، ومع توالي سنوات القحط، التي جعلت من تأمين احتياجات المواطنين من الماء الصالح للشرب تحديا كبيرا يواجه الحكومة والمجالس المنتخبة. ورغم الأمطار التي عرفتها بلادنا في الشهور الأخيرة، إلا أن المغرب لا يزال اليوم أمام الامتحان الصعب نفسه، والذي ازدادت صعوبته هذه السنة، التي يعتبرها المتخصصون سنة جفاف بامتياز، في ظل التراجع المستمر في حقينة السدود، وقلة التساقطات التي لم تكن في مستوى التوقعات بإنعاش الفلاحة والاقتصاد وتأمين الماء في البوادي والحواضر التي أصبح سكانها يعانون العطش، سنة بعد أخرى. وإذا كانت القرى هي المتضررة الأولى من غياب الأمطار، بعد شح الآبار وصعوبة تعليف الماشية وسقي المساحات المزروعة، ما يشكل تهديدا حقيقيا للأمن الغذائي للمغاربة وينذر بوضع اجتماعي متوتر في المقبل من السنوات، فإن المدن الكبرى بدورها التحقت بالركب، بعد أن أصبح المواطنون يجدون صعوبة في التزود بالماء الصالح للشرب، خاصة في مدن مثل البيضاء والرباط وسطات وآسفي ومراكش ووجدة وغيرها. ورغم أن الجفاف معطى تاريخي وجغرافي تعايش معه المغرب عبر قرون، إلا أنه أصبح اليوم حاضرا بقوة أكثر من أي وقت مضى، خاصة بعد توالي سنواته، وبعد التغيرات المناخية التي يعرفها العالم بأسره، وتهدد الأرض بسنوات عجاف من الكوارث الطبيعية والمجاعات بسبب قلة تساقطات الأمطار وظاهرة الاحتباس الحراري. وفي الوقت الذي اتخذت دول عديدة، قبل سنوات، إجراءات واقعية ملموسة من أجل تجاوز مشكل نقص المياه، وعلى رأسها إسرائيل، التي توجهت إلى تحلية مياه البحر منذ مدة طويلة، استيقظ المغرب متأخرا، كعادته، ليطلق بعض المبادرات والإجراءات من أجل التخلص من شبح الجفاف والعطش، ما زالت آثارها غير واضحة إلى اليوم، بعد أن استمرت الظاهرة في تهديد مدن ومناطق أخرى، في ظل تراجع حقينة السدود وقلة التساقطات. فما هي الوضعية اليوم بالمغرب؟ وأين وصلت التدابير التي قامت بها الحكومة من أجل إنقاذ المواطنين من العطش؟ وكيف يدبر المواطنون مشكل انقطاع الماء المتكرر أو انعدامه أصلا في بعض المناطق؟ وهل كان لحملات التحسيس أي أثر يرجى على وعي السكان؟ هذه الأسئلة وغيرها سنحاول الإجابة عنها في الملف التالي: نورا الفواري