اختفاء وسطاء سطوا على الملايين وتشرد المعتمرين يدفع حكومة إسبانيا للتدخل وجد 140 معتمرا مغربيا أنفسهم مشردين في شوارع مكة بالسعودية، بعد أن نصبت عليهم شبكة مغربية في سبتة المحتلة، ادعت أنها وفرت لهم المبيت وتكلفة الرحلة. وفتحت السلطات الإسبانية تحقيقا حول تورط مغاربة في النصب على المعتمرين، وكيفية استفادتهم من الترخيص بنقل المعتمرين إلى السعودية، قبل أن تتدخل لإنقاذ الضحايا بتوفير فنادق لهم مؤقتا. ووصفت التحريات الأولية عملية النصب والاحتيال على المعتمرين ب"الكبيرة"، إذ تورطت فيها أيضا الوكالة المسؤولة عن تأمين رحلات وإقامة المعتمرين والحجاج، إذ تكلفت شركة للوسطاء بكل إجراءات السفر والرحلة، حسب الاتفاق المبرم مع الوكالة الرئيسية والمعتمرين، إلا أن أعضاءها اختفوا عن الأنظار بمجرد حصولهم على مبالغ مالية كبيرة. وأدى النصب والاحتيال على المعتمرين إلى "أزمة سياسية" في سبتة المحتلة، إذ تدخل أحد الأحزاب السياسية المحلية للدفاع عن وضعية معتمري سبتة في المملكة العربية السعودية، التي وصفها بـ "البئيسة"، واتصل أحد قادة الحزب بمندوب الحكومة الإسبانية في سبتة المحتلة للتوسط والحصول على تدخل من الحكومة المركزية لإنقاذ المعتمرين الذين تعرضوا إلى "الخديعة"، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أن أغلب الضحايا شيوخ ومسنون أمضوا حياتهم في الإدخار للقيام ب"رحلة العمر"، قبل أن يجدوا أنفسهم يفترشون الأرض بالسعودية ويتسولون للحصول على وجبة للأكل. وذكرت قريبة إحدى الضحايا، حسب رواية المسؤول الحزبي الإسباني، أنها حضرت رفقة عدد من المعتمرين، بعدما أخبرهم صاحب وكالة الأسفار أن رحلتهم إلى العربية السعودية استوفت كل الإجراءات، قبل أن يجدوا أنفسهم عرضة للنصب عليهم في مبالغ مالية قدرت بالملايين، بل تمت مطالبتهم بالمزيد من المبالغ المالية بدعوى تأمين وجبات إضافية في فنادق السعودية، بعدما أدوا جميع المستحقات المالية لفائدتها، قبل أن يتحول حلم السفر إلى أداء مناسك العمرة إلى جحيم وكابوس لا تعرف له نهاية. ودخلت المصالح الأمنية الإسبانية على خط عملية النصب، وفتحت تحقيقا في الموضوع، على اعتبار أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها النصب على الراغبين في أداء مناسك العمرة، إذ يشتكي عدد من المغاربة القاطنين في المدينة المحتلة من نصب بعض وكالات الأسفار، التي تقدم لهم منتوجات وفنادق مغرية، قبل أن يفاجؤوا بأن الفنادق بعيدة عن الحرم ويلزمهم التنقل عبر الحافلة لأداء الصلوات الخمس، ما يعرضهم للتعب والإرهاق، بل منهم من يفضل الاكتفاء بالصلاة في أقرب مسجد لمقر الإقامة. خالد العطاوي