تجار "القيساريات" في خريبكة ضاعفوا الأثمان بسبب ارتفاعها بـ"الجملة" تتميز مدينة خريبكة، بتعايش الفئات الثلاث للمجتمع المحلي، فئة الأغنياء من أعيان المدينة، والفئة الوسطى من أطر المجمع الشريف للفوسفاط وأطر الإدارات العمومية وشبه العمومية، والفئة الثالثة التي تشكل أغلب السكان الخريبكيين، وتتشكل من الموظفين والمياومين، وأصحاب "نهار بنهارو". وانعكست هذه الصورة النمطية على الاستعدادات التي تعرفها الأسر بالمدينة تحضيرا لعيد الفطر، بعد شهر الصيام، الذي اكتوى بلهيب مصاريفه اليومية أغلب السكان، لتنضاف إليها مصاريف العيد، التي أصبحت ضرورية من أجل إدخال الفرحة على الصغار، بشراء ملابس جديدة لهم، ولعب وحلويات لتزيين مائدة الإفطار الصباحي، واستقبال الضيوف. فخلال الأسبوع الأخير من رمضان، تزينت المحلات التجارية والقيساريات الأربع بالمدينة وعشرات المحلات بالسوق النموذجي، إضافة إلى محلات العلامات التجارية التركية، الموجودة بواجهات أكبر سوق ممتاز بعاصمة الفوسفاط، حيث الكل يعرض موديلات ملابس العيد للأسر المحلية، فمن خلال جولة بهذه الفضاءات، منذ بداية الأسبوع الجاري، يظهر أن المحلات الزجاجية للماركات التركية والأوربية، ظلت وجهة الأعيان وأطر الفوسفاط والإدارات العمومية، حيث الأثمنة "فيكس"، لا نقاش حولها. وتبقى البطاقات البنكية، الوسيلة الأكبر استعمالا في أداء المصاريف، في حين تشكلت سلسلة بشرية ذهابا وايابا، من الأحياء الشعبية، إلى المحلات التجارية بالسوق النموذجي الكبير بالمدينة الفوسفاطية، حيث تنتشر كل السلع ذات الصنع المغربي، من مواد التنظيف والتزيين، والملابس لكل الفئات العمرية، لكن سجل جل الوافدين عليه، ارتفاع ثمن ملابس العيد، مقارنة مع الأيام العادية. يقول هشام، حارس ليلي، وهو يغادر بوابة السوق المزدحم، وعلامات الغضب بادية عليه: "الثمن طالع، كل لبسة زايدة فيها سبعين درهم، بمعدل زيادة 200 درهم لأبنائي الثلاثة، زيادة على زوجتي"، ليضيف "وهذا ثقيل على جيبي، الذي أنهكته مصاريف رمضان". من جهته، أبدى عبد الهادي، بائع بالسوق النموذجي، تفهمه لاحتجاج هذه الفئة الكبيرة من زبائن السوق، لكن "السلعة غالية من بلاصتها، من محلات الجملة بالبيضاء، إضافة إلى مصاريف النقل"، مؤكدا "بالحلوف"، أن ما يربحه من كل لبسة، لا يتعدى 40 درهما. وتبقى معاناة أصحاب محلات الملابس التقليدية، بقيسارية شارع "شوفوني" وسط المدينة الفوسفاطية، كبيرة، بعد أن وجدوا أنفسهم بين نارين، نار غلاء الثوب، ونار الخياطة باليد، مما جعل سلعتهم مكدسة دون زبون، بسبب الأزمة التي عاشتها فئة كبيرة من سكان المدينة خلال رمضان بسبب ارتفاع أسعار الخضر والفواكه والمواد الغذائية، إذ ارتفعت طلبات "البيع بالكريدي"، من أجل ترويج السلع وإرضاء الزبون، حيث يبقى التاجر صاحب المحل، هو "الضحية". ومن الصور المثيرة للانتباه، ما عبر عنه مدير وكالة بنكية، في تصريحه ل "الصباح"، أن معدل طلبات القروض الاستهلاكية، التي توصلت بها مؤسسته المالية، مثير للاهتمام بالنسبة إلى عاصمة الفوسفاط، إذ أن أغلب الموظفين وعمال شركات المناولة، وأصحاب المحلات التجارية، ارتفعت طلباتهم لقروض الاستهلاك، قبل رمضان، وهي إشارة غير مرضية، بالنسبة إلى الاستقرار الاجتماعي لفئة تشكل القاعدة الكبرى لهرم سكان خريبكة، بعد أزمة كورونا وانعكاساتها على الوضع الاقتصادي والاجتماعي . حكيم لعبايد (خريبكة)